يمثل تقرير صندوق النقد الدولي عن آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في يناير 2018 نقطة مضيئة- تكاد تكون نادرة- في خضم التوقعات السلبية عن حالة العالم في 2018 ، حيث أكد التقرير العودة للنمو في 120 من اقتصادات العالم المتقدمة والنامية، بما يؤشر إلى خروج الاقتصاد العالمي من التأثيرات الممتدة التي أعقبت الأزمة المالية العالمية.
وقد انعكس ذلك على سيادة حالة من التفاؤل بين نخبة النظام العالمي التي اجتمعت في دافوس في الشهر نفسه، مدعومة أيضاً بالأرباح الضخمة التي ستجنيها الشركات الكبرى نتيجة للتخفيضات الضريبية التي اعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي المقابل اختار "منتدى دافوس الاقتصادي" هذا العام تركيز الضوء على حقيقة أن النمو يصب في مصلحة شريحة محدودة شديدة الثراء، بينما تزداد الهوة اتساعاً بينها وبين القطاعات الشعبية الأكبر على مستوى العالم، والتي لا تشهد تحسناً في أحوالها وتتخوف من واقع أسوأ سوف تعانيه الأجيال الأصغر سنا.ً