أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

"مفاهيم المستقبل":

عدد جديد يحلل أشكال "الإرهاب الفردي" وآليات مواجهته

25 أكتوبر، 2016


لم يعد الإرهاب التنظيمي النمط الأكثر انتشارًا للعمليات الإرهابية؛ إذ شهدت الآونة الأخيرة صعودًا واضحًا لعمليات الإرهاب الفردي، خاصةً في الدول الغربية، وهو ما يرجع إلى انتشار الفكر اليميني المتطرف في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وتمكن تنظيم داعش من اختراق المجتمعات الغربية ونشر التطرف بين الأفراد ممن يعانون من الاغتراب والتهميش الاجتماعي.

وفي هذا السياق، تناول ملحق "مفاهيم المستقبل" الذي يصدر مع مجلة "اتجاهات الأحداث" في العدد 18 لشهر أكتوبر 2016، قضايا الإرهاب الفردي تحت عنوان: "الأفراد: تصاعد أشكال عمليات الإرهاب بلا قيادة في العالم".

تهديدات الإرهاب بلا قيادة:

تضمنت مقدمة الملحق تأكيدًا على أن تهديدات الإرهاب الفردي تتمثل في صعوبات التنبؤ بتنفيذ العمليات الإرهابية مقارنةً بالتنظيمات الإرهابية؛ إذ تتراجع قدرة الأجهزة الأمنية على اكتشاف تهديدات "الذئاب المنفردة"، خاصةً إذا لم يكن لدى المتطرفين سوابق إجرامية أو إرهابية مقارنةً بتهديدات التنظيمات الإرهابية التي يمكن أن تتعرض للاختراق، ويمكن رصد الاتصالات بين أعضائها.

وفي السياق ذاته، يظل التأثير النفسي والإعلامي للإرهاب الفردي واسع النطاق في ظل تصاعد شعور المواطنين بعجز الأجهزة الأمنية عن التصدي للتهديدات، وسهولة اختراق التدابير الأمنية، خاصةً في ظل تكرار هذه العمليات في مدى زمني متقارب، على نحو ما يتضح في الحالتين الفرنسية والألمانية، فضلا عن استهداف مناطق تجمعات المدنيين والمناطق التي يستحيل تأمينها.

ويرتبط تصاعد عمليات الإرهاب الفردي بتزايد الضغط العسكري على تنظيم داعش في مناطق تمركزه، وهو ما أدى إلى دعوة المتعاطفين لاستخدام عمليات الإرهاب الفردي كوسيلة للانتقام من الدول الغربية. وتزايدت وتيرة التطرف في المجتمعات الغربية بسبب الشعور بالاغتراب والتهميش مع صعود أنماط "جهاد الممكن" الذي يقوم على تنفيذ عمليات إرهابية بأدوات بسيطة، مثل: الدهس بالسيارات، والطعن، واستخدام الأسلحة البدائية.

صعود "جهاد الممكن": 

يسعى ملحق "مفاهيم المستقبل" في العدد الثامن عشر من مجلة "اتجاهات الأحداث" إلى إلقاء الضوء على ظاهرة "الإرهاب الفردي"؛ حيث يركز الموضوع الأول الذي أعده د. شادي عبدالوهاب (رئيس التحرير التنفيذي لدورية "اتجاهات الأحداث") المعنون: "الإرهاب الفردي: التعريف.. الأنماط.. الخصائص الأساسية" على أبعاد تطور ظاهرة الإرهاب الفردي، والإشكاليات التي تواجه تعريف هذا المفهوم، فضلا عن أنماط عمليات الذئاب المنفردة، وأسباب تصاعد اللجوء إليها في الآونة الأخيرة، وأخيرًا السمات الأساسية لتهديدات الإرهاب الفردي.

أما الموضوع الثاني، فقد جاء بعنوان: "جهاد الممكن: أسباب لجوء التنظيمات المتطرفة للإرهاب غير المنظم"، ويسعى الأستاذ علي بكر (الباحث بمجلة "السياسة الدولية" بمؤسسة الأهرام) في هذا الموضوع إلى رصد بدايات تبني التنظيمات الإرهابية المتطرفة كالقاعدة و"داعش" لنمط الإرهاب الفردي، والترويج له من خلال منصاتهم الإعلامية المختلفة، ثم الإشارة بعد ذلك إلى تعريف "جهاد الممكن" باعتباره أحد المفاهيم الرئيسية التي اعتمدت عليها التنظيمات الإرهابية المتطرفة لتبرير هذا النمط من العنف، وتوضيح المنطلقات الشرعية لهذا المفهوم، وأسباب تبنيه على نطاق واسع في الآونة الأخيرة.

مواجهة "الذئاب المنفردة":

ويناقش الموضوعُ الثالث الذي أعدته الأستاذة هالة الحفناوي (رئيس وحدة تقييم التفاعلات المجتمعية بمركز المستقبل) والمعنون: "Black Widow: توظيف النساء الجهاديات في العمليات الإرهابية"، أسبابَ انضمام السيدات إلى التنظيمات الإرهابية، والأدوار التي يقمن بها، فضلا عن محاولة تفسير إحجام السيدات عن ممارسة الإرهاب الفردي مقارنةً بممارستهن للإرهاب ضمن الخلايا محدودة العدد أو التنظيمات الإرهابية.

وختامًا يركز الموضوع الرابع بالملحق الذي أعده الأستاذ محمد عبدالله يونس (مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة) والمعنون: "المداخل الأساسية لمواجهة ظاهرة الذئاب المنفردة" على تقديم الآليات الأكثر شيوعًا في الدول الغربية لمواجهة نمط الإرهاب الفردي، والتي تتمثل بصورة أساسية في رصد وتتبع العلامات والإشارات السلوكية للأشخاص المتطرفين المحتمل قيامهم بشن عمليات إرهابية، ثم مواجهة الأفكار المتطرفة التي يتم الترويج لها، وأخيرًا الاعتماد على مشاركة المجتمع في مواجهة الإرهاب الفردي.