حظي مفهوم "الردع الاقتصادي" باهتمام خاص في نظريات العلاقات الدولية، انطلاقاً من أهميته كأداة شائعة الاستخدام من قِبَل كيانات المجتمع الدولي لتغيير المواقف السياسية والدبلوماسية للدول المخالفة للأعراف والقوانين الدولية. ويشير المفهوم العام للردع الاقتصادي إلى أنه جهود أو سياسات تهدف لإجبار دولة ما على تعديل سلوكها السياسي أو العسكري، بيد أن هناك قلقاً متنامياً بشأن نجاحها كأداة رادعة، فلا توجد أي إحصائيات مبنية على اختبارات عملية حول فاعلية العقوبات الاقتصادية.
ومن ثم، ستبحث هذه الدراسة في مناهج العقوبات الاقتصادية، من حيث موقعها ضمن حقل العلاقات الدولية. كما تقدم الدراسة تحليلاً للأدبيات السابقة المتعلقة بأنماط العقوبات الاقتصادية، وعوامل نجاح العقوبات الاقتصادية الفعالة. وتتطرق الدراسة إلى الحالة الروسية، لاسيما تلك العقوبات المفروضة عليها مؤخراً بهدف عزل الاقتصاد الروسي في أعقاب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وتأثيراته على الاقتصاد العالمي.
وتستخلص الدراسة أن نجاح العقوبات الاقتصادية يعتمد على عدة عوامل من بينها الاستقرار الاقتصادي والبنية السياسية والعلاقات الدبلوماسية للدول المُستهدَفَة. يضاف لتلك العوامل، قدرة الدولة المُستهدِفَة على الاستعانة بحلفاء في الظل لتجنب العواقب السلبية للعقوبات الاقتصادية، وكذلك قيام الدول المُستهدِفَة بالدعاية كأداة لتعبئة شعبها تجاه دعم السياسات المناهضة للعقوبات.