أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

استعادة الدور:

المساعي الأوروبية للوساطة في أزمات المنطقة

19 ديسمبر، 2018

استعادة الدور:

استضاف مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الدكتور كريستيان كوخ، مدير مركز الخليج للأبحاث بجنيف، في لقاء عام، للحديث عن دور الدول الأوروبية في أزمات منطقة الشرق الأوسط، وسعيها لاستعادة دورها النشط في حل وتسوية هذه الأزمات، ومنها أزمة الاتفاق النووي الإيراني، والأزمة القطرية الحالية. وخلص كوخ إلى أن الاتحاد الأوروبي سوف يستمر في مساعيه الرامية للعب دور الوساطة للمساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وإن كان من الواضح أن أسس هذه الوساطة لم تتوفر بعد. 

أولاً: الملف النووي الإيراني

أشار كوخ إلى أن مصداقية الدول الأوروبية الكبرى ستكون على المحك إذا لم يكن لها دور في حل مشكلة الاتفاق النووي الإيراني والحفاظ عليه بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو 2018، وتطبيقها عقوبات على طهران، ومنها عقوبات تجبر كبار مشتري النفط على الامتناع عن شرائه من إيران. ولن يستطيع الاتحاد الأوروبي إقناع إيران بالحفاظ على الاتفاق النووي، ما لم يوفر آليات بديلة لسداد الأموال بما يسمح بمواصلة التجارة مع طهران، كأن يتم مثلاً مقايضة سلع أوروبية بالنفط الإيراني دون استخدام نقود.

وأكد كوخ أن هناك تحديات عديدة تواجه تطبيق مثل هذه البدائل في التجارة بين أوروبا وإيران، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي لا يمتلك الأدوات الكافية لحماية الشركات الأوروبية العاملة في إيران من العقوبات الأمريكية، أو تقديم ضمانات جدية لطهران لاستمرار العمل بالاتفاق النووي، ولذلك سارعت كبريات الشركات الأوروبية لمغادرة السوق الإيراني بالفعل.

ومع ذلك، رأى كوخ أن إيران ستعمل على الاستفادة من حرص الاتحاد الأوروبي على استمرار الاتفاق النووي، وستسعى إلى الحصول على أكبر تنازلات اقتصادية ممكنة من دول أوروبا، وبالتالي لن تقدم طهران على أي قرارات تصعيدية قد تهدد علاقاتها مع أوروبا، خاصة في ظل الحظر الأمريكي المفروض عليها.

وفي سياق الحديث عن العلاقات الأوروبية – الإيرانية، لفت كوخ الانتباه إلى التمثيل النشط للإيرانيين في المؤتمرات الأكاديمية للجامعات ومراكز الفكر وكذلك الفعاليات السياسية في أوروبا، حيث إن مشاركتهم فيها يتيح لهم فرصة التواصل مع الأوروبيين، وعرض وجهة نظر طهران إزاء قضايا المنطقة، ومنها الملف النووي الإيراني.

ثانياً: الأزمة القطرية

تطرق كوخ إلى تطورات الأزمة القطرية بين قطر من جهة ودول المقاطعة (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) من جهة أخرى، مشيراً إلى أنه منذ بداية هذه الأزمة في يونيو 2017 فإن موقف الدول الأوروبية منها يتسم في مجمله بالحياد وعدم الانحياز لأي من طرفي الأزمة، مع دعم جهود الوساطة المتعددة لحل الأزمة؛ وأبرزها الوساطة الكويتية. وأرجع الحضور حيادية الموقف الأوروبي من الأزمة القطرية الحالية إلى المصالح التي تربط دول أوروبا بطرفي الأزمة، وخاصة العلاقات التجارية والاستثمارات المتبادلة، وحرص الجانب الأوروبي على تعزيز هذا التعاون الاقتصادي. 

وختاماً، تطرق كوخ إلى العلاقات الأوروبية – الأمريكية، مؤكداً أن ثمة توتراً واضحاً في هذه العلاقات في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو ما جعل البعض يفكر في إعادة تقييم مستقبل العلاقات عبر الأطلسي وجدوى الاعتماد على واشنطن وحلف "الناتو" في الدفاع عن أمن أوروبا. كما رجح كوخ أن تسفر الانتخابات القادمة للبرلمان الأوروبي في مايو 2019 عن تصاعد دور الأحزاب الشعبوية وممثلي اليمين المتطرف على غرار ترامب.