كان لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تأثيرات غير مسبوقة على العالم؛ فإلى جانب الأزمة الصحية والإنسانية الحادة الناجمة عن تفشي الفيروس، يواجه المسؤولون التنفيذيون في جميع أنحاء العالم تحديات اقتصادية هائلة، منها: صدمات الطلب على السلع والخدمات (النقص أو الزيادة الكبيرة في الطلب)، وانقطاع سلاسل التوريد، والبطالة، والركود الاقتصادي. ويُضاعف من خطورة هذه التحديات حالة عدم اليقين الشديدة، سواء فيما يتعلق بالمدى الزمني المتوقع للسيطرة على الفيروس أو تأثيراته المحتملة على الاقتصادات القومية.
وفي حين تسبب تفشي فيروس كورونا في خسائر باهظة لبعض الشركات، فقد نجح البعض الآخر في مواجهة التداعيات السلبية لتفشي الفيروس، وبدأ في الانطلاق نحو التعافي وحصاد مكاسب الاستجابة الجيدة للأزمة. وهو الأمر الذي يعني أنه برغم ما يُمثله تفشي فيروس كورونا من تحد خطير للعديد من الشركات، فإنه يُعدّ -في الوقت نفسه- فرصة ثمينة لبعضها، والأمر لا يتوقف على مدى نجاح شركات القطاع الخاص في الاستجابة بفعالية ومرونة للأزمة الحالية فحسب؛ بل يعتمد أيضاً على مدى قدرتها على وضع خطة تُمكّنها من الاستعداد الجيد للجائحة التالية.