أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

فرص آيدكس:

إعادة تشكيل الإمارات لخريطة الصناعات الدفاعية بالمنطقة

23 فبراير، 2021


انطلقت فعاليات اليوم الثالث لمعرضي الدفاع الدولي "آيدكس" ومعرض الدفاع البحري "نافدكس"، في الثالث والعشرين من فبراير الجاري، في أبو ظبي، ومن المقرر أن يستمر المعرضان حتى 25 من فبراير الجاري، وذلك بمشاركة أكثر من 900 شركة من 59 دولة، مع مشاركة 5 دول للمرة الأولى. ويستضيف هذا الحدث العالمي أبرز المعارض الدفاعية على مستوى العالم، وأكبر المعارض المتخصصة في الدفاع البري والبحري والتخصصات العسكرية المختلفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد نجح المعرضان حتى اليوم الثالث في توقيع صفقات بلغت قيمتها ما يقارب نحو 18 مليار درهم.

حضور واسع:

يمكن تناول أبرز ملامح خريطة المشاركين في معرضي "آيدكس" و"نافدكس" في دورته الحالية، وذلك على النحو التالي:

1- تمثيل نشط للشركات الإماراتية: تشارك 144 شركة إماراتية في الدورة الحالية للمعرضين، وذلك بنسبة 16% من إجمالي المشاركات، وتتصدر المشاركة مجموعة "إيدج" EDGE الإماراتية، وهي مجموعة تقنية متقدمة تم إنشاؤها لتطوير حلول خلاقة في المجال الدفاعي، وتضم أكثر من 25 شركة تابعة لها. وتركز المجموعة على مجالات المنصات والصواريخ، والدفاع الإلكتروني، والصواريخ والأسلحة، والحرب الإلكترونية والاستخبارات، ودعم المهام. ووفقًا لأحدث تقارير معهد استكهولم لأبحاث السلام "سيبري"، تعتبر "إيدج" ضمن أفضل الشركات العالمية في مجال الصناعات العسكرية، حيث سجلت حوالي 1.3% من إجمالي مبيعات السلاح في العالم والبالغ 361 مليار دولار.

كما تشارك أيضًا شركة طيران أبو ظبي "ADA"، والتي تعتبر أكبر مشغل طائرات مروحية تجارية في الشرق الأوسط، وشركة الجَسور "AL Jassor"، التي تقدم مجموعة من الآليات العسكرية المتنوعة والسريعة، ومن أشهرها مركبة "ربدان" البرمائية المدرعة. وشركة الطارق، وهي شركة متخصصة في صناعة الأنظمة الدقيقة لتوجيه الذخائر الجوية التقليدية. وشركة أبو ظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية "أداسي"، المتخصصة في تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار وجمع المعلومات. وشركة الياه للاتصالات الفضائية "الياه سات"، والتي تعد من أبرز مشغلي خدمات الاتصالات الفضائية الثابتة والمتنقلة في العالم، بالإضافة إلى شركة أبو ظبي لبناء السفن "ADSB"، والمتخصصة في بناء السفن الحربية والتجارية وصيانتها.

2- اهتمام أمريكي كبير بالمشاركة: تحرص الشركات الأمريكية على المشاركة باستمرار في معرضي "آيدكس" و"نافدكس"، وتتمثل أبرز المشاركات الأمريكية في الدورة الحالية في شركة "إيه إم جنرال" AM General، التي تعرض مركبة "NXT 360"، وهي مركبة تكتيكية خفيفة من الجيل التالي. وشركة "أركتوروس يو إيه في إنك" Arcturus UAV, Inc، والتي تقوم بتصنيع الطائرة بدون طيار "JUMP – 20"، وهي طائرة إقلاع وهبوط عمودي مخصصة لأعمال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. وشركة "أرنولد ديفينس" Arnold Defense، وهي الشركة الرائدة عالميًا في صناعة أنظمة قاذفات الصواريخ (70 ملم). بالإضافة إلى شركة "بوينج" Boeing العالمية الرائدة في صناعة الطائرات التجارية وأنظمة الدفاع والفضاء والأمن.

