أخبار المركز
  • د. أمل عبدالله الهدابي تكتب: (اليوم الوطني الـ53 للإمارات.. الانطلاق للمستقبل بقوة الاتحاد)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (التحرك العربي ضد الفوضى في المنطقة.. ما العمل؟)
  • هالة الحفناوي تكتب: (ما مستقبل البشر في عالم ما بعد الإنسانية؟)
  • مركز المستقبل يصدر ثلاث دراسات حول مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي
  • حلقة نقاشية لمركز المستقبل عن (اقتصاد العملات الإلكترونية)

جدل المخاطر:

دليل المواطنين للخيارات النووية في القرن الـ21

05 مارس، 2022


عرض: عدنان موسى

أصبحت التكنولوجيا النووية جزءاً رئيسياً من نمط الحياة في القرن الحادي والعشرين، حيث توفر المفاعلات النووية حصة كبيرة من الطاقة الكهربائية وتقنيات الطب النووي في تشخيص الأمراض وعلاجها، كما تساعد العمليات النووية الصناعة على إنتاج منتجات أفضل وأكثر أماناً، فضلاً عن دورها في الحفاظ على الأطعمة وحمايتها من الآفات، إلى جانب مساعدة علماء الآثار على فهم الماضي، ومنذ منتصف القرن العشرين، ثمة اعتقاد سائد بأن الأسلحة النووية تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على السلام من خلال مفهوم الردع النووي.

لكن، من ناحية أخرى، لا تزال التكنولوجيا النووية تمثل مصدر تهديد حقيقي للبشرية ككل، فإلى جانب مخاطر الحرب النووية، كذا هناك حوادث المفاعلات النووية، على غرار تلك التي وقعت في جزيرة الثلاثة آميال وتشرنوبيل وفوكوشيما. وبالتالي، ففي هذا السياق، أضحت القضايا النووية تفرض اتخاذ خيارات نووية على الدول المختلفة، بما في ذلك أفراد ومواطنو هذه الدول، ففي عام 2017، أيد 58% من الناخبين السويسريين حظراً اقترحته الحكومة على محطات الطاقة النووية، وبعد عام، صوت المواطنون التايوانيون بأغلبية كبيرة لإلغاء سياسة حكومية كانت ستقضي على الطاقة النووية في الجزيرة.

ومن هذا المنطلق، حاول الكاتبان ريتشارد ولفسون وفيرينك دالونكي فيريس، في كتابهما "الخيارات النووية للقرن الحادي والعشرين: دليل المواطن"، تزويد المواطن العادي برؤية محايدة للتكنولوجيا النووية والقضايا التي تحيط بها، وطرح تساؤلات نقدية بشأن الآراء النووية المختلفة، حيث تناول الكتاب طبيعة الذرة ونواتها، وماهية الإشعاع النووي، فضلاً عن تحليل استخدام الطاقة النووية وتشغيل محطاتها، وكذا الحوادث والنفايات النووية، إلى جانب بحث الأسلحة النووية وآثارها المدمرة، وأنظمة إيصالها للوصول إلى أهدافها، واحتمالات السيطرة على انتشار هذه الأسلحة إلى دول أخرى وللجماعات الإرهابية، وفي النهاية كيفية الحيلولة دون اندلاع الحرب النووية.

طبيعة الطاقة النووية:

تختلف طبيعة التفاعلات الكيميائية عن التفاعلات النووية، ففي حين أن الإلكترونات في الذرة تعد هي المسؤولة عن الطاقة المنبعثة من التفاعلات الكيميائية، في المقابل، تتضمن التفاعلات النووية إعادة ترتيب البروتونات والنيوترونات التي تشكل النواة، هذا التباين في طبيعة التفاعلات ذاتها هو الذي يفسر سبب استهلاك محطة توليد الطاقة التي تعمل بحرق الفحم لقطارات من الفحم كل أسبوع، في حين أن عدداً قليلاً من شاحنات اليورانيوم ستزود نظيرتها النووية لمدة عام، ولماذا يمكن للقنبلة النووية أن تدمر مدينة كاملة، بينما القنبلة التقليدية لا يمكنها سوى إصابة عدد قليل من المباني.

وتجدر الإشارة  إلى أنه في حين أن البروتونات والنيوترونات تتحد معاً لتكوين النواة، غير أنه ليس كل التوليفات تؤدي إلى نوى مستقرة تلتصق ببعضها البعض إلى أجل غير مسمى، فثمة أنواع أخرى من النوى غير المستقرة، والتي تتحلل حتماً وينبعث منها إشعاع ألفا أو بيتا أو جاما، هذا الإشعاع النووي غير مرئي ولكنه نشيط للغاية ويمكن اكتشافه بسهولة باستخدام عدد من الأدوات، غير أن الجسيمات عالية الطاقة التي تشكل إشعاعاً نووياً تسبب أضراراً جسيمة؛ لأنها تمزق الأنظمة البيولوجية وتعطل وظائف الخلايا وتضر بالمواد الوراثية، فضلاً عن التأثيرات الكارثية المترتبة عن التعرض لجرعات إشعاعية كبيرة.

