لا يعد الحديث عن الإخفاق الاستخباراتي أمراً جديداً، فالتاريخ يزخر بالعديد من تلك الحالات، كالإخفاق الأمريكي في توقع الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر، أو إخفاق المخابرات الإسرائيلية في توقع قيام مصر وسوريا بشن هجوم مسلح لاسترداد الأراضي العربية المحتلة في عام 1973، أو فشل الولايات المتحدة في منع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .
ومع ذلك، فقد برز في الآونة الأخيرة الحديث عن "الإخفاق الاستخباراتي" للأجهزة الأمنية، نتيجة وقوع عدد من حالات الإخفاق في مدى زمني قصير نسبياً، وهو ما وضح بصورة أساسية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، خاصة مع عجز الأجهزة الأمنية عن إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي طالت باريس في يناير ونوفمبر 2015، وتفجيرات بروكسل في مارس 2016، وذلك على الرغم من وجود تحذيرات مسبقة، أو مؤشرات توحي بأن هجوماً إرهابياً قد يكون وشيكاً، كما ثار الحديث كذلك عن الإخفاق الأمريكي في توقع قيام روسيا بنشر قواتها العسكرية في سوريا لدعم بشار الأسد، فضلاً عن إخفاقها كذلك في توقع الانسحاب الجزئي لتلك القوات.