أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

أفكار مُضللة:

عقول الإرهابيين كما تعكسها الشبكات الاجتماعية

21 يناير، 2016

أفكار مُضللة:

كيف يفكر الإرهابيون؟... ماذا يقرأون؟ كيف تتشكل أفكارهم في ضوء ما يستندون إليه من مرجعيات وكتب فقهية مختلفة؟ من هم أبرز الأئمة الذين يرجعون إليهم لتشكيل آرائهم المتطرفة؟ من هم أبرز القيادات الإرهابية الأكثر تأثيراً في أصحاب الفكر المتشدد؟ ما أبرز الحجج التي يسوقها هؤلاء لتبرير أقوالهم وأفعالهم؟ وما أهم القضايا التي يتداولها المتطرفون في الوقت الرهن؟...

كانت هذه التساؤلات وغيرها موضوع ورشة العمل التي نظمها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، وذلك لتحليل وقراءة دلالات النتائج التي توصل إليها مشروع بحثي أنجزه فريق الرصد الإعلامي بمركز المستقبل في النصف الأول من عام 2015، تحت عنوان: "سمات العقلية الإرهابية كما تعكسها وسائل التواصل الاجتماعي"، حيث قام فريق العمل برصد (46,313) مادة تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، توزعت كالتالي: 45,254 تغريدة في عدد (83) حساباً لشخصيات متطرفة أو مؤيدين للجماعات الإرهابية، و(789) مقطع فيديو على موقع اليوتيوب، و(270) تدوينة نُشرت من خلال 18 مدونة.

وقد ناقشت الجلسة الأولى موضوع "كيف يتشكل العقل الإرهابي؟"، وأدراها الدكتور حسن قايد الصبيحي، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام في جامعة الإمارات، وعقَّب على نتائج المشروع خلالها كل من: الدكتور نصر عارف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والأستاذ منصور النقيدان، مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي. وتناولت هذه الجلسة المرجعيات الفكرية والشرعية التي يستند إليها المتطرفون، وأبرز الأئمة والقيادات الذين يرجعون إليهم بشكل رئيسي.

أما الجلسة الثانية، فقد جاءت تحت عنوان: "كيف يفكر العقل الإرهابي؟"، وأدارها الدكتور عبدالله الجسمي، رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة الكويت، وعقَّب على نتائج المشروع خلالها كل من: الأستاذ علي بكر، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية من مصر، والدكتور خالد عمر بن ققه، الباحث المتخصص في الفكر السياسي الإسلامي من الجزائر، حيث تناولت الجلسة الحجج والأفكار المركزية التي يستخدمها أعضاء التنظيمات الإرهابية، والقضايا الأساسية التي يتداولها المتطرفون على شبكات التواصل الاجتماعي.

وناقشت الجلسة الثالثة قضية "الصراع الجهادي - الجهادي"، وأدارتها الأستاذة عائشة سلطان، مؤسسة ومديرة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة الاتحاد الإماراتية، وعقَّب على نتائج المشروع البحثي في هذا الصدد كل من: الدكتور هاني نسيرة، مدير معهد العربية للدراسات والباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، والدكتور شادي عبدالوهاب، منسق برنامج الاتجاهات الأمنية بمركز المستقبل، حيث تناولت الجلسة أوجه التشابه في المقاربات الفكرية والفقهية للتنظيمات المتطرفة، والصراع الجهادي - الجهادي، الفكري والفقهي، بين كل من تنظيمي "داعش" "والقاعدة".

وبإيجاز شديد، توصل المشروع البحثي إلى نتائج وخلاصات عديدة، لعل أبرزها ما يلي:

1 - أبرز الأئمة الذين يرجع إليهم المتطرفون هم على الترتيب: ابن تيمية، ابن القيم، ابن حزم، ابن عثيمين، سيد قطب، ابن باز، الألباني، ابن كثير، التميمي، الشعيبي، الطريفي، ابن الجوزي، الغزالي، وغيرهم.

2 - أبرز الكتب التي يرجع إليها المتطرفون هي: صحيح الجامع، مجموع الفتاوى، المعارج، حلية الأولياء، زاد المعاد، صيد الخاطر، فتح الباري، مختصر مسلم، الإنجاد في أبواب الجهاد، Stealing Al-Qa’ida’s Playbook، إسعاد الأخيار في إحياء سنة نحر الكفار، إغاثة اللهفان، إضاءات في التحرير العقدي، التبيان في كفر من أعان الأمريكان، الجامع للسلسلة المميزة، وأحكام القرآن لابن عربي، جامع الرسائل، تفسير القرطبي، وإدارة التوحش، وغيرها.

