دائماً ما كان الابتزاز (Blackmail) من الأدوات التي يلجأ الفاعلون السياسيون لاستخدامها، سواءً على المستوى المحلي أو على مستوى العلاقات بين الدول وبعضها البعض، باعتباره نوعاً من الممارسات الإكراهية للقوة والنفوذ لتحقيق أهداف محددة وإجبار الآخرين على الاستجابة بطريقة تتناسب مع مصالح الطرف الذي يمارس الابتزاز، ولكن تصاعد هذا الاستخدام بشكل مكثف وغير معتاد في الآونة الأخيرة، ليصبح واحداً من الملامح الأساسية للتفاعلات العالمية الراهنة.
وتبرز حالات هذا الاستخدام المتصاعد للابتزاز مؤخراً، كما يتضح في ابتزاز الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الحلفاء قبل الخصوم بهدف الحصول على منافع مادية أو تقديم تنازلات ما تصب في مصلحة الولايات الأمريكية، وذلك باستخدام ورقة الحماية الأمنية أو بعض الأدوات الاقتصادية وغيرها.. وفي ابتزاز إيران للأوروبيين بإغراق أوروبا بملايين اللاجئين وآلاف الأطنان من المخدرات، وفي ابتزاز تركيا للاتحاد الأوروبي من خلال التهديد الضمني بالتغاضي عن حركة اللجوء والهجرة إذا لم تحصل على مكاسب متعددة من دول الاتحاد.. وفي الابتزاز المتبادل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول ملفها النووي، وفي حالة الابتزاز الإسرائيلي المتكرر للفلسطينيين بأشكال مختلفة للحصول على مزيدٍ من التنازلات في ملفات القدس الحدود والمياه واللاجئين وغيرها.
يمكن تحميل التقرير كاملاً من خلال هذا الرابط