3- تنوع المشاركات الأوروبية: يحظى المعرضان باهتمام كبير من الشركات الأوروبية، لا سيما الفرنسية والبريطانية والإيطالية والإسبانية، كما حرصت الشركات البرتغالية على المشاركة لأول مرة في المعرض، ومن أبرز الشركات الفرنسية المشاركة: شركة "أركوس" ARQUUS، وشركة "سيلاس" CILAS، وشركة "نافال جروب" Naval Group وهي الشركة الأوروبية الرائدة في مجال الصناعات البحرية. بالإضافة إلى مشاركة شركة "بي إيه إي سيستمز" BAE Systems البريطانية، وشركة "نافانتيا" Navantia S.A., S.M.E الإسبانية، وشركة "فين كانتييري إس بي إيه" Fincantieri Spa الإيطالية الرائدة في صناعة وصيانة السفن والإنشاءات البحرية.

4- تواجد مهم للشركات الصينية والروسية والكورية: شهد المعرضان حضور عدد من الشركات الصينية والروسية، حيث ظهرت المؤسسة الوطنية الصينية لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة CPMIEC، والتي تعتبر قناة رئيسية مرخصة من قبل الحكومة الصينية لاستيراد وتصدير منتجات التكنولوجيا الفائقة لشركة China Aerospace، والتي تنشط بشكل أساسي في مجال تصدير واستيراد أسلحة الصواريخ الدفاعية، وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، ومعدات تكنولوجيا الفضاء، والمركبات الخاصة، والآلات الدقيقة. كما شاركت شركة السيارات الكورية الجنوبية "كيا" في معرض "أيدكس" هذا العام، حيث قامت بعرض عددٍ من المركبات العسكرية التكتيكية الخفيفة.

كما حرصت روسيا على المشاركة الواسعة في المعرض هذا العام، حيث شغل جناح الشركات الروسية مساحة أكثر من 1200 متر مربع، وتم عرض مجموعة واسعة من المنتجات الروسية من الشركات المختلفة، لعل أبرزها منظومة الصواريخ المضادة للطائرات "بانتسير إس 1 إم"، والتي تعرض لأول مرة، يذكر أن المنظومة المذكورة كان لها دور كبير في الحرب السورية، بالإضافة إلى نماذج من أنظمة الدفاع المتقدمة "إس 400"، وطائرات "سو 35"، كما قدمت شركة كلاشينكوف مجموعة واسعة من الأسلحة الصغيرة.

5- ظهور عربي لافت: حرصت مجموعة من الدول العربية على المشاركة في هذا الحدث، ولعل أبرزها استمرار مشاركة شركات الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع المصرية، والتي تشارك هذا العام بمجموعة واسعة من المنتجات، أبرزها المدرعتان العسكريتان ST100 وST500، والمدرعة التمساح، والطائرة كا 8. كما كان لافتًا الاهتمام الكبير من قبل السعودية بالمعرض؛ حيث ضم الجناح السعودي 12 شركة سعودية متخصصة في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية، أبرزها الشركة السعودية للصناعات العسكرية SAMI، وذلك بمشاركة وتنظيم الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية ووزارة الاستثمار. كما حرصت بعض الشركات الأردنية على المشاركة، مثل المجموعة الأردنية للاستثمار JIG.

تعزيز المكتسبات:

يمكن تناول أبرز دلالات المشاركة في معرضي "آيدكس" و"نافدكس" في دورته الحالية، وذلك على النحو التالي:

1- مساعٍ إماراتية لتنويع الاقتصاد الوطني: يشير استمرار الإمارات في تنظيم هذين المعرضين إلى محاولة الدولة تحويل الإنفاق الدفاعي إلى مورد اقتصادي إضافي، وذلك في إطار مساعي الإمارات لتنويع الاقتصاد الوطني، وهو ما يتجلى في تدشين أبو ظبي عددًا من المشروعات والمبادرات التي تصب في هذا الإطار. جدير بالذكر أنه على مدار اليومين الأول والثاني من أعمال المعرضين، تم الإعلان عن إجمالي صفقات بلغت نحو 12.3 مليار درهم.