3 - أبرز القيادات الواردة في كتابات الحركات الإرهابية هم: أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي في المقدمة، ثم أبو محمد المقدسي المنظر السلفي وزعيم تنظيم "جبهة النصرة"، ثم أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة".

4 - أبرز الحجج التي تستخدمها هذه الجماعات لتجنيد أفراد جدد هي بالترتيب: وجوبية الجهاد، كفر الحاكم، كفر المجتمع، جاهلية المجتمع، الحكم بما أنزل الله، ضعف المجتمع، ضعف الحاكم، حتمية المواجهة مع الكفار، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سيطرة الحكام على الشعوب، تطهير النفس، ومعاداة الثورات.

5 – معظم الحجج التي يسوقها المتطرفون لتبرير العمليات الإرهابية هي حجج سياسية بالأساس، وذلك بنسبة 59,7%، تليها الحجج الدينية بنسبة 21,4%، ثم الحجج الاجتماعية بنسبة 18,6%.

6 ـ كانت أبرز القضايا الواردة في التغريدات والمشاركات على الحسابات الشخصية، فيسبوك وتويتر، هي القضايا الخاصة بالأعمال الجهادية والانتصارات التي تقوم بها هذه الحركات الإرهابية بنسبة 9,4%، تليها التغريدات التي تنتقد "داعش"، والتي تم رصدها في التغريدات أو التفاعلات عليها بنسبة 7,3%، ثم الإصدارات الإعلامية التي تصدرها هذه التنظيمات بنسبة 4,9%.

أما أبرز القضايا الواردة في الفيديوهات الخاصة بالحركات الإرهابية، فكان أبرزها عرض فيديوهات خاصة بالقيام بعمليات إرهابية وتحقيق انتصارات بنسبة 21,3%.

وفيما يخص المدونات، فقد جاءت أبرز القضايا الواردة فيها كما يلي: الخلاف بين "داعش" و"القاعدة"، وذلك بنسبة 15,6%، تليها الأعمال الجهادية والانتصارات التي تقوم بها الحركات الإرهابية بنسبة 14,1%، ثم الخواطر الدينية بنسبة 15,6%.

7 ـ كان مصطلح "الجهاد" هو أكثر المصطلحات التي تم استخدامها في المدونات، وذلك بنسبة 37,7%، يليه "استشهاد" بنسبة 9,4%، ثم "خلافة" بنسبة 8,9%، ثم "خوارج" بنسبة 5,2%. أما على تويتر، فكان مصطلح "الجهاد" هو أيضاً الأكثر استخدماً ولكن بنسبة 19%، يليه "أخوة" بنسبة 11%، ثم "خوارج" بنسبة 10.2%.


وبناءً على قراءة هذه النتائج العامة وغيرها، فقد توصلت ورشة العمل إلى العديد من الاستنتاجات والدلالات والتوصيات، ومن أهمها ما يلي:

أولاً: يرتكز فكر الجماعات الإرهابية - بناءً على نتائج هذا المشروع وعلى التجارب السابقة والراهنة للعديد من التنظيمات المتطرفة - على عدة مرتكزات، من أبرزها:

1 - تغييب العقل: ويظهر ذلك في رفض طرح أي تساؤلات أو إشكاليات ذات طابع معرفي، حتى لو تعلقت بكيفية تحقيق الأهداف، ويبدو أن ذلك يعود إلى أمرين، الأول: توظيف معنى التوحيد بما يخالف المعنى العميق للإيمان من حيث هو استعمال دائم ومتجدد للعقل. والثاني النزاع الأزلي على السلطة بين الديني والمدني، وعدم وجود مساحة للتعايش بينهما.

2 - التبعية المطلقة للتنظيم والتطويع المطلق للأتباع: وتظهر تجليات ذلك في الولاء للجماعة أو التنظيم من منطق أنه – أي الولاء – يحقق حالة عليا من الإيمان، يختفي وراءها القادة، ومع الوقت تصبح الجماعة أو التنظيم أهم من الفكرة والعقيدة والرؤية، فالأولوية المطلقة للتنظيمات التي تتمتع بقدرات خاصة على تطويع الأتباع، وهو ما عجزت الدولة الحديثة عن القيام بمثلها بكل وسائلها الترغيبية والترهيبية.

3 - استحضار التاريخ: فهناك حضور للتاريخ وفق منظور خاص بقراءته لدى الجماعات الإرهابية، وهو استحضار مخيف ومستفز، حيث لا يعترف بخصوصية التجارب ونسبيتها وزمنها، وترى فيه الجماعات انتصاراً مطلقاً بما في ذلك الانكسارات والهزائم، إذ يتم استحضار الاعتداء على الأشخاص (الصحابة مثلاً)، والحوادث ذات الحسم الإيماني (الهجرة إلى الحبشة مثلاً)، والأماكن التاريخية (بغداد مثلاً).

