أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)

الشروق:

مساعى الديمقراطيين لإقصاء ترامب من الانتخابات الأمريكية المقبلة

05 يوليو، 2022


نشر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة مقالا بتاريخ 24 يونيو عرض فيه احتمالات وصول ترامب للانتخابات الرئيسية 2024، وموقف لجنة 6 يناير حيال ذلك... نعرض من المقال ما يلى.

أعلنت لجنة التحقيق فى مجلس النواب الأمريكى، والمعروفة باسم «لجنة 6 يناير»، فى 9 يونيو الحالى أولى الخلاصات حول أحداث اقتحام مبنى الكابيتول هيل، فى 6 يناير 2021؛ حيث أشارت إلى أن هذا الحادث شكل ذروة محاولة انقلابية كان الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب هو المسئول عنها.

نتائج مناهضة لترامب:

تهدف لجنة 6 يناير، إلى عقد جلسات استماع للتحقيق فى الهجوم الذى وقع فى 6 يناير 2021، على مبنى الكابيتول هيل. وتمثل أبرز ما توصلت إليه اللجنة، فى التالى:

1ــ خطة غير دستورية: وصفت اللجنة هجوم الكابيتول هيل بأنه خطة ترامب «غير القانونية» و«غير الدستورية» لعرقلة نقل السلطة بطريقة سلمية؛ واستشهدت اللجنة، فى ذلك، بتهم التآمر والتحريض التى تم رفعها ضد بعض المهاجمين، ويبدو أن هدف اللجنة هو محاولة توفير أدلة لإدانة ترامب، بصورة تسمح للمدعى العام، ميريك جارلاند، لتحقيق هدفهم الأساسى، وهو محاكمة ترامب.

2ــ هجوم مدبر: أوضحت اللجنة أن الهجوم كان محاولة انقلاب مخططا لها ونتيجة مباشرة لجهود الرئيس المهزوم لإلغاء نتيجة انتخابات 2020، فإنه ظل يدعى بأنها سرقت منه، محاولا الضغط على مسئولى الولايات والمسئولين الفيدراليين وأعضاء الكونجرس، وعندما فشل فى ذلك، شجع العصابات التى تقودها الجماعات المتطرفة، مثل «برود بويز» (Proud Boys) لاقتحام مبنى الكابيتول لمنع الكونجرس من إعلان فوز خصمه الديمقراطى جو بايدن بالرئاسة.

3ــ اتهامات جنائية محتملة: لا تعد جلسة الاستماع فى الكونجرس محكمة قانونية، نظرا لأنه لم يكن هناك من يدافع عن ترامب، غير أن بعض الشهادات التى وردت فيها تُعد بمنزلة لائحة اتهامات جنائية ضد الرئيس السابق؛ ويمكن لوزارة العدل أن تستخدمها إذا أرادت محاكمة ترامب بتهم التحريض على الفتنة، وتقويض المؤسسات الدستورية والديمقراطية.

ومع ذلك، لا تزال آراء اللجنة غير واضحة بشأن التساؤل الذى يثير الرأى العام الأمريكى وهو: هل تنبغى محاكمة ترامب جنائيا، أم أنه من الصعب بناء قضية جنائية ضده؟، خاصة أن مثل هذه المحاكمة سوف تكون غير مسبوقة، كما أنها تحمل شبهات سياسية، خاصة أنها تجىء فى وقت تتراجع فيه شعبية الرئيس الأمريكى جو بايدن فى الشارع الأمريكى، فضلا عن مخاوف الديمقراطيين من فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

ولذلك انتقد ترامب اللجنة مؤكدا أنها تحاول منعه عبر أنشطتها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فى عام 2024، وواصفا إياها خلال مشاركته فى مؤتمر فى ناشفيل بولاية تينيسى بأنها «عملية احتيال كاملة»، كما أكد أن مثل هذه الجلسات هى «مجرد محاولة لمنع رجل يتقدم بفارق كبير فى جميع استطلاعات الرأى على كل من الجمهوريين والديمقراطيين من الترشح للرئاسة مرة أخرى».

4ــ محاولة إعاقة التصديق على فوز بايدن: كشفت جلسة الاستماع الثالثة عن أن ترامب مارس ضغوطا غير قانونية على نائبه مايك بنس لإلغاء نتائج الانتخابات؛ حيث حاول منعه من الذهاب إلى الكونجرس للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية.

فرص ولاية أخرى لترامب:

لا يمكن التوصل إلى برهان قاطع لتحديد ما إذا كان «ترامب» سيصل إلى انتخابات 2024 أم لا، ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى عدد من المؤشرات فى هذا الإطار، وهى كالتالى:

1ــ تنامى شعبية ترامب: كشف استطلاع رأى أجرته كلية إمرسون نهاية مايو الماضى، أن ترامب قد يهزم بايدن فى انتخابات عام 2024، إذ أشار الاستطلاع إلى أن 44% سيصوتون لصالح ترامب، مقابل 42% سيدعمون بايدن إذا كانا هما المرشحان.

