أخبار المركز
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)

انتفاضة بغداد:

أسباب وتداعيات الاحتجاجات في العراق (ملف)

13 نوفمبر، 2019

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

يشهد العراق منذ عدة أسابيع تظاهرات كبيرة في العاصمة بغداد والعديد من المحافظات العراقية الأخرى، تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل، وتحسين جودة الخدمات. ولكن مع سقوط العديد من القتلى والجرحى في تلك التظاهرات، سرعان ما رفع المحتجون سقف مطالبهم لتصل إلى المطالبة باستقالة الحكومة، ومنهم من طالب بتغيير النظام القائم.

ويرجع أحد أسباب تلك المظاهرات إلى تعثر الاقتصاد العراقي الذي يعاني من مشكلات متعددة، نظرًا لظروف عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تواجهها البلاد منذ سنوات، والتي تعيش حالة حرب في مواجهة تنظيم "داعش" منذ نحو خمس سنوات.

وعلى الرغم من أن الأسباب الاقتصادية كانت وراء تلك الاحتجاجات؛ إلا أن استمرارها يصيب بعض القطاعات الاقتصادية بحالة اضطراب، وهو الأمر الذي يمثل عاملًا مزعزِعًا للاستقرار الاقتصادي الكلي في البلاد، ومهددًا كذلك لموقع العراق كمنتج ومصدر رئيسي للنفط في العالم.

وفي محاولة لتهدئة التظاهرات، اتخذت السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية العراقية العديد من القرارات والإجراءات استجابةً لمطالب المحتجين؛ لكنّ هذه الإجراءات -في حقيقة الأمر- لن تُنهي هذه التظاهرات وذلك لاستمرار محفزات الاحتجاج الشعبي، ومنها: عفوية الاحتجاجات، وعدم وجود قيادات لها يمكن التفاوض معها وتلبية مطالبها وصولًا إلى إيقافها، وصعوبة تنفيذ القرارات التي أعلنت الحكومة عنها، بجانب فقدان الثقة فيها لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن العراقي في ظل الأزمات المتعددة التي يمر بها اقتصاد الدولة. كما أنّ الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي دفعت المواطنين للتظاهر ليست وليدة اللحظة، ولا تملك الحكومة الحالية القدرة على حلّها.

ومما لا شك فيه، أن الاحتجاجات التي تشهدها العراق ستؤثر على الدور الإيراني في الدولة، وعلى دورها في منطقة الشرق الأوسط، لأنها تتوازى مع احتجاجات تشهدها لبنان؛ فالمحتجّون في الدولتين يسعون إلى تحقيق أهداف مناهضة لنفوذ طهران في كلٍّ من بغداد وبيروت. فضلًا عن أن تلك الاحتجاجات تحدث في وقت تواجه فيه طهران ضغوطًا إقليمية ودولية غير مسبوقة، في ضوء الخطوات التصعيدية التي اتخذتها فيما يتعلق ببرنامجها النووي ودورها الإقليمي. وهو ما يفسر عدم ترحيب طهران بتلك التطورات، وحرصها على تبني مواقف مناوئة لها. 

وفي هذا الصدد، يُناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وتقديرات نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، أسباب المظاهرات التي تشهدها العراق، وحدود فعالية الإجراءات الحكومية في تهدئة المحتجين، ومستقبل الاحتجاجات في ضوء استمرار محفزات الاحتجاجات، وتداعيات تلك الاحتجاجات على الاقتصاد العراقي، وهل تؤدي الاحتجاجات الشعبية إلى تغييرات جذرية في العراق؟، وأخيرًا كيفية التعامل الإيراني مع تلك الاحتجاجات.