لم تعد الاتجاهات النظرية في العلوم السياسية قادرة على استيعاب التحولات الاستثنائية التي شهدها العالم على مدار العقد الماضي، حيث أصبح "التغيير السريع والمتواصل واللامتوقع" من مسلمات الواقع الراهن (The New Normal)، في ظل التعقيد والتداخل بين الاتجاهات المختلفة، واندثار الحدود الفاصلة بين المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية، وتآكل التمايزات التقليدية بين الفاعلين والتصنيفات الأكثر شيوعاً، والتعدد اللانهائي للقضايا والتطورات والمعطيات التي تتسبب متابعتها في إنهاك قدرات المحللين السياسيين ومتابعي الشؤون العامة.