2- تعزيز موقع الإمارات على خريطة الصناعات الدفاعية: يشير استمرار الإمارات في تنظيم معرضي "آيدكس" و"نافدكس" منذ دورته الأولى في عام 1993 إلى مساعٍ إماراتية طموحة لتعزيز مكانتها الدولية على خريطة الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى إظهار قدرات الإمارات التنظيمية حتى في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، لا سيما وأن هذين المعرضين يحظيان بمشاركة واسعة واهتمام كبير من كبرى الشركات الدفاعية والتكنولوجية في العالم، باعتبارهما من أهم المعارض الدفاعية في العالم.

3- القدرة التنظيمية الفائقة في ظل ظروف استثنائية: يلاحظ أن المعرضين قد تم عقدهما في موعدهما دون تغيير، وذلك بمشاركة عشرات الشركات والوفود الأجنبية، بالرغم من ظروف الجائحة، واتباع الكثير من دول العالم تدابير الإغلاق لمواجهتها، في إشارة إلى إصرار الإمارات على استعادة الحياة الطبيعية بشكل سريع خلال مرحلة التعافي من الجائحة، كما تُظهر الخريطة الواسعة للمشاركين ثقة كبيرة في القطاع الصحي الإماراتي، والإجراءات الاحترازية التي تم اتباعها لضمان سلامة ضيوف وزوار المعرضين.

4- مساعٍ عربية لتوطين الصناعات الدفاعية: يشير الحضور القوي لبعض الدول العربية مثل مصر والإمارات والسعودية إلى سعي هذه الدول لتشجيع وتوطين الصناعات الدفاعية، وذلك من خلال الاستفادة من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية في العالم، بالإضافة إلى عقد شراكات استراتيجية مع الشركات الدفاعية الكبرى على مستوى العالم. 

5- حضور قوي لشركات الدفاع البحري والتكنولوجيا: كان لافتًا اهتمام الكثير من الشركات بالحضور لمعرض الدفاع البحري "نافدكس"، الذي يعد من أكبر الفعاليات المتعلقة بالصناعات الدفاعية والأمنية البحرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشارك في المعرض هذا العام 17 قطعة بحرية من 10 دول حول العالم، هي: الإمارات، والبحرين، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وبنجلاديش، وجنوب إفريقيا، والهند، وباكستان، واليونان. حيث تتنوع هذه القطع بين كاسحات ألغام، وسفن إمداد وإنزال، وزوارق صواريخ، وزوارق دورية وغيرها، بالإضافة إلى أحدث التقنيات المستخدمة في أمن السواحل والاتصالات البحرية.

كما بدا لافتًا تواجد العديد من شركات التكنولوجيا، وتلك المتخصصة في أنظمة الحرب الإلكترونية وتقنيات الدفاع الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الاستشعار والإلكترونيات المتقدمة، بالإضافة إلى شركات الأمن السيبراني وغيرها.

وفي المجمل، تشير المشاركة الواسعة والمتزايدة في معرضي "آيدكس" و"نافدكس" في أبو ظبي إلى الأهمية الكبيرة التي توليها شركات الصناعات العسكرية في العالم لهذين المعرضين، كما يُظهر المعرض وجود مساعٍ عربية حقيقية لتوطين الصناعات الدفاعية، وعقد المزيد من الشراكات الاستراتيجية مع الشركات الدفاعية الكبرى على مستوى العالم، بالإضافة إلى السعي لمواكبة التطور المستمر في أشكال وأدوات الحروب المستقبلية، وهو ما يعكس الريادة الإماراتية في إعادة تشكيل خريطة الصناعات الدفاعية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.