بعد عامين كان وباء كورونا خلالهما بمنزلة المحدد الرئيسي لمسارات الأحداث في العالم، أصبحت الحرب الروسية – الأوكرانية وما تبعها من أزمات هي المحرك الراهن للتطورات الدولية، ويبدو أن التأثيرات الممتدة لهذه الحرب ستظل ماثلة في عام 2023. فثمة العديد من القضايا المتداخلة التي تواجه العالم، ومنها عدم القدرة على التنبؤ بمسارات ومآلات الصراع في أوكرانيا وتداعياته المحتملة على الأمن العالمي، وعلاقات القوى الدولية ببعضها، وهيكل النظام الدولي، فضلاً عن شبكة التحالفات العالمية والإقليمية. يُضاف إلى ذلك، القضايا ذات الصلة بمحاولات السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة، واتجاهات أسواق الطاقة، وبواعث عودة السياحة من جديد. كما تبرز أيضاً تطورات تكنولوجية من قبيل تقنيات الحوسبة الناشئة، فضلاً عن التغيرات الديموغرافية في العالم، وغيرها.
وبالنظر إلى هذه القضايا المطروحة على طاولة المجتمع الدولي في عام 2023، يمكن بوضوح استنتاج أن العالم، ومن ضمنه الشرق الأوسط، عالق في جملة من التحديات المعقدة والمرتبطة ببعضها البعض. وفي هذا الإطار، يستعرض العدد رقم (25) من سلسلة "رؤى عالمية" عرضاً موجزاً لـ 12 قضية من بين مجموعة قضايا وموضوعات تضمنها ملف أعدته مجلة "الإيكونوميست" البريطانية في نوفمبر 2022، تحت عنوان ""The World Ahead 2023، باعتبارها منطلقات تتيح وضع الخطوط العريضة للاتجاهات الرئيسية لأهم القضايا التقليدية وغير التقليدية في العام الجديد.