يصدر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية، ويسعى لدراسة صعود الجنوب العالمي وموقعه من النظام الدولي، من خلال تناول عدد من القضايا التي تبدأ بإعادة النظر في المفهوم ذاته وتأصيله؛ وصولاً للوضع الراهن والسياق الذي أدى إلى صعود الجنوب العالمي وجعله فاعلاً مؤثراً في النظام الدولي، وهو ما يتعرض له الفصل الأول من الكتاب، الذي جاء بعنوان «تحولات جيوسياسية: من العالم الثالث إلى الجنوب العالمي ». أما الفصل الثاني من الكتاب، «الموروث الاستعماري: الجنوب العالمي ومرحلة ما بعد الاستعمار ،» فيركز على تجارب الدول المختلفة في مرحلة ما بعد الاستعمار كإطار مهم لفهم تشكل «ملامح الجنوب » الذي نعرفه حالياً. فيما يستعرض الفصل الثالث، «محركات التعاون: العوامل المُحفزة للتقارب بين دول الجنوب العالمي »، إمكانات التعاون بين دول الجنوب في ظل التناقضات والاختلافات التي تتضمنها مصالح دوله مترامية الأطراف عبر إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وقدرة الجنوب على استكمال صعوده ومساهمته في إعادة تشكيل النظام العالمي. في ذات السياق يركز الفصل الرابع، «تحالفات الجنوب: تحولات إبسا ورهانات بريكس »، على تكتلات الجنوب الأحدث والأكثر تأثيراً، خاصة تحالف «بريكس+ » الذي ترقبه الأنظار، ويدور حوله جدال واسع بين التعويل عليه بصورة كبيرة خاصة على مستوى الاقتصاد الدولي، بينما يراهن البعض على عدم استمراره في ظل عضوية أطراف غير متجانسة بالضرورة. أما الفصل الخامس، «سياسات استثنائية: إدارة الجنوب للأزمات العالمية » فيستعرض النماذج المختلفة والفعالة التي طرحها الجنوب العالمي في إدارة الأزمات التي شهدها العالم مؤخراً، مثل: جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية وأزمات سلاسل الإمداد والغذاء، فضلاً عن أزمات تغير المناخ. وأخيراً، يقدم الفصل السادس والأخير «ريادة جنوبية: أسواق ناشئة ومراكز تكنولوجية واعدة » رؤية متفائلة عن الجنوب العالمي؛ إذ يسلط الضوء على مراكز التكنولوجيا في دول الجنوب العالمي، حيث يقدم الجنوب مجموعة من التجارب الاستثنائية والرائدة في مجال التكنولوجيا، والتي قد تقود صعود الجنوب في المستقبل. وشارك في هذا الكتاب مجموعة من المؤلفين شملت د. شوبهدا تشودري من مؤسسة برنامج رؤى الشرق الأوسط، نيودلهي، الهند، وجلاديس ليشيني أستاذة ومستشارة العلاقات الدولية بجامعة روساريو الوطنية بالأرجنتين، وكلاريسا جياكاجليا أستاذة العلاقات الدولية بجامعة روساريو الوطنية بالأرجنتين، وديفيد واماجو محلل أمني وشريك إقليمي بمؤسسة دبليو إس إنسايت، نيروبي، كينيا، وسفيان عبدو نائب مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة النظام العالمي الجديد، روما، إيطاليا، ود. حمدي عبدالرحمن أستاذ العلوم السياسية، بجامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة.
