تبحث القارة الإفريقية، في خضم ما يعيشه العالم من صراعات وثورات وتداعيات لجائحة “كورونا”، عن لعب دور رائد وفعال في النظام الدولي خلال السنوات القليلة المقبلة.
وبالرغم من قدرة القارات الأخرى وتوفرها على إمكانات تجعلها أكثر تقدما من القارة الإفريقية، فإن جائحة “كورونا” أثبتت أنها هذه القارة قادرة على التفوق؛ ذلك أنها استطاعت الحفاظ على عدد وفيات أقل نسبيا مقارنة مع القارات الأخرى، إذ إن معدل الوفيات في إفريقيا تميز بكونه أقل بكثير من معدل الوفيات العالمي.
وكشفت دراسة تم نشرها على موقع المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أن تفشي الجائحة أبان عن هشاشة المجتمع الدولي وعدم الترابط بين مختلف هيئات الحوكمة الدولية؛ وهو ما كان قائما قبل ظهور الوباء، ولكنه ظهر بشكل أكثر وضوحا عندما فشلت الدول في التعاون.
في المقابل، فإن الدول الإفريقية، وفق الدراسة نفسها، أثبتت قدرة استثنائية على تحقيق التعاون الإقليمي الفعال في إدارة الأزمات، حيث اجتمعت الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في إثيوبيا في 24 فبراير 2020 لبحث كيفية منع انتشار العدوى في القارة والنقاش بشأن سبل إنقاذ اقتصاد الدول من تداعيات الوباء؛ وذلك من خلال وضع إستراتيجية على مستوى القارة ككل لتحقيق هذه الأهداف.
ولفتت الوثيقة نفسها الانتباه أن هذه الخطوة مكنت الاتحاد الإفريقي من اتخاذ إجراءات في وقت مبكر من انتشار الفيروس، ليصبح بذلك واحدا من ضمن المنظمات الإقليمية التي أخذت الريادة في محيطها لمواجهة الجائحة.
وأورد منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين خطوات عديدة ينبغي على الدول الإفريقية أن تتخذها لكي تتمكن من إعادة بناء اقتصادياتها مرة أخرى، واستعادة المسار التنموي وفقا للأهداف الواردة في الأجندة التنموية التي وضعتها دول القارة لعام 2063؛ ولكن تنفيذ هذه الخطوات لن يكون بالأمر اليسير، بل ستواجه الدول العديد من المعوقات.
ودعت شخصيات بالقارة الإفريقية، على غرار عمرو موسى، إلى إتاحة الفرصة لهيئات الحوكمة الإفريقية لكي تلعب دورا أكثر تأثيرا في عملية صنع القرارات الدولية، والعمل على تحقيق تعاون وثيق بين مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي حول الشؤون العالمية.
المصدر : هسبريس