أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

سياقات حاضنة:

أسباب ودلالات الهجوم الإرهابي على "نيس"

15 يوليو، 2016


"تمر فرنسا بحقبة جديدة ينبغي أن تتعايش خلالها مع الإرهاب"، هذه هي القناعة الرئيسية التي ترسخت لدى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تعقيبه على العملية الإرهابية في مدينة نيس خلال احتفالات العيد الوطني في 14 يوليو 2016، والتي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 84 قتيلاً، إذ بات من الواضح أن الإجراءات الأمنية الأكثر تشدداً وصرامة لم تعد قادرة على منع الهجمات الإرهابية الفردية، وأن هامش الأمن الذي حققته فرنسا خلال مراحل سابقة قد تبدد تحت وطأة تكرار الهجمات الإرهابية، وهو ما يزيد من حدة الجدل حول أسباب الاستهداف الإرهابي المتزايد لفرنسا على الرغم من تطبيق حالة الطوارئ منذ نوفمبر 2015.

هجمات متكررة

لم تكن الحادثة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية، في 14 يوليو الجاري، تطوراً استثنائياً في مسار الارتباط الوثيق بين فرنسا والإرهاب. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية احتل الإرهاب صدارة التهديدات التي تواجهها فرنسا، ففي 19 مارس 2012 قام محمد مراح، الجزائري من أصل فرنسي المنتمي للقاعدة، بتنفيذ 3 هجمات إرهابية في تولوز ومونتوبان أسفرت عن سقوط 7 أشخاص، بينهم 3 عسكريين و3 أطفال وحاخام يهودي، وتمكنت الشرطة الفرنسية بعد مقاومة تجاوزت 30 ساعة من تصفيته.

وفي 7 يناير عام 2015، قام الأخوان شريف وسعيد كواشي، المنتميان للقاعدة، بقتل 12 شخصاً في الهجوم المسلح على مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينهم مدير تحرير المجلة وعدد من رجال الكاريكارتير واثنان من رجال الشرطة. وفي 9 يناير 2015، قام أحمدي كوليبالي المنتمي لـ"داعش" باحتجاز رهائن في متجر لبيع منتجات يهودية في بورت دو فانسان شرق باريس، وقتل أحد عناصر الشرطة وأربعة مدنيين قبل تصفيته من قوات الأمن الخاصة.

وفي السياق ذاته، تمكنت قوات الأمن الفرنسية، في 19 أبريل 2015، من اعتقال سيد أحمد علام بتهمة التحضير لارتكاب اعتداءات على كنائس في باريس. وأعقب هذا الهجوم، في 26 يونيو العام الماضي، قيام ياسين الصالحي بمهاجمة مصنع "إير برودكت" الأمريكي للغاز والكيماويات قرب ليون شرق فرنسا على متن سيارة تتصدرها راية "داعش"، ما أسفر عن حريق ومقتل شخص وإصابة 3 أشخاص. وفي 21 أغسطس 2015، هاجم أيوب الخزاني قطار تاليس القادم من أمستردام إلى باريس، مُتسبباً في إصابة بعض الركاب قبل القبض عليه.

أما الهجوم الإرهابي الأعنف في تاريخ فرنسا، فتمثل في سلسلة الهجمات المتزامنة التي شهدتها العاصمة باريس في 13 نوفمبر 2015، والتي شملت تفجيرات انتحارية استهدفت استاد فرنسا لكرة القدم أثناء مباراة فرنسا وألمانيا التي كان يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وأيضاً عمليات إطلاق نار متواصلة على بعض المطاعم والمقاهي في شرق باريس. وكان الهجوم الأكثر دموية فيها هو اقتحام 4 مسلحين على الأقل يرتدون سترات ناسفة مسرح باتاكلان، حيث أطلقوا النار على الجمهور، ما أسفر عن مقتل 130 شخصاً وإصابة 350 آخرين.

وعلى الرغم من تراجع وتيرة الهجمات الإرهابية في عام 2016، فإن هجوماً آخر قد حدث في 13 يونيو 2016 حينما هاجم شخص منتمي لـ"داعش" شرطياً فرنسياً ورفيقته قرب باريس بالسكين، ما أسفر عن مقتلهما.

ثم جاء الهجوم الأخير بقيام محمد بوهلال، في 14 يوليو الجاري، بقيادة شاحنة ضخمة ودهس الجماهير المحتشدة لمشاهدة الألعاب النارية احتفالاً بالعيد الوطني في شارع "برومناد ديزانجليه" الذي يقصده السائحون في مدينة نيس جنوب فرنسا، ما أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة العشرات.

