يعد مفهوم الحوار الاستراتيجي من المفاهيم المُربكة في العلاقات الدولية، نظرا لارتباطه بدلالات غامضة وغير محددة حول أطراف الحوار والمشاركين فيه وكيفية إدارته، والقضايا التي يتعرض لها والنتائج التي يتم التوصل إليها، وكيفية تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه خلال هذا الحوار. ويرتبط ذلك بتداخل دلالات المفهوم وافتقاده القدرة على وصف تعقيدات التفاعلات الدولية، وهو ما أدى لتصاعد اتجاهات إعادة تعريف "الحوار الاستراتيجي" وتوظيفه في سياقات داخلية وإقليمية؛ بهدف تجسير الفجوة بين الدلالات النظرية للمفهوم والتحولات السريعة في الواقع.