انطلاقاً من تزايد الاهتمام بالاتجاهات المستقبلية خاصة في ظل حالة من عدم اليقين، والحاجة إلى تطوير فهم أعمق للمستقبل في المجالات كافة، أطلق مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، بأبوظبي، برنامج "الاستشراف الاستراتيجي"، وذلك في إطار الدور البحثي للمركز في تعزيز الحوار الأكاديمي حول الاتجاهات التي تشكل مستقبل منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومساراتها المختلفة.
ويسعى برنامج "الاستشراف الاستراتيجي" Strategic Foresight إلى بناء نماذج فكرية وبحثية لاستشراف المستقبل في ظل التحولات الإقليمية والدولية التي أصبحت تتسم بمزيد من التعقد والتشابك واللايقين، وتعزيز النقاش والتفكير العلمي حول الفرص والتحديات التي يحملها المستقبل، وتقديم إنتاج بحثي يسهم في سد الفجوة المتعلقة بمشروعات استشراف المنطقة من خلال جهود بحثية نابعة منها.
وينطلق البرنامج من الاعتقاد بأنه من الصعب التنبؤ بالمستقبل، إلا أن هناك فرصاً واسعة لتشكيله من خلال توسيع خيارات التحرك إزاء الظواهر الحالية والناشئة. لذا يركز البرنامج على القضايا النوعية التي من شأنها إحداث تأثير بالغ في مستقبل المنطقة والعالم، وعلى رأسها تغير المناخ، ومستقبل الحرب والصراعات، والدور الاجتماعي والسياسي للتكنولوجيا والتقنيات الناشئة، والعمل على وضع سيناريوهات مستقبلية بشأنها.
ويستهدف البرنامج تطوير شراكات مع مراكز بحثية وخبراء متخصصين في الاستشراف الاستراتيجي وتطبيقات الدراسات المستقبلية، وإصدار أوراق بحثية تتناول أدوات وأسس استشراف المستقبل، وتطبيقاتها على قضايا المنطقة، وكذلك التطورات العالمية وانعكاساتها على الإقليم.
وفي إطار نشاط البرنامج خلال شهر فبراير 2023، عقد المركز حلقة نقاش متخصصة عن دراسات استشراف المستقبل، شاركت فيها الدكتورة فلورنس جوب، مستشار شؤون الاستشراف لدى المفوضية الأوروبية وحلف الناتو. كما عقد المركز مجموعة من ورشة العمل التي امتدت على مدار ثلاثة أيام مع الدكتور جون سويني، خبير الاستشراف بالأمم المتحدة، ركزت على كيفية بناء السيناريوهات المستقبلية.