أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

تحالفات جديدة:

تأثيرات صعود اليمين على السياسات الأوروبية تجاه الشرق الأوسط

18 يناير، 2017


يُثير الصعود المُطرد والملحوظ للتيارات اليمينية في أوروبا، على اختلاف درجة تطرفها وحدتها، العديد من التساؤلات حول طبيعة السياسة الخارجية التي ستتبناها تلك التيارات تجاه منطقة الشرق الأوسط في ظل أزمات اللاجئين الضاغطة على أوروبا، وطبيعة التوازنات وخريطة التحالفات السياسية التي ستُساهم تلك التيارات في تشكيلها مع دول المنطقة.

وليس من شكٍّ في أن الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها القارة الأوروبية في الفترة الماضية قد أوجدت بيئة خصبة لنمو تلك التيارات، وخاصةً ناحية نظرتها للمهاجرين، لا سيما القادمين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، بما جعل تلك التيارات المختلفة تتفق على كون المهاجرين يهددون القومية الأوروبية من خلال أسلمة أوروبا، بما يهدد الأفكار الأوروبية القائمة على العلمانية وفصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى أنهم يسيئون استغلال مزايا دولة الرفاه (كبرامج الإعانة وغيرها)، طبقًا للفكر اليميني(1).

مؤشرات صعود اليمين الأوروبي

نجح التيار اليميني المتطرف خلال السنوات الأخيرة في أن يقدم نفسه للشعب الأوروبي كبديل عن التيارات المحافظة الأخرى، مستغلاً المستجدات الطارئة على الخارطة الإقليمية والدولية التي تُهدد أمن واستقرار المواطن الأوروبي كما روَّجت لذلك الآلة الإعلامية لهذا التيار.

وقد تعززت فرصُ وحظوظ اليمين المتطرف أوروبيًّا بعد النجاح الذي حققه في أكثر من دولة، وخاصة في بريطانيا، بفوز تيار "بريكسيت" في استفتاء تاريخي، أدت نتائجه إلى عزلها عن الأسرة الأوروبية، ثم التتويج بفوز دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأمريكي الذي أُجري في الثامن من نوفمبر 2016 على منافسته الديمقراطية "هيلاري كلينتون".

وتُثبت النتائج الأولية لبعض الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي تمت على مستوى معظم دول الاتحاد الأوروبي (مثل: السويد، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والنمسا، وهولندا، وسويسرا، والدنمارك)، والتي حققت فيها الأحزاب اليمينية تقدمًا ملحوظًا، مدى صعود اليمين وحجم تأثير أفكاره على المواطنين الأوروبيين، بما سينعكس على علاقاته الدولية والإقليمية.

ففي فرنسا، أحكم حزب "الجبهة الوطنية" سيطرته على 11 مجلسًا محليًّا في الانتخابات المحلية التي أُجريت في ديسمبر 2015، وحصل على 25% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو 2014، كما حصل على 27% من الأصوات في الانتخابات المناطقية التي عقدت في ديسمبر 2015(2).

كما ستشارك "مارين لوبان"، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، في الانتخابات المزمع عقدها في 23 أبريل 2017، والتي قد تُتيح لها فرصة هامة للفوز بالانتخابات الرئاسية خلفًا لهولاند الذي قرر عدم الترشح؛ نظرًا لتراجع شعبيته بشكل كبير في الفترة الماضية. وإن كانت هناك توقعات أخرى بإمكانية فوز رئيس الوزراء الفرنسي السابق "فرانسوا فيون" الذي يتقدم على "لوبان" -مؤخرًا- في استطلاعات الرأي، الأمر الذي يقلل من فرص فوزها.

وفي ألمانيا، برزت قوى اليمين المتطرف مع الانتخابات الإقليمية التي عُقدت في مارس 2016 ضمن ثلاث ولايات، وأسفرت عن فوز الحزب اليميني المتطرف "البديل من أجل ألمانيا"، الذي تم تأسيسه في عام 2013، بنحو 12.5% من الأصوات في ولاية "راينلند بالاتينيات"، و15% في "بادن فورتمبيرغ"، و24% في ولاية "سكسونيا أنهالت"(3).

وتؤهل تلك النتائج حزب "البديل من أجل ألمانيا" لممارسة دور قوي في السياسات التشريعية الألمانية، ومع تطور الأحداث مستقبلا قد يحصل الحزب على أصوات أكثر بما يؤهله لتشكيل الحكومة الألمانية وتغيير سياساتها العامة، سواء فيما يتعلق بالهجرة واللاجئين، أو ما يرتبط بالاندماج والتكامل الأوروبي.

