أصبح العالم على شفير سباق فضائي جديد، تحاول فيه القوى الكبرى المتنافسة على مستقبل النظام الدولي أن تعزز موارد قوتها. في هذا السباق، تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على موقع الصدارة وتعزيز مكانتها في مواجهة القوى الصاعدة. أما الصين، فترى أن الفضاء أصبح مجالاً حيوياً لمزيد من التوسع الاقتصادي ومضاعفة القوة العسكرية، فيما تحاول روسيا الحفاظ على قوتها الفضائية الموروثة عن الاتحاد السوفييتي وتركيزها لموازنة الضغوط الغربية واستغلال اعتماد الغرب المتزايد على الفضاء.
في ظل تزايد الحالة الفوضوية التي أصبح عليها النظام الدولي، أصبحت احتمالات عسكرة الفضاء أكثر رجحاناً، سواء بتوظيف الفضاء في الصراعات الأرضية أو بتحويله لساحة للصدام العسكري المباشر، وقد لا تبدو احتمالات الحرب بين القوى الكبرى قائمة، إلا أنها ماثلة، وقد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الدولي. مع ذلك، تبقى فرص واسعة للتعاون بين مختلف الأطراف الدولية لتوظيف الفضاء في التعامل مع تحديات تغير المناخ وحفظ السلام، وتعزيز فرص الاستكشاف المشترك.