اعترف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 12 يونيو 2023، بأن القتال في الهجوم المضاد الذي تشنه قوات نظامه ضد الجيش الروسي بمنطقة العملية العسكرية الخاصة "صعب"، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 13 يونيو، أن خسائر القوات الأوكرانية تتراوح بين 25 و30% من حجم المعدات العسكرية التي تم تسليمها إليها من الغرب، إذ أكد بوتين أن قوات كييف فقدت 160 دبابة و360 مركبة مدرعة أثناء الهجوم المضاد، وذلك في الوقت الذي عجز فيه العدو عن إحراز أي نجاح في الهجوم المضاد.
الواقع الميداني بعد الهجوم:
بعد مضي حوالي عشرة أيام من الهجوم الأوكراني المضاد، يمكن تفصيل أبعاد العمليات العسكرية من الجانبين على النحو التالي:
1- مكاسب أوكرانية "محدودة": لم تنجح أوكرانيا في تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة، فقد أعلنت، في 13 يونيو 2023، أي بعد مضي حوالي عشرة أيام من بدء الهجوم المضاد عن نجاح الجيش الأوكراني في استعادة السيطرة على نحو 7 قرى صغيرة ومستوطنات، وهو الأمر الذي لم يؤكده الجانب الروسي، أو أي جانب محايد، بل وتشكك مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الأوكراني في نجاحه في إحكام السيطرة على المناطق التي يدعي دخولها، وهو ما يتضح من أصوات الانفجارات التي تظهر في هذه الفيديوهات، وهو ما يؤكد أن المعارك لا تزال جارية فيها، خاصة وأن أوكرانيا أعلنت خلال الأيام الماضية عن سيطرتها على قرى صغيرة، قبل أن تعلن موسكو استعادة السيطرة عليها مجدداً.
وفي كل الأحوال، لم تنجح أوكرانيا في القيام باختراق أي من الخطوط الدفاعية الروسية، إذ إن القتال ما يزال بعيداً عنها بنحو 16 إلى 20 كيلومتراً. ووضعت الدول الغربية عدة سيناريوهات للهجوم المضاد، ووفقاً لأفضل سيناريو، فإن أوكرانيا قد تحقق نجاحاً كبيراً إذا ما تمكنت من استعادة السيطرة على مناطق واسعة خاضعة لسيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا، بالقرب مما يعرف باسم الجسر البري، أي الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا، ومكنتها من تحقيق تواصل جغرافي مع شبه جزيرة القرم، التي سيطرت عليها في عام 2014. كما أنه يدخل ضمن هذا النجاح تمكن أوكرانيا من الوصول إلى سواحل بحر أزوف، وذلك لمنع روسيا من تحويله إلى بحيرة روسية خالصة بعدما تمكن الجيش الروسي من ضم كافة المناطق الأوكرانية المطلة عليه لروسيا.
أما الانتصار المحدود، فيتمثل في استعادة جانب من هذه الأراضي، دون الوصول إلى سواحل بحر أزوف، وهو ما يعني أن روسيا سوف تحافظ على تواصلها الجغرافي مع شبه جزيرة القرم، غير أن هذه الأراضي، والتي ستعبر منها المعدات العسكرية الروسية، سوف تكون عرضة لنيران المدفعية الأوكرانية. أما الهزيمة الأوكرانية، فتتمثل في إخفاق أوكرانيا في اختراق الخطوط الدفاعية الروسية، مع السيطرة على قرى هامشية على طول الجبهة. ويبدو أن الجيش الأوكراني لا يزال عند السيناريو الأخير، خاصة مع عجزه عن تحقيق أي اختراق للخطوط الدفاعية الروسية، حتى الآن.
2- خسائر فادحة لكييف: كشف الصمت الأوكراني، وتجنب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الإعلان صراحة عن الهجوم المضاد، إلا في يوم 10 يونيو، أي بعد أسبوع من بدئه، عن أن مسار المعارك لا يسير على النحو الذي كانت تأمله كييف، خاصة مع اعتراف زيلينسكي، في 12 يونيو، أن الهجوم الذي تشنه أوكرانيا "صعب".
ومن جهة أخرى، نشرت وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو تكشف عن خسائر فادحة تكبدها الجيش الأوكراني في المعارك الدائرة هناك. وكان من الواضح أن موسكو ركزت في هذه المقاطع على توضيح حجم الدمار الذي تعرضت له الآليات الغربية التي أمدت واشنطن وحلفاؤها بها أوكرانيا، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 13 يونيو، عن تدمير نحو 18 دبابة ألمانية الصنع من طراز "ليوبارد – 2"، والتي حصلت أوكرانيا على حوالي 60 دبابة منها، حتى مايو 2023.