وفي بريطانيا، حقق "حزب الاستقلال" انتصارات هامة بتفوقه في الانتخابات المحلية التي أُجريت في مايو 2016، ودخوله مجلس العموم لأول مرة. وتحقق الأمر نفسه مع "الحزب الديمقراطي" في السويد في الانتخابات التي أُجريت في سبتمبر 2014 بإحرازه 13% من الأصوات، كما تقدم "حزب الشعب" في الدنمارك قائمةَ الأحزاب السياسية في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو 2014(4).

وفي النمسا التي كانت النموذج الأبرز والأكثر جدلا في هذا الإطار، كانت الانتخابات الرئاسية مثالا على ذلك الصعود البارز لليمين المتطرف؛ إذ تصدر "نوربرت هوفر" مرشح حزب الحرية اليميني المتطرف الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في أبريل 2016 بحصوله على 36.4% من الأصوات، وبالرغم من أنه خسر في جولة الإعادة التي جرت في مايو من العام ذاته أمام مرشح حزب الخضر "فان دير بيلين"، فإن خسارته كانت بفارق ضئيل لم يتجاوز بضعة آلاف من الأصوات(5). 

وتجدر الإشارة -في هذا الصدد- إلى أن هزيمة اليميني "نوربرت هوفر" في النمسا قد جعلت أوروبا تتنفس الصعداء من جديد؛ لأن ذلك السقوط لم يكن متوقعًا نهائيًّا، ولم تبرزه استطلاعات الرأي. وبرغم أنه عطَّل الصعود المطرد لليمين إلا أنه لم يوقفه. وقد تشهد السنوات القادمة صعودًا أكثر حدة لليمين في حال استمرار السياسات المحافظة، واستمرار خطورة التهديدات الأمنية التي تحيط بالقارة الأوروبية.

الصعود اليميني والشرق الأوسط 

تختلف درجة انخراط الدول الأوروبية في ملفات منطقة الشرق الأوسط، باختلاف خصوصية كل دولة، وطبيعة المصالح التي تربطها بدول المنطقة بشكل عام. بيد أن طبيعة تلك السياسات من المتوقع أن تتخذ منحى مختلفًا في ظل سيطرة التيارات اليمينية في أوروبا؛ لأنها ستتخذ اتجاهًا قوميًّا أكثر تشددًا تجاه أزمات المهاجرين وطبيعة التعاطي معها. 

وتتمثل أبرز الملفات التي ستسعى تلك التيارات للتعاطي معها في المنطقة فيما يلي:

أولا- الهجرة واللاجئون: يأتي على قمة أولويات التيارات اليمينية الأوروبية قضية هجرة مواطني دول منطقة الشرق الأوسط، وتدفق اللاجئين، لا سيما من الدول التي تشهد صراعات عسكرية، إلى دول القارة الأوروبية؛ إذ تتشارك غالبية تلك التيارات في رفض استقبال المهاجرين من كافة أنحاء العالم، وبالتحديد من المنطقة وشمال إفريقيا؛ حيث أعطت الأحداث الإرهابية التي مُنيت بها القارة الأوروبية في الفترة الأخيرة الفرصة للتيارات القومية لتبني نبرة خطابية عدائية تجاه المهاجرين المسلمين من دول الشرق الأوسط، لكونهم -وفقًا لتلك التيارات- لا يهددون الأمن الأوروبي فحسب، بل أيضًا الهُوية الأوروبية المسيحية، ويضيفون أعباء اقتصادية جديدة على معظم الدول الأوروبية.

وقد بدا ذلك واضحًا في الآراء التي تبنتها أحزاب: "البديل من أجل ألمانيا"، و"الجبهة الوطنية" في فرنسا، و"الحرية" في كل من النمسا وهولندا، و"الشعب" في سويسرا، وغيرها، والتي اعتبرت أن "اللاجئين والمهاجرين المسلمين يشكلون خطرًا على المجتمعات الأوروبية يجب مواجهته"، بل وتمادت بعض الأصوات المتطرفة في رفع شعارات "أوروبا خالية من الإسلام"(6).