لكن في المقابل، يجب الأخذ في الاعتبار الاستخدامات الإيجابية والنافعة لهذه الإشعاعات، حيث تعمل النظائر المشعة التي تحدث بشكل طبيعي كأداة زمنية تساعدنا في تأريخ المواد من آلاف إلى مليارات السنين، فضلاً عن استخدامات الأشعة النووية في مجال الزراعة لمنع الحشرات والآفات الضارة، فضلاً عن أهميته الكبيرة في مجال الطب، من خلال تشخيص وعلاج بعض الأمراض، بالإضافة إلى العديد من المجالات التي تسهم فيها الإشعاعات النووية بدور كبير، بالتالي فإن كل استخدام محتمل للإشعاع يتطلب خياراً نووياً يوازن بين السيئ والصالح.

نظم الأمن والسلامة:

تعتمد معظم المفاعلات النووية العاملة اليوم على تصميمات عمرها عقود، بينما عمدت المفاعلات الجديدة إلى إضفاء بعض التطوير على تلك التصاميم، مع قدر أكبر من الكفاءة والأمان ومقاومة الانتشار، حيث يعد القلق بشأن السلامة العامة والبيئية أحد أسباب الانخفاض العالمي في الطاقة النووية، فالمخزون الضخم للمواد المشعة داخل المفاعل النووي يحمل في طياته احتمال وقوع حوادث قد يكون لها عواقب صحية خطيرة لآلاف الأشخاص، حيث تؤكد جزيرة الميلات الثلاثة وتشيرنوبيل وفوكوشيما، وعشرات الحوادث الأخرى الأقل شهرة على حتمية وقوع الحوادث النووية، لذا فثمة حاجة ملحة لأنظمة الأمان المتعددة، من أجل احتواء الإشعاع حتى في حالة حدوث أعطال وأخطاء المشغل. 

وفي الواقع، يبقى التساؤل الأهم ليس فيما إذا كانت الطاقة النووية آمنة أم لا، إذ إنها لن تكون آمنة تماماً أبداً، وإنما فيما إذا كانت آمنة بما فيه الكفاية، ويمكن في هذا السياق، مقارنة المخاطر النووية بالمخاطر الأخرى التي نواجهها، لا سيما من توليد الكهرباء، حيث يلفت المدافعون عن الطاقة النووية الانتباه إلى الحوادث غير النووية الخطيرة، على غرار التسرب الكيميائي عام 1984 في بوبال بالهند، والذي أسفر عن مقتل 2500 شخص وإصابة 200000، أو فشل السدود المتعددة عام 1975 في مقاطعة هينان الصينية، والذي أودى بحياة ما يقرب من 200000.

بالإضافة لذلك، هناك إشكالية أخرى تتعلق بالنفايات النووية، فعلى الرغم من وجود اختلافات في الرؤى حول مدى التهديدات التي تتمخض عن الطاقة النووية، بيد أن هناك درجة من الإجماع بشأن المخاطر المتعلقة بالنفايات النووية، حيث يولد المفاعل النووي نواتج انشطارية عالية النشاط الإشعاعي، واعتباراً من عام 2020، بعد حوالي 65 عاماً من بدء تشغيل أول محطات للطاقة النووية، لايزال العالم لا يمتلك مستودعاً طويل الأمد للتشغيل للنفايات النووية، حيث لا يزال يتم الاعتماد على تخزين معظم الوقود المستهلك المشع في مواقع المفاعلات الفردية، لكن هذه ليست حلولاً دائمة، إذ لا تزال الولايات المتحدة غير قادرة على الوصول إلى خطة تخزين طويلة الأجل مقبولة تقنياً وسياسياً، والأمر لا يختلف كثيراً في بقية الدول.

من ناحية أخرى، شكَّلت محطات الطاقة النووية حوالي 10% من توليد الكهرباء في العالم في عام 2020، بانخفاض عن أعلى مستوى بلغته نسبة الاعتماد على الطاقة النووية المسجل في 1996، والتي بلغت حوالي 18% من إجمالي الطاقة الكهربائية في العالم، وعلى الرغم من أن التوليد النووي الفعلي قد ارتفع بشكلٍ طفيف في السنوات الأخيرة، إلا أن إجمالي توليد الكهرباء في العالم قد ارتفع بسرعة أكبر؛ مما قلل من الحصة النووية، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، فمن الواضح أن حصة الانشطار النووي في المستقبل المنظور من إمدادات الطاقة العالمية ستظل ثابتة في أفضل الأحوال وقد تتضاءل، فالبدائل، خاصة الطاقة الشمسية المتجددة وطاقة الرياح، أصبحت الآن اقتصادية أكثر من الطاقة النووية، فضلاً عن كونها أكثر قدرة على الانتشار.

