تنطبق مقولات نظرية البجعة السوداء (The black Swan) على التكنولوجيا "الإحلالية" (Disruptive Technolog) بشكلٍ واضحٍ؛ فوفقاً للنظرية، يقوم البشر بالمُبالغة في تقدير ما يعرفونه، ولكنهم يقللون من الأمور المجهولة بالنسبة لهم، وهو ما يحدث بالنسبة للتطورات التكنولوجية المتسارعة؛ فهي تسبب إرباكاً شديداً، لاسيما في حالة إحلال تكنولوجيا جديدة محل تكنولوجيا سابقة، ما يُغير من المفاهيم والقواعد والقيم والمنظورات السائدة، ويحولها في اتجاهات أخرى تبدأ بالتشكك ثم الارتباك ثم التكيف، حتى تتحول إلى أمرٍ واقعٍ يجري التعايش معه بطرقٍ مختلفة.
ولاتزال القضايا المُرتبطة بالتطبيقات العديدة للتكنولوجيا “الإحلالية” أو “المُربكة” تشكل موضع جدلٍ كبيرٍ، على الرغم من تصاعد الجدل حول هذه الظاهرة منذ عام 2004 ، وتعدد النقاشات حولها في الدوائر الغربية، وفي القضايا التجارية والعسكرية، ولكن الثابت بين الخبراء والمتخصصين أن هذه التكنولوجيا سوف تغير شكل العالم على المستويات الأمنية والعسكرية خلال السنوات القادمة؛ حيث وصلت بعض تطبيقات هذه التكنولوجيا لمرحلة متطورة من التقدم يجعلها تدخل طور النضج، ولايزال بعضها الآخر في مرحلة النشوء.