4 - جغرافية الفضاء المفتوح: حيث تتحرك هذه التنظيمات في فضاء مفتوح، فهي لا تعترف بالدولة الوطنية ولا الحدود، ولا تقيم وزناً للحداثة، وترفض كل المنجزات البشرية بما فيها المنظومات القانونية التي تحكم علاقات المجتمعات الحديثة.

ولذا تقدم هذه التنظيمات نفسها بديلاً عن الدولة. وقد نجحت في بعض الحالات المتعلقة بحركة الحياة اليومية، كونها استطاعت أن تسد فراغ وعجز الدولة وتخلق بيئات حاضنة لدى الفقراء والمعوزين في بعض المناطق.

5- سياسة العداوة الدائمة: بناءً على المرتكزات السابقة، ومن أجل تعميم ثقافة الإرهاب، تصر جماعات الإرهاب على توسيع دائرة العداوة، ولهذا فإن من ليس معها فهو ضدها، لذا علينا أن ننظر إلى بشاعة عملياتها الإجرامية من زاوية سياستها العدائية للجميع بما في ذلك عناصرها.

ثانياً: يسعى المتطرفون و"الجهاديون" إلى خلق عالمِ موازِ على شبكة الإنترنت، وذلك لأكثر من غاية: خلق هوية جمعية "جهادية"، وحشد الإنترنت بمعلومات تمكنهم من نشر أفكارهم وتجنيد الشباب، وتعزيز شرعيتهم.

ويلاحظ أن هذا العالم الموازي للإرهابيين مشحون بالسياسة أكثر من الدين، فهم يتحركون بدوافع سياسية في تغريداتهم عبر "تويتر" بنسبة 59.7% واجتماعية بنسبة 18.6%، بينما الدينية كانت بنسبة 21.4% فقط؛ مما يعني أن 78.3% من الحجج المستخدمة لأجل إقناع جمهور "تويتر" بشرعية الجهاد غير دينية وإنما سياسية واجتماعية بالدرجة الأولى.

كما أن هذا العالم الموازي يقوم على إثارة العواطف وليس العقل، فالمتطرفون والإرهابيون ومؤيدوهم يعتمدون في "تويتر" على إثارة العواطف في مخاطبة جمهورهم وليس على العقل، ويظهر ذلك من خلال استخدام الصور بنسبة 42% والفيديو بنسبة 21.3%، وهو ما يمثل أضعاف استخدامهم للنصوص العقلية التي جاءت بنسبة 14.3% والآراء الفقهية التي جاءت بنسبة 1.4%؛ وذلك لأن الصورة تثير العواطف بينما النصوص تخاطب العقل. كما أنهم يركزون على المضامين المثيرة لحس المغامرة مثل المعارك والانتصارات بنسبة 37.5%.

أما الخطاب الإرهابي في المدونات، فهو موجه للمتخصصين أو المطّلعين، ويركز على الإقناع، ولذلك نجد أغلب ما ينشر في المدوّنات قائم على الحجج الدينية بنسبة 83.1%.

ثالثاً: ثمة قضية جوهرية تمثل منبع خطورة أفكار هذه التنظيمات، إلى درجة تبدو كارثية، وهي أن المتطرفين والإرهابيين يستخدمون– إلى جوار الكتب الأكثر تشدداً وتطرفاً- الكتب الإسلامية الرئيسية نفسها التي لا يمكن للإسلام العمل من خارجها، بما في ذلك كتب "الألباني" و"صحيح الجامع" وغيرها، ولهذا فنحن أمام أزمة حقيقية تتجاوز قضايا إصلاح الفكر والمناهج التعليمية، حيث يلجأ المتطرفون إلى مصادر "أبستمولوجية" أساسية للتكوين الإسلامي، لكنهم يتناولونها بطريقة مختلفة وبتفسيرات مقتطعة توافق أهواءهم. وعلاوة على ذلك يلجأون لمصادر محددة للتبرير مثل كتب "الماوردي" و"ابن تيمية" على سبيل المثال، وهي كتب لا يمكن التعامل معها بالمصادرة مثلاً، فهؤلاء المتطرفون يفككون البنية الفكرية، الفقهية – المذهبية، ويخرجون عن التقاليد الفقهية للأوائل الذين رفضوا "التمذهب".

