رصد تقرير حديث “عدم واقعية وقوع اندماج بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان الإرهابيتين، بفعل الخلاف في التصورات القيادية والعقائدية لكل منهما”.
التقرير الذي أصدره “مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة” وأعده محمد بوشيخي، الكاتب المغربي المتخصص في الحركات الإسلامية، بين أن “حركة طالبان الباكستانية يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على المنطقة، ويتخوف أن تحقق نجاحا مماثلا لنظيرتها في أفغانستان، التي أطاحت بالفعل بالنظام”.
ونقلا عن المصدر عينه، فإن “أعضاء مجلس الأمن تلقوا تقارير مقلقة، تحذر من تحول حركة طالبان الباكستانية الإرهابية، المعروفة باسم [تحريك طالبان باكستان] (TTP)، إلى مظلة تتيح للجماعات الأجنبية العمل أو حتى التحالف في ظلها، وكذا من إمكانية اندماج مع تنظيم القاعدة الإرهابي في شبه القارة الهندية”.
وأضاف التقرير أن “الفكر الجهادي المتطرف تنامى لدى حركات باكستانية منذ دخول قوات أجنبية إلى الجارة أفغانستان، الأخيرة التي عاشت منذ الغزو السوفياتي على وقع تنامي دور حركة طالبان التي تلقت في الأول دعما ميدانيا وفكريا من تنظيم القاعدة الإرهابي”.
وبحسب الوثيقة عينها، فإن “السلطة السياسية والعلمية المرتبطة بحركة تحريك باكستان لها ميول سلفية متطرفة، تنامت سنة 2001 من خلال الغزو الأمريكي”، إذ أصدرت فتاوى تشير إلى أن “الجهاد الذي تقوم به حركة طالبان بأفغانستان ضد الولايات المتحدة الأمريكية سيكون فرض عين على حركتنا هنا بباكستان”.
“الإعجاب الحاصل تجاه تنظيم القاعدة الإرهابي من لدن قيادات حركة تحريك طالبان التي أصبحت تمتلك 40 فصيلا قتاليا، وكذا عمليات التفجير البشعة التي ارتكبتها في الأراضي الأفغانية، عجل بالمنتظم الدولي لإدراجها ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية في سنة 2011″، يقول التقرير.
“غير أن هذا الإعجاب لن يدوم طويلا”، يورد المصدر ذاته، “إذ تتخلله مجموعة من مؤشرات التباعد بين الطرفين؛ أولها الإيديولوجيا والرؤية الاستراتيجية، بحيث تعتبر تحريك طالبان نفسها أعلى درجة من التنظيمات الإرهابية الأجنبية، في حين تصر قيادة القاعدة على أنها صاحبة المعرفة الدينية”.
وظهر الخلاف بين التنظيمين الإرهابيين بشكل جلي من خلال “مسارعة حركة طالبان الباكستانية في سنة 2021 إلى نفي وجود ارتباط لها بتنظيم القاعدة وكذا أي دور لها في توحيد الحركة الإرهابية، مؤكدة أنها تهتم بالشأن المحلي، فضلا عن بروز التنافس بين الطرفين في المنطقة من خلال وثائق رسالة عطية الله الليبي، القيادي بالقاعدة، إلى حكيم الله محسود، الزعيم السابق لحركة TTP، يوبخه فيها على خروج حركته عن طريقة الطاعة إلى تنظيم القاعدة إيديولوجيا واستراتيجيا”.
وخلصت دراسة بوشيخي إلى أن “العلاقة بين تحريك طالبان وتنظيم القاعدة اخترقها الفتور حينا والتنافس المحموم حيناً آخر، وبالتالي فالتحام الكيانين في وحدة اندماجية تحولهما لثالث، يعتبر سيناريو غير واقعي، بالنظر إلى التباينات الاستراتيجية والإيديولوجية بينهما، وأي تقارب مستقبلي بينهما سيكون عبر تحالفات تقليدية لا غير، كانضمام أحد فروع القاعدة إلى الحركة الباكستانية، وذلك خدمة لمصالحهما في المنطقة”.