ووفق بيانات وزارة الداخلية الفرنسية، فإن حصيلة الهجمات الإرهابية خلال الفترة بين عامي 2015 و2016 لا تقل عن 334 قتيلاً ومئات الجرحى، ما يؤكد تحول فرنسا لإحدى بؤر استيطان الإرهاب والتطرف في القارة الأوروبية.

دلالات كامنة لحادث نيس

يكشف تتبع الهجمات التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة عن أن الإرهاب قد تحول إلى واقع جديد The New Normalينبغي التكيف معه وتوقع احتمالية حدوثه في توقيتات ومواقع غير متخيلة، وتتمثل أهم الدلالات والرسائل الضمنية في الهجوم الإرهابي الأخير الذي شهدته مدينة نيس في الآتي:

1- التركيز على الأهداف الناعمة: بينما تركز هجمات تنظيم "داعش" في مناطق نفوذه الأساسية وفي بعض البلدان العربية على كلٍ من الأهداف العسكرية مثل مناطق تمركز قوات الجيش والشرطة، والمدنية خصوصاً المساجد الشيعية من خلال التفجيرات الانتحارية؛ فإن التنظيم يركز هجماته في الدول الأوروبية على ما يمكن أن يطلق عليه الأهداف "الناعمة"، هي أهداف مدنية يسهل إصابتها، لاسيما مناطق التجمعات الجماهيرية التي تكون الإجراءات الأمنية حولها في حدها الأدنى، ما يُمَكِّن عناصر التنظيم من تنفيذ هجمات متتابعة، وإيقاع أكبر قدر من الضحايا في صفوف المدنيين، وهو ما برز في استهداف منطقة "ساحل الأزور" في نيس خلال مشاهدة الألعاب النارية، وهي منطقة يتجمع فيها السائحون بكثرة خلال هذه الفترة من العام.

2- توظيف الأسلحة البدائية: لم يعد الحصول على سلاح لتنفيذ عمليات إرهابية يمثل إشكالية للذئاب المنفردة Lone Wolves المتعاطفة مع التنظيمات الإرهابية في الدول الغربية، حيث بات بإمكانهم تنفيذ هجمات بأسلحة بدائية مثل الأسلحة البيضاء والدهس بالسيارات، وهو ما تضمنته تسجيلات أبو محمد العدناني القيادي بتنظيم "داعش" في عام 2014، حينما أكد على إمكانية تنفيذ هجمات إرهابية في الدول الغربية من خلال الطعن بالسكاكين أو الضرب بالحجارة أو الدهس بالسيارات في حال تعثر الحصول على الأسلحة والمتفجرات.

3- صعود الراديكاليين الجدد: يمكن القول إن محمد بوهلال يمثل جيلاً جديداً من الراديكاليين في الدول الغربية. وتتمثل أهم خصائصهم في تعرضهم لعمليات استقطاب سريعة للغاية لا تلاحظها الأجهزة الأمنية، وارتكابهم أعمال إجرامية سابقة ومعاناتهم من الإحباط والاكتئاب وأعراض الاختلال النفسي والغضب والعنف الشديد، فضلاً عن انعدام مظاهر التدين الظاهري والتردد على المساجد، وهو ما يجعلهم خارج دوائر الاشتباه لدى السلطات الأمنية.

وفي هذا الصدد رجحت بعض التحقيقات الأمنية وجود صلة بين محمد بوهلال، مُنفذ العملية الإرهابية في نيس، وعمر ديابي، الجهادي السنغالي المنتمي لجبهة النصرة الذي عاش في مدينة نيس قبل انتقاله إلى سوريا، وانتمائهما للدوائر الاجتماعية ذاتها في المدينة الفرنسية، بما يعني أن بوهلال تعرض للاستقطاب في فترة وجيزة قبل تنفيذ الهجوم الإرهابي.

4- ثغرات الأمن المشدد: تمكن محمد بوهلال من تنفيذ الهجوم الإرهابي في مدينة نيس على الرغم من التشديدات الأمنية المكثفة في فرنسا منذ نوفمبر 2015 وتطبيق إجراءات حالة الطوارئ التي مكَّنت السلطات الأمنية الفرنسية من اعتقال 550 مشتبه فيهم وتفتيش 3600 منزل ومراقبة عدد كبير من المواطنين والمقيمين وتحديد أماكن 3000 من المشتبه في انتمائهم لتنظيمات متطرفة.

