تعرضت ظاهرة توظيف الدول للبعد الثقافي في تفاعلاتها الخارجية، لتحقيق أغراض سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو غيرها، إلى تحولات هجينة (Hybird) خلال العقدين الماضيَين، على مستوى طبيعة الأهداف والتأثيرات والفواعل والأدوات، بفعل تغلغل العولمة وتمدد ثورة المعلومات والاتصالات في النمط القيمي والفكري للدول والمجتمعات، وبدا أن إحدى السمات الجوهرية لتلك التحولات تنصب على الابتعاد النسبي عن توظيف التبادلات الثقافية الخارجية عن الطابع الحدي المعروف، حيث باتت تأثيراتها تقع في منزلة وسط ما بين الإمبريالية الثقافية، بمنطق غزو الثقافات المحلية وطمسها، وبين الدبلوماسية الثقافية، كتفاعل اعتيادي دولي يُفترض فيه علاقات ندية تهدف لفهم الآخر، بغرض تعزيز الاعتماد المتبادل.