كما خسرت القوات الأوكرانية ما لا يقل عن خمس مركبات هندسية متخصصة في إزالة الألغام من طراز "ليوبارد 2 آر" ألمانية الصنع، وهو ما يُعد نصف ما تمتلكه كييف من هذه النوعية من المركبات، وفقاً لـ"فوربس". وأشارت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، كذلك، إلى أنه تم تدمير أو إتلاف أو التخلي عن 16 مدرعة أمريكية من أصل 109 من طراز "برادلي" في الأيام القليلة الماضية، وهو ما دفع الولايات المتحدة للإعلان عن حزمة دعم أمريكي طارئة لأوكرانيا تشمل عربات "سترايكر"، ومدرعات "برادلي".
ودفع ما سبق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى السخرية من المدرعات الغربية قائلاً إن دبابات "ليوبارد" الألمانية ومركبات "برادلي" أمريكية الصنع، تحترق بشكل ممتاز، وتنفجر ذخيرتها بداخلها.
وكانت وسائل الإعلام الغربية عمدت إلى التهويل من قدرات السلاح الغربي، وأنه سوف يحدث فارقاً في المعارك، خاصة وأنه يتفوق على السلاح السوفيتي الروسي الذي كان الجيش الأوكراني يمتلكه، غير أنه من الواضح من سير المعارك والخسائر الفادحة التي تكبدتها كييف أن السلاح الغربي لم يحدث الفارق المتصور. وفي المقابل، عمدت موسكو إلى استغلال ذلك لتأكيد تفوق أسلحتها المهاجمة على نظيرتها الغربية.
3- تراجع كفاءة القوات الأوكرانية: كشفت الفيديوهات التي نشرتها روسيا عن الهجمات الأوكرانية في زاباروجيا، وغيرها عن تراجع كفاءة القدرات القتالية الأوكرانية المهاجمة، وذلك على الرغم من تلقيها ما يفترض أنه تكتيكات متقدمة للقتال من جانب مدربي حلف "الناتو"، والتي كانت تؤهلها لشن هجوم بالأسلحة المشتركة، أي المزامنة في الهجمات بين القوات الجوية والمشاة والدبابات والمدرعات والمدفعية، وذلك حتى يتمكن الجيش الأوكراني الأقل عدداً من التفوق على نظيره الروسي الأكثر عدداً وعتاداً.
وكشفت الفيديوهات التي نشرتها روسيا عن معاناة القوات الأوكرانية من تراجع انضباطها العسكري، وضعف قدراتها القتالية، وهو ما يتضح من سرعة فرار هذه القوات فور تعرض مدرعاتها للهجوم، تاركة خلفها في بعض الحالات معداتها العسكرية دون تفجيرها، بل وفي بعض الحالات الأخرى، استسلمت هذه القوات للجيش الروسي، بمعداتها. وهدفت موسكو من نشر المقاطع التي توضح ذلك إلى إرسال رسالة لواشنطن والدول الغربية الداعمة لأوكرانيا بخطورة تسليم الجيش الأوكراني أسلحة غربية متقدمة، نظراً لأنها سوف تسقط بسهولة في يد الجيش الروسي، ومن ثم وضع سقف على ما يمكن أن يقدمه الغرب من عتاد عسكري لأوكرانيا.
4- تكتيكات روسية ناجحة: كان أحد العوامل الحاسمة بالنسبة لروسيا، في هذه المعارك، وفقاً للتحليلات الغربية، هو سيطرة القوات "الجو فضائية" الروسية على السماء فوق خط المواجهة الجنوبي، وتمكنها من القيام بطلعات جوية متتالية بطائرات مروحية هجومية وقاذفات، وهي ميزة مهمة لم تستطع الدفاعات الجوية الأوكرانية منعها أو التصدي لها، وهو ما جعل المدرعات الأوكرانية صيداً سهلاً للمروحيات الروسية من طراز "كا – 52"، وكذلك الطائرات المسيرة الروسية من طراز "لانتسيت"، والتي أكدت موسكو قبل أشهر أنها تعدها لتدمير "ليوبارد" الألمانية، وأثبتت المعارك الأخيرة نجاح رهانها عليها.