فعلى الرغم من انتشار آلاف العناصر الأمنية، ووجود ما لا يقل عن ألف كاميرا للمراقبة في كافة أرجاء مدينة نيس والإجراءات الأمنية المشددة في فرنسا بصفة عامة خلال بطولة أوروبا لكرة القدم التي انقضت فعالياتها في 10 يوليو 2016، فإن بوهلال تمكن من استغلال ثغرات في هذه الإجراءات تمثلت في انتشار ما لا يزيد على 50 عنصراً أمنياً على شاطئ "كوت دي أزور" خلال احتفالات اليوم الوطني وتفكيك بعض الحواجز الأمنية قبل نهاية الألعاب النارية، فضلاً عن قيام بوهلال بمعاينة موقع العملية الإرهابية مرتين على الأقل قبل 3 أيام من التنفيذ والتجول في محيط المنطقة بالشاحنة التي استأجرها قبل أيام، وتمكنه من الحصول على أسلحة قبل تنفيذ العملية من دون أن يتم رصده من جانب السلطات الأمنية على الرغم من وجود حظر قانوني لتداول الأسلحة الصغيرة في فرنسا.

5- دلالات توقيت الهجوم: لا يمكن اعتبار توقيت الهجوم محض مصادفة لما يتضمنه من دلالات رمزية تتشابه مع نهج التنظيمات الإرهابية في تنفيذ الهجمات خلال المناسبات القومية والاحتفالات العامة، فيما يمكن اعتباره استهدافاً لرموز وأركان نموذج الدولة الوطنية. يُضاف إلى ذلك، أن الهجوم يأتي قبل أشهر معدودة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أبريل 2017 وسط تراجع تأييد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والحزب الاشتراكي الفرنسي، وصعود التيارات اليمنية التي يتصدرها حزب الجبهة الوطنية بزعامة آن ماري لوبان، وتزايد تأييد آلان جوبيه رئيس الوزراء الفرنسي السابق الذي سوف يرشحه حزب الجمهوريين المنتمي ليمين الوسط في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

لماذا فرنسا؟

يرتبط الاستهداف المتكرر لفرنسا من جانب التنظيمات الإرهابية بوجود سياقات مهيأة جعلت فرنسا ضمن الدول الحاضنة للإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة في قلب القارة الأوروبية. وتتمثل أهم أسباب انتشار التطرف والإرهاب في فرنسا فيما يلي:

1- إخفاق دمج الأقليات: لم تتمكن فرنسا من استيعاب المسلمين ضمن النسيج المجتمعي على الرغم من اتباعها سياسات الدمج Assimilation تجاه المهاجرين من دول شمال أفريقيا على مدار عقود. فوفقاً لإحصائيات مركز بيو للأبحاث في نوفمبر 2015، فإن عدد المسلمين الفرنسيين يصل إلى حوالي 4.7 مليون نسمة وفق أقل التقديرات، وهو ما يمثل 7.5% من إجمالي السكان، بالإضافة إلى عدد كبير من المقيمين واللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.

وحسب استطلاعات الرأي التي أجراها مركز بيو في فرنسا في ربيع عام 2015، فإن المسلمين في فرنسا يواجهون توجهات سلبية من جانب ما لا يقل عن 24% ممن شملتهم الاستطلاعات من المواطنين الفرنسيين. وفي السياق ذاته، كشف استطلاع آخر للرأي أجرته مؤسسة إبسوس في يناير 2013 ونشرته صحيفة لوموند الفرنسية، عن أن 26% فقط من الفرنسيين يؤمنون بأن الإسلام يتطابق مع قيم المجتمع الفرنسي بالمقارنة مع 89% للكاثوليكية و75% لليهودية.

وعقب تصاعد الهجمات الإرهابية في فرنسا، واجهت الجاليات المسلمة مزيداً من العزلة وحالات اعتداء متكررة مع تصاعد الإسلاموفوبيا والاتجاهات اليمنية المتطرفة. وفي هذا الصدد، رصدت صحيفة الاندبندنت البريطانية، في يناير 2015، تعرض 26 مسجداً في فرنسا لحوادث اعتداءات متفرقة عقب هجوم تشارلي أيبدو، وهو ما تكرر عقب العمليات الإرهابية المتتالية التي شهدتها فرنسا.

2- تصاعد اتجاهات التطرف: تؤكد إحصائيات المركز الدولي لدراسات التطرف، في ديسمبر 2015، أن فرنسا تضم أكبر عدد من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق بالمقارنة بجميع الدول الأوروبية، حيث يصل عدد المقاتلين الفرنسيين إلى حوالي 1500 مواطن بالمقارنة بحوالي 700 مواطن من بريطانيا و680 ألمانياً و650 بلجيكياً و300 مواطن من السويد.

