عقد مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، حلقة نقاشية حول كيفية تفكير إسرائيل في واقع ومستقبل التحولات الإقليمية بالشرق الأوسط، استضاف خلالها أ.د/إبراهيم البحراوي، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس والخبير المتخصص في الدراسات الإسرائيلية بحضور خبراء وباحثي "المستقبل"، وأدار الحلقة النقاشية أ.محمد عبدالله يونس، المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث تناول النقاش الارتباط بين تحولات الداخل الإسرائيلي والسياسات الإقليمية التي تتبعها تل أبيب وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط.
وركزت الحلقة النقاشية على أهمية تحليل مدركات النخب والرأي العام الإسرائيلي للتطورات في منطقة الشرق الأوسط عبر عدة مداخل من بينها تحليل الأدب العبري واتجاهات وسائل الإعلام والصحافة والارتباط بين التاريخ والسياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه منطقة الشرق الأوسط.
وناقش د.إبراهيم البحراوي تحولات الداخل الإسرائيلي وأزمة تشكيل الحكومة والصدام بين نتنياهو والأحزاب والتكتلات الرئيسية في تل أبيب، خاصةً تكتل "أزرق-أبيض" بزعامة بيني جانتس، بالإضافة لتحليل وساطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الفرقاء السياسيين في تل أبيب بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحماية المستقبل السياسي لنتنياهو وتعزيز الحصانة السياسية له في مواجهة التحقيقات القضائية في ظل دعم اللوبي الإسرائيلي في واشنطن لنتنياهو وبقائه في السلطة، والعلاقات الوثيقة بين ترامب ونتنياهو.
وتناولت الحلقة النقاشية أيضاً مواقف اليمين الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من واقع ومستقبل الشرق الأوسط وتأثير تصدره المشهد السياسي خلال السنوات الماضية على السياسات الإسرائيلية تجاه الإقليم بالإضافة للارتباط بين اليمين في إسرائيل وإدارة الرئيس ترامب.
وتطرقت الحلقة النقاشية كذلك لمركزية العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، والموقف الإسرائيلي من الملف الإيراني وخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة إعلامياً بمسمى "صفقة القرن"، ومواقف التيارات السياسية من القضية الفلسطينية والانقسام بين اليمين واليسار حول كيفية التعامل مع هذه القضية واختلاف مواقف اليمين والمؤسسة العسكرية حول السياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
ختاماً، طرح المشاركون في الحلقة تحليلاتهم للمنظورات الإسرائيلية لمستقبل منطقة الشرق الأوسط واحتمالات التغير في السياسات الإقليمية لتل أبيب على أثر تشكيل الحكومة المقبلة، بالإضافة لاستشراف الاتجاهات المتوقعة للتعامل مع خطة السلام الأمريكية وقضايا عملية تسوية القضية الفلسطينية والسياسات الإسرائيلية تجاه القوى الإقليمية، خاصة إيران وتركيا وتأثيرات انخراطهما في بؤر الصراعات الإقليمية في سوريا والعراق واليمن.