وبناءً على ذلك، فإن ما حدث في زمننا هو تجاهل علم اجتماع الفقه، مما ساعد المتطرفين على إخراج الأحكام من سياقها التاريخي وزمانها، فهم مثلاً يستخدمون فقه عصر القوة في وقت الضعف، ويستخدمون فقه الأغلبية ليطبقوه على فقه الأقلية.

ولذا لا يمكن معالجة هذه المنظومة المشوهة للأحكام الفقهية من دون أمرين، أولهما: تنقية التراث، وليس الاقتصار على مسألة تجديد الخطاب الديني. وثانيهما: حتمية بذل مزيد من الجهود في العالم الإسلامي في سبيل منع "تعدد المرجعيات"، وهو ما فعله الغرب في بدايات العصر الحديث، حيث وحد مفاهيمه الفكرية بدءاً من سقراط وحتى كواين، لينتج 18 فكرة أساسية هي أعمدة الحضارة الغربية اليوم. ولهذا لا يجب أن نبقى أمة بلا مرجعية فكرية ومفاهيمية وفقهية متفق عليها، لأنه بدون ذلك سوف يستمر خلق عقول إرهابية.


رابعاً: إن الحديث عن المرجعية الفكرية لدى المتطرفين يثير قضايا عديدة، ومنها العلاقة مع الآخر، فهؤلاء يأخذون من الدين الإسلامي، من القرآن والسنة، قضية العلاقة مع الآخر ليس من منظور التسامح وتعدد الأعراق والشعوب التي انطلق منها الإسلام، ولكنهم يؤسسون أفكارهم وممارساتهم على وجود ذلك الآخر المرجف أو المنافق في المدينة، ولابد أن يكون لديهم عدو دائم على غرار الفرس والروم.

وفي هذا الإطار أيضاً، أي المرجعية الفكرية، فثمة ضرورة لتوضيح حقيقة مهمة حول إشكالية مفهوم المنكر، فما يحرك هؤلاء المتطرفين هو تغيير المنكر وفقاً لوجهة نظرهم، وهو تكليف تجاوزوا فيه حدود المسؤولية الفردية؛ لهذا فهم يكفرون الشخصيات الاعتبارية والمجتمع والحكام كمقدمة ضرورية لقتالهم جميعاً، مع أنه ليس في الإسلام مطلقاً تكفير للشخصيات الاعتبارية، لكن المتطرفين يفعلون ذلك، في تغييب واضح للشريعة الإسلامية في هذا الشأن.

ولهذا السبب يسعى الإرهابيون و"الجهاديون" إلى عزل من يتعاطف معهم عن المجتمع؛ لذلك يلاحظ أن أغلب حججهم الدينية تقوم على أساس تكفير المجتمع بنسبة 48%، و25% فقط منها يقوم على أساس وجوب الجهاد، و10% فقط يتناول الحكم بما أنزل الله.

ويهيمن النموذج التاريخي على كل المتطرفين، فهم يريدون إعادة حالة ماضوية على أوجه غير صحيحة، ولذا نجد لديهم في المفاهيم والممارسة مثلا: إحياء أسواق الجواري والرقيق، وهو يفعلون ذلك أيضاً على خلاف ما ورد في القرآن والسنة وآراء الفقهاء الأوائل.

خامساً: تشير نتائج الدراسة بوجه عام إلى أن القائم الآن هو وجود تيار "إسلام سياسي" هدفه الحكم والسلطة، أي أن القضية لا تتعلق فقط بمسائل الفكر والثقافة فقط، فالظاهرة الإرهابية اليوم في مجملها سياسية أكثر منها دينية. والدليل على ذلك هو "الصراع الجهادي – الجهادي" بين التنظيمات الإرهابية من ناحية، والتداخل الحادث ما بين فكر جماعة الإخوان والسلفية حيث التأثير المتبادل بينهما من ناحية أخرى.

ولعل ما يحدث اليوم شبيه بما حدث سابقاً في أديان أخرى من انشقاقات داخلية وخروج جماعات عن التيار الرئيسي، ولهذا فهذه الجماعات تتعامل مع الدين بطريقة مجتزأة، لدرجة بات معها واضحاً أن الأكثر تشدداً هو الأكثر جذباً وإرهاباً ووحشية، الأمر الذي لابد وأن يقابل بتوضيح الآراء الوسطية في الكتب التي يرجعون إليها من جانب، ووضع شروط لتعريف العالم المسلم الآن من جانب آخر، والبدء في خلق مرجعية واحدة للحضارة العربية والإسلامية، وهو ما يقتضي تفكيك سلوكيات هذه التنظيمات المتطرفة من خلال تفكيك كل من: المعتقدات والدين والأفكار، وإعادة الاعتبار إلى علم اجتماع الفقه، وفقه التاريخ، وفقه المقاصد.