كان ولايزال البحث عن مصادر الطاقة جزءاً من خطط وبرامج التنمية في أي مكان في العالم؛ بل إن استدامة مصادر الطاقة أصبحت شرطاً ضرورياً لنجاح خطط التنمية. وبالتالي، فإن الطاقة التي كانت جزءاً أصيلاً من حياة الإنسان ووجوده منذ يومه الأول على الأرض، ستظل كذلك في المستقبل، بل إن أهمية الطاقة ودورها يتعاظمان نظراً للنمو السكاني المتواصل وتطور نوعية الحياة، وهو ما انعكس بشكل واضح على خريطة الطاقة العالمية التي شهدت الكثير من التغيرات خلال العقد الأخير 2007-2016، كما أنه من المتوقع أن تشهد المزيد من التغيرات خلال العقود المقبلة.
وقد شهدت خريطة الطاقة العالمية العديد من التغيرات خلال العقد الأخير، حيث تبدلت المواقع بين مستهلكي الطاقة الكبار، فتنازلت الولايات المتحدة عن موقع الصدارة لصالح الصين، التي أصبحت أكبر مستهلك للطاقة في العالم. وكان هذا التحول عنواناً لتحول أوسع يتمثل في توجه أسواق الطاقة العالمية نحو الشرق. كما شهد العقد كذلك تحولاً كبيراً في سياسات الطاقة العالمية، التي أصبحت أكثر اهتماماً بالبيئة، فنزعت إلى استخدام المصادر النظيفة للطاقة على حساب المصادر ذات الانبعاثات الكربونية الكثيفة، وعلى رأسها الفحم. وتعتبر هذه التحولات هي لب اهتمام هذا التقرير، حيث إنه يتناول بالتفصيل ما شهده العقد الأخير من تحولات في الخريطة العالمية لمصادر الطاقة المختلفة، بما في ذلك الفحم والنفط والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة والطاقة النووية، وكيف تبدلت مواقع الدول على خريطة إنتاج واستهلاك كل من هذه المصادر، ونقاط التركز الجديدة في تلك الخرائط. ومن ثم يسعى التقرير إلى وضع تصور مستقبلي لما ستشهده خريطة الطاقة العالمية حتى عام 2040.