وتتوقع صحيفة ذا هيل الأمريكية أن ترامب سيتصدر استطلاعات الرأى المبكرة لعام 2024 بهامش كبير، لكن ليس هناك ما يضمن دخوله السباق الانتخابى من الأساس، كما أنه من جهة ثانية، لا يعرف هوية مرشح الحزب الديمقراطى، وهل سيكون بايدن نفسه، أم يتم طرح شخصية أخرى، وهى أمور كلها سوف تؤثر بالطبع على مدى قدرة ترامب، فى حالة ترشحه، على هزيمة مرشح الحزب الديمقراطى، إذ إنه يتوقع أن يستطيع ترامب حسم السباق لصالحه فى مواجهة بايدن، مقارنة بما إذا اختار الحزب الديمقراطى مرشحا آخر يتمتع بشعبية وتوجهات غير مثيرة للانقسامات.

2ــ سوء إدارة الديمقراطيين: يعانى المجتمع الأمريكى ارتفاع معدلات التضخم بصورة قياسية، وزيادة جرائم إطلاق النار فى الشوارع والمدارس وسط فوضى غير مسبوقة لعنف السلاح، إلى جانب أزمة لبن الأطفال، وأخيرا فشل قمة الأمريكيتين بمقاطعة المكسيك وعدد من الدول لحضور القمة، فضلا عن رفض البرازيل الامتثال لأى عقوبات أمريكية ضد روسيا، وهو ما اعتبره البعض انتكاسة للنفوذ الأمريكى العالمى.

ولا شك أن استمرار هذه الأزمات وتكرارها يعكسان أمرين؛ الأول هو عدم قدرة الديمقراطيين بقيادة الرئيس جو بايدن على التغلب على مثل هذه التحديات الداخلية والخارجية، والثانى، هو قدرة ترامب على استغلال هذه العثرات لتعزيز شعبيته.

3ــ تداعيات عكسية للجنة: ينتقد الجمهوريون أعمال لجنة 6 يناير، إذ يعتقد طيف كبير منهم أن الهدف من وراء تكوينها وعملها هو تشويه سمعة ترامب، والتأثير على حظوظ الجمهوريين فى انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر المقبل، خاصة أن هناك توقعات بخسارة الديمقراطيين لهذه الانتخابات بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستويات التضخم لمعدلات قياسية.

وعلى الرغم من أن جلسات استماع الكونجرس تهدف إلى إقناع الرأى العام والناخب الأمريكى بضرورة إبعاد ترامب عن المشهد السياسى برمته ومحاكمته، غير أنها كذلك قد تؤدى إلى نتائج عكسية، إذ قد يتعاطف بعض قطاعات الرأى العام الأمريكى، خاصة من الجمهوريين، مع «ترامب»، وينظر إلى اللجنة باعتبارها خطة ديمقراطية لتشويه صورة الجمهوريين بشكل عام.

عقبات قائمة:

على الرغم من حفاظ ترامب على شعبيته لدى قطاعات من الشعب الأمريكى، فإنه من الملحوظ أن طريقه إلى انتخابات 2024،

لن يكون سهلا، إذ لايزال يواجه تحديين رئيسيين وهما:

1ــ اتجاه الجمهوريين للاعتدال: يُطرح حاليا بشدة اسم «مايك بنس» كمرشح محتمل للحزب الجمهورى فى الانتخابات المرتقبة؛ حيث يعتقد بعض الجمهوريين أن راديكالية «ترامب» كانت السبب المحورى فى خسارة انتخابات 2020، ومن ثم يلجأ المعسكر الجمهورى خلال الفترة المقبلة إلى اختيار مرشح معتدل يؤمن بقيم الحزب المحافظة والتقليدية، ويستطيع إنهاء حالة الاستقطاب المتجذرة داخل المجتمع الأمريكى.

2ــ تأييد محاكمة ترامب: أفاد استطلاع شبكة «إيه بى سى نيوز» التليفزيونية بالاشتراك مع شركة إسبوس للأبحاث، والذى جرى يومى 17 و18 يونيو الجارى أن 58% ممن شملهم الاستطلاع يرون أن الرئيس السابق يجب اتهامه جنائيا لدوره فى أعمال الشغب، كما أكد الاستطلاع السابق أيضا أن 60% من الأمريكيين يرون أن لجنة 6 يناير تجرى التحقيق بشكل محايد ونزيه وغير متحيز.

وفى المقابل، فإن استطلاعا آخر للرأى أجرته شبكة «إن بى سى نيوز» بالتزامن مع بدء الجلسات العلنية لاقتحام الكونجرس، تبين أن 55% ممن شملهم استطلاع يعتقدون أن الرئيس السابق غير مسئول عن أحداث الكابيتول، بينما يرى 45% فقط أنه المسئول عن أعمال الشغب. ويكشف الاستطلاعان عن استمرار وجود تضارب فى توجهات الرأى العام الأمريكى، وهو أمر لن يتم حسمه إلا مع نهاية هذه الجلسات.

وفى الختام، يمكن القول إن الرئيس السابق «دونالد ترامب» هو السياسى الأقل توقعا. ولكن المؤكد هو أن المشهد السياسى الأمريكى سيشهد معركة سياسية حادة بين الديمقراطيين والجمهوريين، ولعل أبرز مقدمتها علانية جلسات استماع الكونجرس، والتى قد تسعى لاستقطاب اهتمامات الناخب الأمريكى بعيدا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع القيادة الأمريكية فى الخارج، لصالح التركيز على قضية أخرى، وهى محاكمة «ترامب»، وذلك للحفاظ على حظوظ الديمقراطيين فى انتخابات التجديد النصفى بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن.

*لينك المقال في الشروق:*