أخبار المركز
  • صدور العدد 38 من دورية "اتجاهات الأحداث"
  • د. إيهاب خليفة يكتب: (الروبوتات البشرية.. عندما تتجاوز الآلة حدود البرمجة)
  • د. فاطمة الزهراء عبدالفتاح تكتب: (اختراق الهزلية: كيف يحدّ المحتوى الإبداعي من "تعفن الدماغ" في "السوشيال ميديا"؟)
  • د. أحمد قنديل يكتب: (أزمات "يون سوك يول": منعطف جديد أمام التحالف الاستراتيجي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة)
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)

التبدلات السياسية تنعكس على اليمن

22 مارس، 2017


يتضح من ارتفاع وتيرة القصف الذي تقوم به طائرات التحالف العربي أن الحرب في اليمن تبدلت بشكل كبير لصالح التحالف ضد الانقلابيين.

وقد عاد التنسيق بين قوات التحالف بقيادة السعودية والولايات المتحدة بعد توقف طويل خلال آخر عام من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حيث شنت غارات عديدة على مراكز تدريب تابعة لميليشيات الحوثيين في صعدة، وكذلك هجمات مركزة على مواقعهم في جبهة نهم شرق صنعاء انتهت بهزيمتهم في تلك المديرية الوعرة، واستولى عليها الجيش الوطني الذي انتقل إلى مديرية أرحب القريبة من العاصمة صنعاء، أيضاً بإسناد قوات التحالف الجوية، وذلك وفق بياناته الأخيرة. كما أن التعاون بحراً أحبط هجوم ثلاثة زوارق حوثية قبالة ميناء ميدي. والهجوم المقبل حاسم في الحرب، حيث تواتر أنه سيستهدف ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعتبر مزاراً للسفن الإيرانية التي كانت تقوم بعمليات تهريب السلاح إلى الانقلابيين.

نقاط القوة الجديدة بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن عززت معسكر التحالف. نتيجة التفاهمات مع الولايات المتحدة تم استئناف تزويد التحالف بالذخيرة، وكذلك تقديم المعلومات العسكرية الاستخباراتية عن مواقع العدو، وحركة قواته على الأرض. وإلى جانب النتائج العسكرية التي نراها على الأرض، فإن فيها رسالة سياسية لا تقل أهمية بأن اليمن، بخلاف سوريا، محل اتفاق دولي على القضاء على الانقلابيين، وعزل حليفهم الإيراني الموجود على الأرض، من خلال ميليشياته التي تحارب مع الحوثيين.

ومع التبدلات العسكرية الجديدة يعود المبعوث الدولي إلى الصورة في محاولة لتسويق مبادرة السلام، التي لا تزال صالحة مع تعديلات أجراها مؤخراً على أمل تقليص المسافة بين الفرقاء، وفق المرجعيات الثلاث؛ القرار الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني. والنجاحات العسكرية الضاغطة على ميليشيات الحوثي التابعة لإيران، وكذلك زحف الجيش الوطني ضد قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح بهجومه على مديرية أرحب في الطريق إلى صنعاء، ستساعد المبعوث الدولي على تنفيذ مشروعه. وهذا لا يقلل من إشكالات النزاع في اليمن، حيث يتهم فريق الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي، بأنه يعرقل مساعي أي حل سياسي، ويفضّل عليه استمرار النزاع، لأنه سيخسر الرئاسة في حال تم التوصل إلى نهاية للحرب، باعتباره رئيساً مؤقتاً.

ومن المؤكد أن التطور العسكري سيسهم في تقديم تصور أفضل للكيفية التي سيحكم بها اليمن.

* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط"