أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

تحولات استراتيجية:

واقع تنظيمات الإرهاب والتطرف العنيف في الشرق الأوسط

17 سبتمبر، 2018

تحولات استراتيجية:

استضاف مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الأستاذ علي بكر، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في لقاء عام، تطرق خلاله إلى التحولات التي تشهدها ظواهر الإرهاب والتطرف العنيف في منطقة الشرق الأوسط.

أولاً: انحسار "داعش" 

أشار الأستاذ علي بكر إلى أن الهزائم التي تعرض لها مقاتلو تنظيم "داعش" في عدد من المناطق، دفعتهم إلى الهروب لمناطق جديدة، على غرار ما تعرض له "داعش" في العراق وسوريا، حيث فقد ما يقرب من 98% من المناطق التي كان يسيطر عليها.

وبالتالي تبنى تنظيم "داعش" استراتيجية جديدة، وهي التخلي عن مبدأ "السيطرة الترابية أو المكانية"، حيث كان يحرص في بداية نشاطه منذ عام 2014، على السيطرة على قطعة محددة من الأرض بشكل كامل، والوجود فيها عسكرياً وتنظيمياً، وهو ما كان يجعل من السهل استهدافه، من خلال الغارات الجوية. وتحول "داعش" إلى الانتشار التنظيمي "المرن"، عبر الوجود في عدد من المناطق بشكل عملياتي وتنظيمي من دون التمركز فيها بشكل مستمر.

ثانياً: تمدد "القاعدة"

تزايد نشاط تنظيم "القاعدة" في ظل انتشاره في العديد من المناطق، عبر فروعه المختلفة التي يتصاعد نفوذها يوماً بعد آخر، وهو ما أشار إليه تقرير للأمم المتحدة رُفع إلى مجلس الأمن الدولي، في فبراير 2018، بأن تنظيم "القاعدة" أصبح يشكل خطراً أكبر من "داعش" في بعض المناطق.

وأرجع بكر تصاعد نفوذ "القاعدة" إلى السمات الخاصة التي يتمتع بها التنظيم، ومنها ما يلي:

1- عدم السيطرة الترابية: إذ تنتشر "القاعدة" بشكل عملياتي وتنظيمي في مناطق محددة، من دون البقاء فيها بشكل مستمر، وهو النهج الذي اتبعه التنظيم وفروعه المختلفة منذ نشأته، مما جنبه الكثير من الضربات التي كانت يمكن أن تؤدى إلى انهياره تنظيمياً.

2- الأقنعة التنظيمية: وهي تلك المجموعات التابعة لـ "القاعدة"، ولكنها متخفية تحت مسميات مختلفة، مثل "أنصار الشريعة"، سواء في اليمن أو ليبيا، وتنظيم "ثوار بن غازي"، وكذلك تنظيم "كتيبة عقبة بن نافع"، و"كتيبة الفتح المبين" في المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر.

3- تعدد التحالفات: كثف تنظيم "القاعدة" خلال السنوات الأخيرة من تحالفاته، بأشكال متعددة، سواء كانت تحالفات "تنظيمية"، على غرار تحالفات "هيئة تحرير الشام" في سوريا، أو تحالفات "عقائدية" والتي تظهر في تحالفات "القاعدة" في الساحل والصحراء مع بعض الجماعات القريبة منها فكرياً مثل "جماعة أنصار الدين" و"جبهة تحرير ماسينا"، أو تحالفات "قبلية"، على غرار تحالفات "القاعدة" في اليمن مع بعض القبائل، مثل قبيلة "مارع" وغيرها. 

وساعدت تلك التحالفات "القاعدة" على الوصول إلى مناطق لم يكن بمقدورها الوصول إليها من دون هذه التحالفات، لا سيما أن التنظيم بات يمنح الأولوية للتوسع، والتمدد إلى مناطق جغرافية جديدة.

ثالثاً: انقسامات "الإخوان المسلمين"

تطرق بكر إلى الانقسامات الحادة التي تشهدها جماعة الإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة، وهي كالتالي:

1- انقسام بين الأجيال: هو ناتج عن الاختلاف في الرؤى والأفكار حول القضايا المحورية والمستقبلية، بين جيلين مختلفين في الجماعة، وهما "جيل الشيوخ" و"جيل الشباب".

2- الانقسام التنظيمي: يأتي نتيجة انفصال أحد الفروع عن الجماعة "الأم" وقطع علاقته التنظيمية بها، مثلما حدث من قِبل فرع الإخوان المسلمين في الأردن، التي أعلن مجلس شورتها فك الارتباط بالجماعة في مصر.

3- الانقسام الفكري: يهدم "المقدسات الفكرية" للجماعة، ومثال على ذلك حركة "النهضة" التونسية التي أعلنت تخليها عن العمل الدعوي للجماعة، وتفرغها فقط للعمل السياسي.

4- الانقسام القيادي: يحدث نتيجة الصراع على القيادة، بين الشخصيات الكبرى داخل الجماعة، والتي يرى كل منهم أنه أحق بهذه القيادة، والذي ينتهي غالباً بالإطاحة بالقيادة القائمة، كما حدث داخل فرع الإخوان المسلمين في السودان، التي أقال مجلس شورتها، المراقب العام للجماعة على جاويش، بحجة قيامه بحل مؤسسات الجماعة الحزبية ومؤتمره العام بشكل فردي.