تُعد قضية تغير المناخ واحدة من أهم القضايا التي يتم تناولها بالبحث والمناقشة على الصعيدين المحلي والدولي، خاصة في ظل التداعيات السلبية والمخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، والحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسماً تستهدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري). وعلى الرغم من الاتفاقات والبروتوكولات الدولية الخاصة بالتعامل مع التغير المناخي، وإعلان عدد من الدول عن مستهدفاتها بشأن خفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني، إلا أن هذه الجهود لا تزال غير كافية في مواجهة المخاطر المتوقعة الناتجة عن التغيرات المناخية.
وإزاء أزمة الطاقة المتفاقمة واعتماد بعض الدول على الفحم في توليد الطاقة، ووسط تركيزات قياسية لغازات الاحتباس الحراري، وتواتر حدوث الظواهر المناخية القاسية، تسعى الدول والمؤسسات العالمية إلى تعزيز القدرة على الصمود والتكيف مع التغيرات المناخية، فضلاً عن اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز التمويل الموجه للعمل المناخي، والذي يُعد ضمن الأولويات الرئيسية المطروحة للنقاش الدولي في المؤتمرات المعنية بمناقشة قضية المناخ، وعلى رأسها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي من المخطط أن تعقد دورته الثامنة والعشرون في الإمارات العربية المتحدة خلال العام الجاري.