5- حرب دعائية غربية: سعت واشنطن إلى مساندة الهجوم الأوكراني المضاد منذ اللحظة الأولى دعائياً، وهو ما اتضح في تأكيد المسؤولين الأمريكيين منذ اللحظة الأولى للهجوم أن القوات الأوكرانية حققت إنجازاً لم يكونوا يتوقعوه، قبل أن يعترفوا في اليوم التالي مباشرة، بأن الجيش الأوكراني تكبد خسائر "فادحة" في الأرواح والمعدات. كما نشرت أوكرانيا، على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات تؤكد تفوق الأسلحة الغربية، خاصة "ليوبارد" على نظيرتها الروسية، غير أن مثل هذه الدعاية لم تصمد كثيراً أمام مقاطع الفيديو التي نشرتها روسيا، لهذه الدبابات، وهي مدمرة.
ومن جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير منظومة الدفاع الجوي الأمريكية من طراز "باتريوت" باستخدام صواريخ "كينجال" الفرط صوتية، كما نجحت كذلك في تدمير منظومة الدفاع الجوي الألمانية "إيريس تي"، والمخصصة لمواجهة الطائرات والصواريخ والطائرات المسيرة. ومن الجدير بالذكر أن روسيا قامت بتدمير المنظومة الأخيرة باستخدام الطائرة المسيرة الروسية "لانتسيت - 3"، وهو ما يكشف عن نجاح موسكو في تدمير نظم الدفاع الغربية، ومن ثم ضمان قدرتها على السيطرة على الأجواء الأوكرانية.
وعلى الرغم من هذه الانتكاسات لأفضل أنظمة الدفاع الجوي الغربية، فإن واشنطن سعت للتهوين منها عبر شن حملة إعلامية تؤكد قدرة منظومة "باتريوت" على اعتراض الصواريخ الفرط صوتية، وذلك من خلال إجراء صحيفة "وول ستريت جورنال" تحقيقاً صحفياً مع مسؤوليْن بالجيش الأوكراني زعما خلاله نجاحهما في تطوير "السوفت وير" الخاصة بمنظومة "باتريوت" حتى تكون قادرة على اعتراض صواريخ "كينجال" الفرط صوتية، وذلك على الرغم من أن ذلك يُعد مستحيلاً عملياً، خاصة وأن رادارات "الباتريوت" لا يمكنها رؤية الصواريخ الفرط صوتية من الأساس. ولعل ذلك الأمر هو ما دفع نائب رئيس الوزراء، ووزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، إلى الإعلان، في 13 يونيو، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية فقط هي وحدها القادرة على تدمير الصواريخ الفرط صوتية في تفنيد لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
استمرار أصوات المعارك:
على الرغم من الانتكاسات الأوكرانية، حتى الآن، في الهجوم المضاد، فإنه من الواضح استمرار تعويل طرفي الصراع على التصعيد العسكري، وهو ما يمكن تفصيله على النحو التالي:
1- رفض روسيا المفاوضات: أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في 10 يونيو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء محادثة هاتفية مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في الوقت الراهن، والذي كان قد أعلن في مطلع يونيو، أنه يعتزم الحديث مع بوتين قريباً، لأنه لم يتحدث معه منذ فترة طويلة، وأن الهدف من وراء ذلك هو إجراء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكنه اشترط أن الهدف من هذه المحادثات هو بحث انسحاب روسيا من أوكرانيا.
ويلاحظ أن مثل ذلك الأمر يدخل في إطار الدعاية الغربية، ومحاولة بعث رسالة بأن الجيش الأوكراني يحقق نجاحات متتالية، وإن محدودة، خاصة وأنه من الواضح في ضوء الأداء الضعيف للجيش الأوكراني، والخسائر التي تكبدها أمام الجيش الروسي، أن روسيا لن يكون لديها أي رغبة في تسوية سلمية لا تقر بهزيمة أوكرانيا، بما يعنيه ذلك من تنازلها عن أراضيها لصالح روسيا، وهو سيناريو لا يمكن أن تقبل به كييف حالياً، أو حلفاؤها الغربيون، لأن ذلك الأمر سوف يعني تسليم الدول الغربية بهزيمتها أمام روسيا، وهو ما سيقوض الثقة في المظلة الأمنية الأمريكية، ويكشف ذلك عن أن مسار التسوية السلمية ليس مطروحاً على الطاولة على الأقل لهذا العام.
2- دعم غربي بلا سقف: اتجه المسؤولون الغربيون إلى دعم أوكرانيا دعائياً، وذلك عبر تأكيد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الدعم العسكري الأمريكي سوف يستمر طالما كان ذلك ضرورياً، فضلاً عن تأكيد المستشار الألماني، أولاف شولتس، في 12 يونيو، أن بلاده ستدعم أوكرانيا بعتاد من دبابات ومدفعية ومضادات للطائرات "طالما كان ذلك ضرورياً". كما أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن الهجوم الأوكراني المضاد جارٍ وسيستمر "لأسابيع بل لأشهر"، معبراً عن رغبته في أن ينجح الهجوم المضاد قدر الإمكان، كي نتمكن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيدة.