يُضاف إلى ذلك، ترفض معظم تلك الأحزاب الاتفاق التركي-الأوروبي بخصوص ملف اللاجئين الذي وُقِّع في مارس 2016؛ لكونه لن يعالج جذور المشكلة من الأساس بقدر ما يعمل على تصديرها للخارج. فضلا عن أنه يفتح المجال لتعاون أوسع مع تركيا، ويتيح لها فرصة للانضمام لاحقًا للاتحاد الأوروبي، بما يهدد الهُوية والقومية الأوروبية(7).

ولذا، يُتوقع أن يعُاني لاجئو دول منطقة الشرق الأوسط من سياسات أكثر تشددًا من جانب تلك التيارات التي تعتمد بالأساس على عدد من العناصر التي وردت على لسان قادة تلك التيارات المتطرفة؛ لعلَّ أبرزها(8):

أولا- غلق الحدود بشكل كامل أمام دخول لاجئين جدد للأراضي الأوروبية، وإعطاء تعليمات لحرس الحدود بإطلاق النار على أي مهاجر أو لاجئ يحاول الدخول بشكل غير شرعي للبلاد، كما جاء على لسان "فروك بتري" رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا".

ثانيًا- تضييق الخناق على الإعانات التي تقدمها الحكومة للمهاجرين، بما في ذلك الرعاية الصحية والخدمات التي يحصل عليها المهاجرون، إلى جانب تقليل أعداد طالبي اللجوء.

ثالثًا- غلق جميع المدارس الإسلامية المنتشرة في الدول الأوروبية، وكذلك الجمعيات الإسلامية التي تقدم خدمات للاجئين والمهاجرين المسلمين، مع عدم السماح بإقامة مزيد من المساجد، وعدم السماح بممارسة الشعائر الدينية الإسلامية.

وقد صاحب ذلك الاتجاه، وجود توجه شعبي أوروبي قوي بضرورة إعادة اللاجئين إلى أراضيهم، والتخلي عن الدور الإنساني للدول الأوروبية؛ حفاظًا على الأمن والهُوية القومية الأوروبية. وبرغم تأكيد ذلك الأمر من جانب غالبية التيارات اليمينية في أوروبا، إلا أنه لم تُعلن تلك الأخيرة حتى الآن استراتيجية واضحة حول كيفية ترحيل اللاجئين، وهل سيتم ترحيلهم إلى بلادهم الأصلية بما قد يضيف أعباء على دول المنطقة، أم ستحيلهم إلى دولة وسيطة في ظل استمرار رفضهم للاتفاق التركي-الأوروبي.

ثانيًا- الأزمة السورية: يرتبط موقف التيارات اليمينية الأوروبية من الصراع السوري بشكل مباشر بتزايد تدفق اللاجئين لأوروبا؛ حيث تُبدي تلك التيارات ميلا واضحًا لاستمرار نظام الأسد، لكونها ترى أن استمراره، مع وقف الدعم المادي والعسكري لتيارات المعارضة الداخلية السورية، قد يتيح الفرصة لإحداث تسوية سياسية من شأنها أن تعيد اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.

ويتزامن ذلك الأمر، مع تأييد تلك التيارات للتعاون مع روسيا، والدعوة للتقارب مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية(9)، وهو ما قد يؤشر في ظل سيطرة التيار اليميني على أوروبا لإمكانية حدوث صفقة بين الاتحاد الأوروبي وبين روسيا من شأنها رفع العقوبات عن الأخيرة في مقابل ضغطها على نظام الأسد لتهدئة الأوضاع في سوريا بما يسمح بعودة اللاجئين وتخليص أوروبا من ذلك العبء، لا سيما مع رفض غالبية الأحزاب اليمينية للتدخل العسكري في سوريا، وعدم اعتباره حلا مطروحًا على الطاولة(10).

ثالثًا- الصراع العربي-الإسرائيلي: تنقسم التيارات القومية في وسط وغرب أوروبا حول سبل التعاطي معه؛ ففي حين تُعلن بعض التيارات القومية في وسط أوروبا عن رفضها صراحة لوجهات النظر الإسرائيلية، بل وتتهمها، مع النخبة اليهودية العالمية، بـ"استعباد الفلسطينيين" والسيطرة على توجهات الحكومة الأمريكية؛ نجد أن دول غرب أوروبا مؤيدة لإسرائيل، انطلاقًا من اعتقادهم بأن التهديدات التي تواجه الأمن الإسرائيلي والأوروبي -على السواء- تنبع من الإسلام، وأنهم يحاربون نفس الحرب، بما يدفع إلى ضرورة دعم أوروبا لإسرائيل(11).