وفي هذا الإطار، كشفت العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة باريس، في نوفمبر 2015، عن وجود اتجاه لدى المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا للتمركز في فرنسا، حيث تم الكشف عن تمكن عبدالحميد أباعود، الذي يحمل الجنسية البلجيكية، من اختراق الإجراءات الأمنية على الحدود الفرنسية والتنقل بين سوريا وبلجيكا وفرنسا قبل تنفيذ العملية الإرهابية في باريس، فضلاً عن مشاركته في 4 عمليات إرهابية أخرى في فرنسا، لاسيما الاعتداء على كنيسة فيلجويف في جنوب باريس في أبريل 2015.

3- الاستهداف الرمزي للنموذج: يرتبط تصاعد الاستهداف الإرهابي لفرنسا بسعي التنظيمات الإرهابية لاستهداف رمزية النموذج العلماني الفرنسي الذي يقوم على فصل الدين عن الممارسات السياسية، وهو ما تعتبره العديد من التيارات الدينية النقيض الكامل لأطروحاتها العقائدية، بل ووصف تنظيم "داعش" فرنسا، في أكثر من بيان، باعتبارها "عقر دار دولة الصليب"، تعبيراً عن الاستهداف الرمزي لفرنسا.

4- الحرب على "داعش": تعد فرنسا من أكثر الدول نشاطاً في العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، حيث إن هجمات باريس الإرهابية في نوفمبر الماضي جاءت بعد أيام من إرسال حاملة الطائرات "شارل ديجول" وعلى متنها مقاتلات الرافال للخليج العربي للمشاركة في الحرب على "داعش" في العراق وسوريا. بينما جاء الهجوم الأخير في مدينة نيس بعد ساعات من إعلان الرئيس الفرنسي هولاند إعادة إرسال حاملة الطائرات "شارل ديجول" إلى الشرق الأوسط في الخريف المقبل وإرسال 500 مستشار عسكري إضافي إلى العراق للمساهمة في تحرير المناطق التي يحتلها "داعش"، بالإضافة إلى 400 آخرين يقومون بالفعل بمهام تدريب القوات العراقية والبشمركة الكردية. كما شملت تصريحات هولاند تأكيداً على ضرورة عدم الاقتصار على التصدي لتنظيم "داعش"، بل ومهاجمة أيضاً معاقل "جبهة النصرة" التي لا تقل خطورة عن "داعش".

5- تصاعد الدور الإقليمي: تصاعد الانخراط الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، وهو ما يُستدل عليه بصفقات السلاح الفرنسية المتصاعدة لدول المنطقة، وهو ما يعتبره "داعش" أحد أهم أسباب تصاعد القدرات العسكرية لهذه الدول، فضلاً عن استهداف التنظيم للوجود العسكري الفرنسي في شمال مالي وغرب أفريقيا بصفة عامة، ناهيك عن سعي فرنسا لتعزيز دورها السياسي في ليبيا، ما دفع "داعش" لتنفيذ عمليات عسكرية لدفعها للارتداد لمحيطها الإقليمي بعيداً عن نطاقات النفوذ التقليدية للتنظيم.

6- تزايد السيولة الحدودية: تستغل التنظيمات الإرهابية الموقع الاستراتيجي لفرنسا في الانتقال بين الدول الأوروبية في ظل ضعف الإجراءات الأمنية في محطات القطارات والطرق السريعة التي تربط الدول الأوروبية، وهو ما يُمكَّن الإرهابيين من العبور من دون قيود عبر فرنسا إلى دول القارة الأوروبية. ويرتبط ذلك باستغلال التنظيمات الإرهابية لتدفقات اللاجئين عبر الحدود داخل الاتحاد الأوروبي والتخفي بين صفوفهم، على غرار أحمد المحمد، الإرهابي المتورط في عمليات باريس في نوفمبر 2015، حيث تم تسجيله في اليونان في أكتوبر 2015 ومنحه جواز سفر باعتباره لاجئاً، ثم انتقل من بلجيكا إلى فرنسا قبيل العملية الإرهابية في باريس.

إجمالاً، من المرجح أن يترتب على العمليات الإرهابية المتزايدة في فرنسا تصاعد الاتجاهات اليمينية المتطرفة، وتراجع الأحزاب اليسارية، وتزايد ممارسات استهداف الأقليات في المجتمع الفرنسي، وتغيير سياسات استيعاب المهاجرين، ومراجعة قواعد الانتقال عبر القارة الأوروبية، خاصةً عقب نتائج الاستفتاء على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التشدد في استقبال اللاجئين من دول الشرق الأوسط، وتعزيز إجراءات أمن الحدود، والتدخل الوقائي في بؤر الصراعات المسلحة جنوب المتوسط لاستباق التهديدات وتجفيف منابع الإرهاب.