القوة بمفهومها الشامل هي من أهم القضايا التي شغلت تفكير صانعي القرار في العالم على مر العصور، خاصة بعدما تغيرت أدوات التأثير في المجتمع الدولي، وثبت أن القوة الصلبة لم يعد مفعولها كبيراً، بل إن تداعياتها ونتائجها السلبية لا تضر العدو وإنما الذي يستخدمها أيضاً. وقد توسع هذا المفهوم الجديد للقوة لدرجة أن قوة الدولة العسكرية لم تعُد المصدر الوحيد للقوة أو الوسيلة الأضمن لتحقيق أهدافها الخارجية، كما كان في الماضي، بل أصبح ينظر إلى القوة الناعمة على أنها الأكثر أهمية.
وتقدم دولة الإمارات تجربة تنموية عربية وإقليمية صاعدة، وقوتها الناعمة تتنامى وتتنوع بتسارع على الصعيد الإقليمي بشكل لافت للجميع، حيث جمعت منظومة بناء القوة الناعمة لدولة الإمارات بين سهولة وضع الأهداف وتحديد الأدوات وترتيب الأولويات، وهناك العديد من العناصر التي تشكل محددات القوة الإماراتية "الناعمة" أبرزها، إنتاج الأفكار المستقبلية، ونشر ثقافة التسامح، واتباع نهج الإبهار، علاوة على قيادة التغيير، حيث تمتلك الإمارات قدرة عالية على التكيف مع المتغيرات الجديدة في العالم.
ويتوج إكسبو عدداً من الأحداث الأخرى التي تم تنظيمها في الإمارات خلال الفترة الماضية. وقد اجتمعت معاً لتفتح الطريق أمام رسم خريطة تنموية اقتصادية جديدة في الإمارات تعتمد على الأفكار الإبداعية والأعمال النوعية والمجالات الجديدة والمستحدثة مثل الذكاء الاصطناعي. وهكذا تثبت دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً بعد يوم، أن استضافتها الفعاليات العالمية الكبيرة ليست طموحاً مؤقتاً. وأن هذا التوجه ليس مقصوراً على الجانب الاحتفالي والبروتوكولي لتلك الفعاليات، وإنما هو جزء من استراتيجية متكاملة تستخدم فيها الدولة كل ما يتاح لها حالياً ومستقبلاً من أدوات القوة الناعمة ومصادرها، وفق رؤية شاملة لبناء المستقبل.