لا يمنع تصاعد الأدوار الاقتصادية العالمية التي تقوم بها الشركات الكبرى، مثل تدفق رؤوس الأموال، وتطوير البنية التحتية، وخلق المزيد من فرص العمل، وبناء قدرات العاملين، ورفع القدرات التصديرية للدول النامية، ونقل التكنولوجيا؛ من وجود مجموعة من التحدياتٍ غير الاقتصادية التي تواجه عمل هذه الشركات في الوقت الراهن، وهي تحديات تتراوح بين الأبعاد السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية.
ومع أن الشركات عابرة القومية (Transnational Corporations)، والتي تعرف أيضاً باسم المشروعات متعددة الجنسيات (Multinational Enterprise)، هي تعبير عن كيانات وشركات ضخمة (Mega Corporations)، أصبحت تشكل أحد أهم أشكال الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء؛ فإنها اضطرت كذلك للعب أدوار سياسية ومجتمعية، سواءً على المستوى الداخلي في الدولة الأم للشركة، أو في الفروع الخارجية لها في دول أخرى.