ومع تزايد نبرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، بالتزامن مع التوجه الأمريكي الداعم بقوة لإسرائيل بعد فوز "دونالد ترامب" في انتخابات الثامن من نوفمبر 2016 وما يُثار بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، من المحتمل أن يزداد الاتجاه المؤيد لإسرائيل في أوروبا بقوة في الفترة القادمة، بما يؤثر على مسارات حل الصراع، ويُرجِّح الكِفَّة بشكل أكبر لصالح الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي سيزيد -بالضرورة- الإقليم توترًا.

رابعًا- العلاقة مع إيران: تمثل قضية العلاقات الأوروبية مع إيران معضلة بالنسبة للتيارات اليمينية الصاعدة في القارة. ففي الوقت الذي تحتاج فيه تلك التيارات لإيران لتسوية الأزمة السورية بما يساهم في وقف تدفق اللاجئين لأوروبا من ناحية، وإمدادها بالطاقة من ناحية أخرى، تتخوف الدول الأوروبية من أن تؤدي التطورات القادمة في الشرق الأوسط إلى حرب واسعة في ظل إعلان "ترامب" نيته إلغاء الاتفاق النووي مع إيران(12)، وهو ما قد يؤثر بالسلب على الأمن الأوروبي.

ومن ثم قد تسعى التيارات اليمينية للحفاظ على علاقات متوازنة مع إيران بما يضمن لها الدعم الإيراني في مجال الطاقة، والضغط من ناحية أخرى لعدم التعرض للصفقة النووية بما يضمن عدم اندلاع توترات أمنية أخرى في الإقليم تؤثر على الأمن الأوروبي المرتبط بشكل مباشر بالأمن في منطقة الشرق الأوسط.

ختامًا، من الواضح أن صعود اليمين الأوروبي سيدفع إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات السياسية في المنطقة، لكن لا تزال طبيعة تلك التحالفات وتداعياتها على الطرفين سواء الأوروبي أو الشرق أوسطي غامضة، وستظل ملامحها رهينة بالتطورات التي قد تحدث على الجانبين.

-----------------------------------------------

الهوامش:

1) Ian Bremmer, These 5 Facts Explain the Worrying Rise of Europe’s Far-Right, (Time, October 15. 2015), available at: http://goo.gl/qg81Ba

2) Nicolas Bouzou, What’s behind the rise of the far right in France?, (Foundation for Economic Education, September 12, 2016), available at: https://goo.gl/6qhqIK

3) Chris Harris, THE FIGURES BEHIND THE RISE OF FAR-RIGHT PARTY ALTERNATIVE FOR GERMANY, (Euronews, September 7. 2016), available at: https://goo.gl/aHiAJC

4) GREGOR AISCH, ADAM PEARCE and BRYANT ROUSSEAU, How Far Is Europe Swinging to the Right?, (The New York Times, Updated in December 5, 2016), available at: https://goo.gl/A742nW

5) Maayan Jaffe-Hoffman, Explaining the Rise of the Far-Right in Europe, (August 26. 2016), available at: http://goo.gl/wGNKYb

6) “The rise of Europe's far-right”, TRT World, (June 23. 2016), available at: https://goo.gl/Kgq3Eu

7) Susi Dennison & Dina Pardijs, “The world according to Europe’s insurgent parties: Putin, migration and people power”, (European council on foreign relations, June 23. 2016) available at: https://goo.gl/VKDTEK

8) THE NEW YORK TIMES, “Europe’s Rising Far Right: A Guide to the Most Prominent Parties”, (THE NEW YORK TIMES, UPDATED December 4, 2016|), available at: https://goo.gl/fLrq1C

9) Leonid Ragozin, “Putin's Hand Grows Stronger as Right-Wing Parties Advance in Europe”, (Bloomberg, March 15, 2016(, available at: https://goo.gl/kN8o6f

10) Susi Dennison & Dina Pardijs, “The world according to Europe’s insurgent parties: Putin, migration and people power”, op cit.

11) Yehuda Ben-Hur Levy, “The Undiplomats: Right-wing populists and their foreign policies”, (Center for European reform, August 2015), p6. available at: https://goo.gl/3WaoIg

12) HOMAS BURROWS, “Trump's Iran stance could threaten a WORLD WAR and the destruction of Israel, warns Tehran as it cautions the Donald against 'provoking' them in the Middle East”, (DailyMail, December 12. 2016), available at: https://goo.gl/3tJlpK