لم تعد إدارة التحالفات أقل تعقيداً من إدارة الصراعات في الوقت الراهن، فقد أضحت العلاقة مع الحلفاء، سواءً على المستوى الدولي أو الإقليمي، مشكلة كبرى ومعقدة، في السنوات الأخيرة؛ حيث انتقلت التحالفات، بمستوياتها كافة من ائتلافات وتكتلات وصولاً إلى الأحلاف، من كونها أداة رئيسية لمجموعة من الدول لتحقيق أمنها الداخلي والخارجي والحفاظ على مصالحها الحيوية، إلى ظاهرة يختلط فيها الصراع والتنافس بالتعاون والاعتماد المتبادل ما بين الحلفاء أنفسهم، بشكل مختلف كثيراً عما سبق، وتحديداً منذ بدايةالقرن الحالي.
ومن مظاهر هذا التحول أن التحالفات أصبحت أقل استقراراً وتماسكاً، ولم يعد أعضاء هذه التحالفات يتمتعون بالقدر السابق نفسه من التخوفات إذا ما انهار التحالف أو نشأت خلافات داخلية كبيرة بين مكوناته، بل باتوا يخلقون أدوات وآليات جديدة للتكيف مع المتغيرات الجديدة حفاظاً على أمنهم، ولهذا باتت السمة الرئيسية المميزة للتحالفات الآن هو بروز ما يمكن أن يسمى "التحالفات غير المستقرة" (Unstable Alliances)، وتأسست بمرور الوقت أنواع جديدة من التحالفات، منها التحالفات المرنة والتحالفات الهجينة وتحالفات القضية الواحدة وتحالفات تختص بتهديدات أمنية غير تقليدية.