أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)
  • د. أيمن سمير يكتب: (بين التوحد والتفكك: المسارات المُحتملة للانتقال السوري في مرحلة ما بعد الأسد)
  • د. رشا مصطفى عوض تكتب: (صعود قياسي: التأثيرات الاقتصادية لأجندة ترامب للعملات المشفرة في آسيا)

حروب الجيل الخامس:

أساليب التفجير من الداخل على الساحة الدولية

02 مايو، 2019

image

لم تعد الحرب في الوقت الراهن مجرد حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات، وإنما باتت خليطاً من توظيف كافة الأدوات المتاحة، التقليدية وغير التقليدية، بحيث أضحى الملمح والهدف الجوهري هو "التفجير من الداخل" باعتباره الوسيلة الأمثل لهزيمة الخصوم، دون تحمل تكلفة كبيرة، على نحو يحقق نبوءة صن تزو، الجنرال الصيني والخبير العسكري، في كتابه "فن الحرب" "أن تخضع العدو دون قتال هو ذروة المهارة".

في هذا الاطار، صدر عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بالتعاون مع دار العربي للنشر والتوزيع، كتاب "حروب الجيل الخامس أساليب التفجير من الداخل على الساحة الدولية"، للدكتور شادي عبدالوهاب، رئيس التحرير التنفيذي لدورية اتجاهات الأحداث الصادرة عن المركز، ويهدف الكتاب لرصد وتحليل إسهامات المحللين العسكريين والاستراتيجيين لفهم ورصد واستشراف التحولات التي طرأت على أشكال الحروب، وهو ما انعكس في تطوير عدد من المفاهيم والمصطلحات، التي سعت لفهم التحولات الحادثة في الحروب، واستشراف مستقبلها، والتي تأتي في مقدمتها "حروب الجيل الخامس" (Fifth Generation Warfare).

ويتناول الفصل الأول من الكتاب توضيحاً لأجيال الحروب المختلفة من الأول وحتى الخامس، مع التركيز على الجيل الخامس من الحروب بالاستناد إلى عدد من المفاهيم ذات الصلة، مثل الحروب الهجينة، والمناطق الرمادية، ثم ينتقل الفصل الثاني لتوضيح الأشكال المختلفة من الحروب، وأبعادها الجديدة، مع بيان أهم الملامح المشتركة لبعض هذه الأشكال. ويسعى الفصل الثالث إلى توضيح أبرز الآليات التي يمكن أن تتبعها الدول لمواجهة هذا النمط الجديد من الحروب.

ويرى الكتاب أن حروب الجيل الخامس تعكس تراجع القدرة على التمييز بين ثنائية الحرب والسلام، أو الحروب التقليدية وغير التقليدية، أو الحروب النظامية وغير النظامية، أو الدول والفواعل المسلحة من دون الدول. فقد لجأت الدول إلى استخدام العديد من الوسائل، مثل الحروب الاقتصادية والسيبرانية والمعلوماتية والبيئية، وحروب الفضاء، علاوة على توظيف "الأسلحة ذاتية التشغيل"؛ فكلها أدوات قادت إلى تلاشي الحدود بين ما يُعد أرضاً للمعركة وما ليس أرضاً لها، وأضحت معامل الأبحاث والبورصات ووسائل الإعلام والمراكز الدينية والمؤسسات الاقتصادية والفضاء الإلكتروني وغيرها، بمنزلة ساحات للمعارك وإدارة الصراعات بين الدول وبضعها البعض، في وقت تصاعدت فيه أدوار الفاعلين المسلحين من غير الدول على الساحة العالمية بشكل غير مسبوق.