أخبار المركز
  • السفير الدكتور/ عزت سعد يكتب عن (تقييم مسارات الحرب الأوكرانية في عامها الثاني)
  • ورشة عمل لمركز المستقبل بالتعاون مع المجلس المصري للشؤون الخارجية بعنوان "التحولات الاستراتيجية في آسيا وآثارها على منطقة الخليج"
  • معالي نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق، يكتب لمركز المستقبل عن (مستقبل إفريقيا.. مؤشرات القلق والتفاؤل)
  • متاح على الموقع الإلكتروني لمركز المستقبل ملف بعنوان (اتجاهات 2023: مسارات التعاون والصراع في الشرق الأوسط والعالم)
  • في سلسلة ورش عمل.. مركز "المستقبل" يستشرف سيناريوهات تغير المناخ في المنطقة

دعم كييف:

حرب أوكرانيا ودافوس 2023.. وعود تنتظر النفاذ

02 فبراير، 2023


تحت شعار "التعاون في عالم مشرذم" ولمدة 5 أيام وبمشاركة حوالي 51 من قادة العالم، ومنهم المستشار الألماني، أولاف شولتز، وأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يان ستولتنبرغ، بالإضافة إلى عدد كبير من وزراء المالية والتجارة ورؤساء البنوك المركزية في العالم وأكثر من 1500 من رواد الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى، عُقدت النسخة الـ 53 من المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية ما بين 16 و20 يناير 2023، على وقع اقتراب الحرب في أوكرانيا من إتمام عامها الأول، مما أدى إلى تخصيص مساحة واسعة من فعاليات المنتدى لمناقشة تداعيات هذه الحرب.
اهتمام بالحرب:
أظهرت العديد من المؤشرات مدى الاهتمام الذي حظيت به الحرب الروسية - الأوكرانية في منتدى دافوس 2023، ومنها ما يلي:
1- كلمة افتتاحية لسيدة أوكرانيا الأولى: ذهبت أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني، إلى دافوس وألقت خطاباً في 17 يناير 2023، توجهت به إلى المشاركين في المؤتمر، معتبرة أنهم موجودون هنا لما يتمتعون به من تأثير ونفوذ ولكنهم لا يستعملون كل هذا التأثير لوقف الاعتداء الروسي على أوكرانيا، داعية إلى توحيد جهود الجميع من أجل إنهاء الحرب الحالية. كما دعت إلى تبني خطة النقاط العشرة المقترحة من قِبل زوجها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، خلال قمة مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر 2022، وحذرت من احتمال توسع الهجوم الروسي إلى خارج الحدود الأوكرانية، والذي ستكون له تداعيات خطيرة تصل إلى حد انهيار العالم الذي نعرفه. 
وسلّمت زيلينسكا الوفد الصيني المشارك في دافوس رسالة موجهة من زوجها إلى الرئيس الصيني، يدعوه فيها إلى الوقوف بجانب أوكرانيا. كما طلبت زيلينسكا مزيداً من الدعم من قِبل الاتحاد الأوروبي، مما استدعى رداً من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، التي تحدثت مباشرة بعد زيلينسكا، مؤكدةً أن الاتحاد الأوروبي يقدم كل الدعم لأوكرانيا، وأن عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد قد انطلقت. كما ذكّرت بحجم المساعدات المالية المُقدمة من الاتحاد الأوروبي لكييف، آخرها مبلغ 3 مليارات يورو من إجمالي 18 مليار يورو مرصودة لأوكرانيا خلال العام 2023. ونوهت كذلك رئيسة المفوضية الأوروبية بحجم المساعدات العسكرية لأوكرانيا وسلسلة العقوبات الأوروبية على موسكو.   
2- كلمة مصورة للرئيس الأوكراني: ظهر الرئيس زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أمام منتدى دافوس، مطالباً بالإسراع في اتخاذ القرارات التي تساعد أوكرانيا، مثل قرار إرسال أسلحة ثقيلة كالدبابات؛ لأن "الأنظمة الاستبدادية بشكل عام تستفيد من هذا التباطؤ لصالحها"، على حد وصفه، مشيراً إلى أن موسكو استغلت تردد الغرب في عام 2014 واحتلت شبه جزيرة القرم، ولذلك يجب منع هذه الأنظمة من العمل بشكل أسرع من الديمقراطيات، ومن ثمّ فإن التعبئة لدعم أوكرانيا يجب أن تتفوق من الناحية الزمنية على التعبئة العسكرية لروسيا. ورداً على سؤال موجه لزيلنيسكي حول رؤيته للدور الذي يجب أن تلعبه موسكو، اعتبر أن الأخيرة "حجزت مكاناً مفضلاً لها بين الإرهابيين"، وأنه لا يُعول على القيادة الروسية بل يبقى الاعتماد على المجتمع الروسي الذي يجب أن يفتح عيونه لتصور مستقبل أفضل للعلاقات بين الشعبين الأوكراني والروسي.
3- مشاركة أوكرانية وغياب روسي: شاركت أوكرانيا في مؤتمر دافوس لهذا العام بوفد رفيع المستوى ضم إلى جانب السيدة الأولى، أولينا زيلينسكا، كلاً من وزيرة الاقتصاد، يوليا سفيريدينكو، ونائب رئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي، ميخايلو فيدوروف، ورئيس بلدية العاصمة كييف، فيتالي كليتشكو. وفي المقابل، لم تتم دعوة أي مشارك من روسيا.
4- ربط الحرب الأوكرانية بالعديد من المخاطر العالمية: يظهر من خلال تقرير المخاطر العالمية للعام 2023، الذي أصدره "المنتدى الاقتصادي العالمي" World Economic Forum قبل فترة وجيزة من منتدى دافوس، والذي عادة ما يشكل قاعدة لانطلاق النقاشات في المنتدى، احتلال موضوع الحرب الجارية في أوكرانيا حيزاً واسعاً من الاهتمام، لارتباطها بتأجيج العديد من المخاطر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع التحول نحو استخدام الطاقة والغذاء كأسلحة في هذه الحرب، مما أدى إلى ارتفاع التضخم ووصوله إلى مستويات غير معهودة. 
كما يعتبر التقرير أن الحرب الأوكرانية عطلت العودة إلى الوضع الطبيعي بعد جائحة كورونا، وصنف أزمة تكلفة المعيشة كأهم المخاطر العالمية خلال العامين المقبلين، في ظل اضطرابات تدفقات الغاز والغذاء من روسيا وأوكرانيا. وجاءت المواجهة الجيواقتصادية في المرتبة الثالثة بما تحتويه من عقوبات وحروب تجارية. كما تم تصنيف الصراع بين الدول على أنه من بين أهم خمسة مخاطر في 28 دولة، وكانت الحرب في أوكرانيا نقطة تحول للعودة إلى هذا النوع من الصراعات، مما دفع دول حلف الناتو إلى تلبية مطلب تجاوز الإنفاق العسكري لعتبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي.