تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل سياقات داخلية وعالمية معقدة، إذ على الناخب الأمريكي حسم الاختيار الصعب بين المرشحة الديمقراطية هياري كلينتون، التي تمثل استمراراً لسياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدرجة أو بأخرى، أو انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يتبنى سياسات حدية مغايرة تماماً للمألوف في السياسة الأمريكية في التعامل مع قضايا الاقتصاد والهجرة واللاجئين والرعاية الصحية والسياسة الخارجية الأمريكية.
وبغض النظر عن اختيارات الناخبين الأمريكيين في الانتخابات التي تجرى في الثامن من نوفمبر القادم، فإن الرئيس الأمريكي القادم عليه أن يتعامل مع واقع غير مستقر، يتضمن تحديات غير تقليدية، في ظل قيود مؤسسية تفرض عليه عدم تجاوز حدود الاختصاصات الدستورية، والالتزام بمبادئ الفصل بين السلطات، والتوازن والرقابة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مما يعوق قدرة الرئيس الأمريكي عن حسم عدد كبير من القضايا، خاصةً إذا لم يتمتع الحزب الذي ينتمي إليه بالأغلبية في الكونجرس.