مخاطر الأسلحة النووية:

بدأ تاريخ الأسلحة النووية في الأربعينيات من القرن الماضي، وقد شهدت نمواً في الترسانة النووية في العالم، كما تضاعف نسل الأسلحة الانشطارية البسيطة التي أنهت الحرب العالمية الثانية من حيث العدد والتنوع والدول التي تمتلكها، كما أنها تحتوي على أسلحة نووية حرارية تستخدم تسلسلاً معقداً من الانشطار والاندماج.

إن وجود الأسلحة النووية واستمرار إنتاجها يطرح أسئلة أخلاقية وسياسية خطيرة، فللأسلحة النووية آثار مدمرة، وتحتاج إلى أنظمة إيصال نووي، وقد عمدت الدول النووية إلى تعزيز قدراتها للضربة الثانية، كاستراتيجية مضادة حال تعرضت هذه الدول لأي ضربة نووية، حيث تضمنت هذه الاستراتيجية استخدام ثالوث يتضمن أسلحة نووية يتم إطلاقها عن طريق البر والبحر والجو.

ولقد غيرت الأسلحة النووية بشكل نهائي دور القوات العسكرية في العلاقات الدولية، فلم يعد بإمكان دولة تمتلك أسلحة نووية أن تنتصر في حرب كبرى، وبدلاً من ذلك، يجب أن تعمل أسلحتها النووية على الحيلولة من دون اندلاع الحرب، وبالنسبة للبعض، فإن القدرة التدميرية التي تضمنها الترسانات النووية الضخمة في العالم كافية لردع استخدامها، فلقد حافظ التدمير المتبادل المؤكد على السلام النووي لمدة ثلاثة أرباع القرن، بينما يجادل آخرون بأن الردع القائم على التدمير المتبادل المؤكد سيفشل حتماً في مرحلة ما، وأن التخفيضات الكبيرة في القوات النووية، والتي تؤدي في النهاية إلى نزع السلاح النووي الكامل يمكن أن تنقذنا على المدى الطويل.

لا تزال هذه الجدليات المرتبطة بالاستراتيجية النووية محور نقاش سياسي منذ منتصف القرن العشرين، وعلى الرغم من أن العالم قد تحرك نحو إجماع على أن الحرب النووية غير مقبولة، بيد أن المعضلة الكبرى لا تزال تتعلق بكيفية جعل غير المقبول غير محتمل أيضاً، خاصةً في ظل عصر الإرهاب العالمي الذي نعيشه اليوم، والذي أدى إلى تزايد المخاطر التي ربما تنجم عن استخدام الجماعات الإرهابية لأسلحة إشعاعية، وذلك عبر تسليح المصادر المشعة كأسلحة إشعاعية، والتي يمكنها إحداث حالة من الذعر، وليس إصابات جماعية كما تفعل الأسلحة النووية الحقيقية. ومع ذلك، فإن هذا لا يقلل من الدمار الاقتصادي الناتج عن انتشار التلوث ولا التأثير النفسي الضار الذي يمكن أن يحدثه السلاح الإشعاعي على السكان.

وعلى الرغم من انخفاض أعداد الأسلحة النووية في العقود الأخيرة، بفضل معاهدات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا، لا تزال الترسانات النووية كافية لتدمير الحضارة الإنسانية، ولا تزال الجدلية قائمة بشأن ما إذا كان من الممكن وضع الأسلحة النووية تحت السيطرة، أم أن الأمر بات محكوماً بمستقبل تكون فيه الأسلحة النووية شائعة ويزداد احتمال استخدامها.

في الواقع، لا تزال الضوابط الدولية على الأسلحة النووية ممكنة، كما أن بعضها مطبق بالفعل منذ عقود، فما نسميه نظام منع الانتشار هو إطار دولي واسع من الاتفاقيات والمنظمات الهادفة إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتشجيع التقدم في الحد من التسلح ونزع السلاح، غير أن هذه الضوابط غير كاملة، كما أنها تتأثر بالبيئة السياسية المتغيرة، ومن ثم ففي كثير من الأحيان تؤدي هذه الضوابط إلى حلول وسط تضعف اتفاقيات الحد من التسلح، كما هي الحال في الاتفاقية النووية الإيرانية في 2015.

