تُعد باكستان أحد أهم النماذج للدول شديدة البرجماتية في بناء علاقاتها الخارجية، فعلى مدار تاريخها الممتد منذ عام 1947، اتبعت الدولة الباكستانية سياسة خارجية تقوم على بناء شبكة محاور إقليمية ودولية وثيقة تعتمد على الواقعية وتبادل المصالح.
وعلى الرغم من انضمام باكستان لمنظومة التحالفات الغربية في خضم الحرب الباردة في مواجهة التمدد السوفييتي في القارة الآسيوية، فإنها أيضاً كانت الدولة الوحيدة التي تمكنت من تحقيق التوازن بين التحالف مع الولايات المتحدة لمواجهة تمدد الشيوعية، والتحالف في الوقت ذاته مع الصين "الشيوعية" التي شاركتها العداء للهند.
وعقب نهاية الحرب الباردة، تمكنت باكستان من الحفاظ على علاقات شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة خلال الحرب على الإرهاب، وذلك بالتوازي مع امتلاك قنوات للتواصل مع الأطراف المركزية في الساحة الأفغانية، وتعزيز علاقات الشراكة مع روسيا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيران بصورة متزامنة.