لعقود ممتدة ظل المجال السيبراني ساحة مفتوحة من دون ضوابط تنظم التفاعلات بين الفاعلين المنخرطين فيها، حيث تعدد هؤلاء بداية من المستخدمين الأفراد مروراً بمجموعات القرصنة والتيارات الراديكالية على امتداد اليمين واليسار، وانتهاءً بالشركات التكنولوجية الضخمة (Big Tech) ، إلا أن الفترة الأخيرة التي أعقبت تفشي جائحة كورونا قد شهدت صعوداً في تركيز دول العالم على فرض السيادة التكنولوجية على مختلف الفاعلين ضمن المجال السيبراني الخاص بها، وهو ما يواجه العديد من المعوقات التي ترتبط بطبيعة النطاقات الافتراضية ذاتها، وترسخ هيمنة الفاعلين من غير الدول على المجال السيبراني، وامتلاكهم قدرات عالية على التكيف وتحجيم الضغوط التي قد يتم فرضها عليها، وفقدان الدو ل الأدوات التقنية المناسبة لفرض سيادتها بصورة كاملة.