لذا، يمثل المحدد الأهم فيما يتعلق بالمعاهدات النووية ليس فقط القيود التقنية التي تضعها على الأسلحة النووية، ولكن التعاون الدولي والثقة التي تفرزها، فالفرصة غير المعدومة لحرب نووية لإبادة الحضارة تحفز الجهود الجادة لحظر الأسلحة النووية، حيث تتفق العديد من دول العالم وتجري مفاوضات لحظر تجارب الأسلحة وإنتاج المواد الانشطارية، وحتى الأسلحة نفسها، لكن الأمر يتطلب إرادة سياسية وأخلاقية أكثر مما هي عليه الآن، لا سيما بين الدول التي تمتلك أسلحة نووية، حتى تؤتي هذه المفاوضات ثمارها.

مستقبل الطاقة النووية:

فعلياً، حتى أولئك الذين يعتقدون أن الطاقة النووية أكثر أماناً وأنظف من العديد من بدائلها، غالباً ما ينزعجون من احتمالية أن يؤدي تطوير الطاقة النووية إلى انتشار الأسلحة النووية، بيد أنه هل ينبغي لاحتمال انتشار الأسلحة والحرب النووية أن يغير تقييمنا للطاقة النووية أو يثني الدول عن تطوير تقنيات نووية "سلمية"؟

في الواقع، هناك علاقة قوية بين الطاقة النووية والأسلحة النووية، حيث تستخدم الطاقة النووية والأسلحة النووية المواد الانشطارية الأساسية نفسها، غير أن التجارب النووية السابقة لم تتضمن أي دولة عمدت إلى الاعتماد على تحويل طاقتها النووية السلمية إلى أسلحة نووية، لكن على الرغم من ذلك هناك اتجاه يرى بأن انتشار المفاعلات النووية في جميع أنحاء العالم، حتى لو كانت تخضع لضمانات، لا يزال يثير مخاوف بشأن انتشار الأسلحة المحتمل.

وبالتالي، لا تزال الجدلية الخاصة باحتمالية أن تزيد الطاقة النووية نفسها من خطر انتشار الأسلحة النووية قائمة، بيد أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك الكثير من الطرق الأخرى لامتلاك أسلحة نووية، بيد أن الدور الأكثر أهمية للطاقة النووية في انتشار الأسلحة ربما يرتبط بالكوادر الفنية المدربة من الأشخاص ذوي الخبرة في التكنولوجيا النووية التي توفرها تجربة الطاقة النووية للدولة، والتي يمكنها تسهيل مهمتها في الحصول على أسلحة نووية مستقبلاً.

من ناحية أخرى، ثمة إشكالية أخرى تتعلق بالمحطات النووية في الدول، والتي تتمثل في إمكانية أن تكون محطات الطاقة أهدافاً مغرية إما للإرهابيين المسلحين بالمتفجرات التقليدية أو في حرب بين دولتين تستخدمان الأسلحة التقليدية فقط، وبسبب انفجار قنبلة تقليدية دقيقة، يمكن لمحطة نووية واحدة أن تطلق أكثر من 30 مرة من النشاط الإشعاعي لحادث تشيرنوبيل. 

ويستند أنصار الرأي المتخوف من مخاطر محطات الطاقة النووية على هذا الطرح لتبرير رأيهم، غير أن ذلك لا يعني أن انتشار محطات الطاقة النووية يؤدي بالضرورة إلى زيادة احتمالات اندلاع الحرب النووية الشاملة، إذ إن بدائل الطاقة النووية تحمل أيضاً مخاطر كارثية، على غرار الاضطرابات المناخية الكبرى بسبب الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري، خاصة الفحم؟ وبالتالي هل سيكون من الأفضل لو زودنا الدول النامية بمحطات الطاقة النووية لتقليل اعتمادها على الفحم؟ أم أن خطر انتشار الأسلحة يفوق حتى التأثيرات المتصاعدة بسرعة لتغير المناخ؟ 

وفي الختام، في ظل التقدم المتنامي والمستمر في التكنولوجيا النووية، يجب على المجتمع الدولي تطوير آليات توائم بين أهمية الاستفادة من الطاقة النووية، وفي الوقت ذاته الحد من الرغبة السياسية لدى بعض الدول في امتلاك أسلحة نووية، وفي إطار استمرار النقاشات الجدلية المتعلقة بمستقبل الطاقة النووية، ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المواطنين العاديين، حيث يجب أن يتعلم المواطنون كيف يعيشوا بأمان مع المعرفة النووية، فلا يمكن ترك هذا الأمر للخبراء فقط، بل يحتاج المواطنون إلى اتخاذ قرارات نووية هامة، وعليهم أن يتخذوها بعد تحليل مستنير ودقيق ونقدي للأسئلة النووية المعقدة والصعبة.

المصدر:

Richard Wolfson and Ferenc Dalnoki-Veress, Nuclear Choices for the Twenty-First Century: A Citizen’s Guide, The MIT Press, Cambridge, Massachusetts, London, England, 2021.