وعلى الرغم من حرص الدول الغربية على التأكيد أن دعمها لأوكرانيا بلا سقف، فإن الواقع يكشف عكس ذلك، إذ أن هناك إجماعاً بين الدول الغربية على أن أداء الجيش الأوكراني سوف يحدد حزم الدعم المستقبلية له، إذ أن إخفاق أوكرانيا في استعادة أراضيها من روسيا سيعني تراجع مثل هذا الدعم، خاصة وأن الكونغرس الأمريكي، مسيطر عليه من الجمهوريين، الذين سوف يسعون لعرقلة أي مساعدات جديدة لأوكرانيا في ظل التكلفة المرتفعة لمثل هذا الدعم. ولا يختلف الأمر كثيراً، على الضفة الأخرى من الأطلسي، إذ إن الدول الأوروبية، التي تعاني من تدهور أوضاعها الاقتصادية، لن تكون قادرة على مواصلة دعم أوكرانيا، عسكرياً واقتصادياً، لفترات طويلة.
وبدأ بعض المسؤولين الأوروبيين يشككون في قدرتهم على إمداد أوكرانيا بالمعدات العسكرية التي تحتاجها، فقد أعلن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، في 13 يونيو، أي في اليوم التالي لتصريحات شولتس أنّ بلاده لن تتمكن من استبدال كل الدبابات التي قدمتها لأوكرانيا وخرجت عن الخدمة أثناء المعارك.
3- تهديد روسيا بالمنطقة العازلة: حذر بوتين، من أن روسيا، في حال استمرار قصف مناطقها، ستنظر في مسألة إنشاء "منطقة عازلة" على أراضي أوكرانيا، وعلى مسافة تجعل من المستحيل بلوغ أراضيها منها، وهو ما يعني إمكانية شن روسيا هجوماً واسعاً ضد خاركيف، لوقف الهجمات الأوكرانية ضد بيلغورود الروسية، وهو ما يعني فتح جبهة جديدة في الحرب.
4- التدخل المباشر لـ"الناتو": أعلن الأمين العام السابق لحلف "الناتو"، أندرس فوغ راسموسن، إمكانية إرسال قوات من الحلف للقتال إلى جانب أوكرانيا، مشيراً إلى أن مجموعة من دول "الناتو" قد ترغب في إرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لم تزود الدول الأعضاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، حكومة كييف بضمانات أمنية حقيقية في قمة الحلف القادمة في فيلنيوس.
ويلاحظ أن مثل هذا التصريح يغفل حقيقة أن هناك بالفعل متعاقدين عسكريين غربيين يعملون مع الجيش الأوكراني تحت مسمى ما يعرف باسم "الفيلق الأجنبي"، والذي يضم عناصر من الولايات المتحدة، وبولندا وغيرها من الدول الأوروبية. ولذلك، فإن مثل هذا التهديد قد لا يكتسب جدية كبيرة، ما لم تقدم الدول الغربية على إرسال أعداد كبيرة من قواتها المسلحة لدعم أوكرانيا، وهو سيناريو مستبعد، نظراً لأن روسيا سوف تضطر وقتها إلى استخدام الأسلحة النووية لإجبار أوكرانيا على الاستسلام، وهو سيناريو لن يكون بمقدور واشنطن أو الدول الغربية الرد عليه، إلا إذا رغبت في الدخول في حرب نووية مع روسيا تفني سكان الكرة الأرضية.
وفي الختام، يتوقع أن تتجه الدول الغربية إلى إعلان تماسكها ومواصلة دعمها لأوكرانيا، غير أنه من الواضح أن إخفاق أوكرانيا في تحقيق أي انتصارات ميدانية ضد الجيش الروسي، خلال الفترة المقبلة، سوف يُمثل انتكاسة للجهود الغربية الرامية إلى إضعاف الجيش الروسي واستعادة الأراضي الأوكرانية التي سيطر عليها، وهو سيناريو تسعى واشنطن إلى تفاديه، حتى لا يتم التشكيك في مصداقية المظلة الأمنية الأمريكية، غير أنه على الجانب الآخر، فإن مواصلة دعم الغرب لأوكرانيا بلا نتائج عسكرية حاسمة ستعني استنزافاً اقتصادياً وعسكرياً له، وهو ما يعني أن الدعم العسكري سوف يعتمد في التحليل الأخير على مدى قدرة أوكرانيا على تحقيق أي نتائج إيجابية ضد روسيا، وإلا فإن مثل هذا الدعم سيكون موضع مراجعة.