توقّع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ومقره أبوظبي، آفاقاً إيجابية لأسعار النفط في العام 2021، مع ارتفاع معنويات المتعاملين بفضل حملات التطعيم الواسعة ضد فيروس كورونا التي تجريها العديد من دول العالم.
والتي سوف تدعم من دون شك استئناف النشاط الاقتصادي العالمي دون قيود مشددة، إلى جانب استمرار التزام تحالف أوبك وحلفاءها «أوبك +» بسياسة كبح المعروض من الخام.
وأضاف المركز، في دراسة حديثة حصل «البيان الاقتصادي» على نسخة منها، إن الأسواق النفطية تترقب خطوات «أوبك +» المقبلة، مشيراً إلى أن التحالف وربما لن يكون بصدد إجراء تحولات جزرية في سياسات خفض الإنتاج، ولكنه قد يعمل في الأشهر المقبلة على تخفيف قيود المعروض من أجل تلبية الطلب المتزايد على الخام، واستعادة الحصة السوقية، على نحو قد يوقف دورة ارتفاع أسعار النفط.
معنويات المستثمرين
وأوضح المركز أنه في ضوء هذه المتغيرات، رفعت المؤسسات الدولية من توقعاتها لأسعار الخام في العام الجاري عند نطاق يدور بين 55 إلى 65 دولاراً للبرميل، أي ما يزيد بحوالي 10 دولارات على مستويات العام الماضي، مشيراً إلى اتجاه أسعار النفط العالمية نحو الصعود القوي منذ فبراير الماضي.
حيث تجاوزت حاجز الــ 60 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ عام، ووصلت أسعار خام برنت إلى أعلى مستوى لها في 5 مارس الفائت عند حدود 69 دولاراً للبرميل، وبزيادة أكثر من 10 دولارات للبرميل عن مستوى يناير الماضي.
ويأتي ذلك وسط ارتفاع معنويات المستثمرين بفضل حملات التطعيم الواسعة ضد فيروس كورونا في العديد من دول العالم، إلى جانب استمرار التزام أعضاء «أوبك +» بخفض إمدادات النفط.
طلب عالمي
ولفت مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، إلى تحسن الطلب على النفط في الاقتصادات الكبرى على نحو لافت، لاسيما في آسيا مع استئناف النشاط الاقتصادي وبالتالي زيادة عمليات تشغيل المصافي. ومن المرجح أن يعود الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا بحلول عام 2022 أو 2023 على الأكثر وفق عدد من الترجيحات.
وذكر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أنه من المحتمل أن يسترد الطلب العالمي على الخام خلال العام الجاري حوالي 60% من خسائره في العام الماضي.
ووفق ما تراه منظمة «أوبك»، فسوف يرتفع الطلب العالمي على الخام بنحو 5.9 ملايين برميل يومياً هذا العام إلى 96.3 مليون برميل يومياً. بينما تذهب بعض التوقعات الأكثر تفاؤلاً مثل توقعات «ستاندر آند بورز جلوبال بلاتس» إلى أن متوسط الطلب قد يصل إلى 99.3 مليون برميل يومياً، أي أقل من مليون برميل يومياً من مستواه في عام 2019.
وقال إنه إلى جانب علامات تحسن الطلب السابق، ما زال تحالف «أوبك +» يبدي التزاماً قوياً بكبح إمدادات الخام من أجل إعادة توازن السوق.
وفي يناير الماضي، اتفق التحالف على خفض الإنتاج بنحو 7.2 ملايين برميل يومياً.
وهذه التخفيضات ساهمت في خفض تراكم المخزونات لدى الاقتصادات المتقدمة، في الوقت الذي فاجأت فيه المملكة العربية السعودية الأوساط النفطية بقرارها الأخير بخفض طوعي للنفط بنحو مليون برميل في فبراير ومارس 2021.
وقد أقر التحالف في اجتماعه في الأسبوع الأول من مارس تمديد هذه السياسة حتى أبريل المقبل، وفي خطوة كانت مفاجئة للأسواق ولكنها حافظت على مستويات الأسعار.
النفط الصخري
وأشار المركز إلى تراجع إمدادات كبار المنتجين خارج تحالف «أوبك +»، كما انخفض الإنتاج الأمريكي بشكل ملحوظ في ظل الأوضاع المالية المتردية لشركات النفط الصخري، على نحو اضطرت معه إلى تقليص ميزانياتها وخفض عمليات حفر الآبار.
وفي ضوء ما سبق، انخفض الإنتاج الأمريكي إلى نحو 11.3 مليون برميل يومياً في عام 2020، وهو أقل من 12.2 مليون برميل في عام 2019.
ومن المرجح أن يصل إلى 11 مليون برميل يومياً في عام 2021 وفق توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وسوف يساهم تراجع الإنتاج خارج «أوبك+» في كبح المعروض العالمي من الخام، ومن ثم الحفاظ على مستويات الأسعار الحالية.
وذكر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أنه في ضوء المعطيات السابقة، رفعت المؤسسات الدولية من توقعاتها لأسعار النفط في عام 2021 فيما توقع خبراء اقتصاديون أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 59.07 دولاراً للبرميل هذا العام، وفق مسح أجرته «رويترز» أخيراً، ويمثل هذا ارتفاعاً من متوسط 54.47 دولاراً للبرميل في السابق.
بينما توقّع بنك «باركليز» أن يبلغ سعر النفط 67 دولاراً للبرميل في المتوسط هذا العام، في ضوء عودة المخزونات إلى وضعها الطبيعي في الأسواق المتقدمة ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى مصاعب عمليات التشغيل والاستثمار لدى منتجي النفط الصخري الأمريكي حتى رغم ارتفاع أسعار النفط.
70 دولاراً
وأشار مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة إلى أن «جولدمان ساكس» كان من بين أكثر المؤسسات تفاؤلاً، حيث توقع أن تصل أسعار خام برنت إلى 70 دولاراً للبرميل خلال الربع الثاني من هذا العام، وأن تبلغ 75 دولاراً في الربع الثالث، بما يعني أنها ترفع توقعاتها السابقة للربع الثاني والربع الثالث بمقدار 10 دولارات للبرميل.
المصدر : البيان