أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

انتشار محدود:

اتجاهات استخدام العملات الافتراضية في منطقة الشرق الأوسط

01 أغسطس، 2017


شهد النظام النقدي العالمي تطورات جذرية في السنوات الماضية، من أبرزها ما يتعلق بظهور العملات الافتراضية التي يعتبر "البيتكوين" Bitcoin، الذي نشأ عام 2009، أكثرها شهرة وانتشارًا. ورغم ما أثاره من مخاوف عالمية نظرًا للتقلبات الشديدة في قيمته علاوة على احتمال تعرضه لمخاطر القرصنة الإلكترونية، إلا أنه بدأ يحوز تدريجيًا على ثقة المتعاملين داخل الإنترنت لما يتميز به من سهولة التداول، وهو ما دفع كثيرًا من محلات التجزئة الكبيرة العالمية إلى قبوله كوسيلة للدفع.

وعلى الساحة الإقليمية، لا يزال استخدام العملات الافتراضية في منطقة الشرق الأوسط محدودًا، حيث أن أحجام تداوله ضئيلة مقارنة بالمعدلات العالمية، إلا أن هناك عددًا من المؤشرات التي قد تكشف عن إمكانية نموه في المستقبل القريب، ومنها الاتجاه الصعودي لمستخدميه إقليميًا في إنهاء المعاملات المالية والتجارية، وهو ما ساعد على تدشين عدد من المنصات الإلكترونية المختصة بتداول العملات الافتراضية داخل عدد من الدول، فضلاً عن أن الفكرة دفعت بعض الحكومات إلى إنشاء عملة رقمية خاصة بها على غرار "البيتكوين". 

ورغم بوادر انتشار هذا النمط من العملات في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها تظل واحدة من أصعب المناطق لتداوله حاليًا، ويعود ذلك إلى عدد من العومل أهمها غياب الدعم للعملات الافتراضية من قبل البنوك المركزية، إضافة إلى ضعف استخدام المدفوعات الإلكترونية في الإقليم. 

ثقة متأرجحة  

اكتسب "البيتكوين" ثقة كبيرة بين المتداولين نظرًا لما يحظى به، كغيره من العملات الافتراضية، من لامركزية وانسيابية إصدار العملة، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من الخدمات المالية المرتبطة به بكل سهولة من خلال منصات التداول المنتشرة له عبر الإنترنت. 

وعلى ضوء المزايا السابقة، زادت عمليات تداول "البيتكوين" بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة ليبلغ عدد الصفقات اليومية لتداول العملة نحو 267.3 ألف صفقة يومية بنهاية يونيو 2017، وفق موقع "بلوك تشاين" Blockchain.info، وبما يتجاوز قيمة سوقية 45 مليار دولار في الشهر نفسه. ومع الإقبال المتزايد من قبل المتداولين على استخدامه، بدأت العديد من محلات التجزئة العالمية في قبوله كوسيلة للدفع مثل شركة "مايكروسوفت" الأمريكية في عام 2014، وتبعتها بعض الشركات الأمريكية الأخرى مثل "ديل". 

شكل (1): تطورات أسعار البيتكوين مقابل الدولار خلال 12 شهر  


Source: https://blockchain.info/charts/market-price?timespan=1year

لكن في الوقت نفسه، أثارت العملات الافتراضية، وعلى رأسها "البيتكوين"، العديد من الانتقادات على الصعيد العالمي لسببين رئيسيين: يتعلق أولهما، بالتذبذب الشديد في قيمة العملة مقابل الدولار في السنوات الماضية، وهو ما أثار مخاوف بشأن احتمال تعرضه لـ"فقاعة" عالمية، قد تؤدي إلى خسائر كبيرة للمضاربين والمتداولين للعملة.

 ويتمثل ثانيهما، في احتمال وقوع هجمات إلكترونية على المنصات الخاصة بتداول "البيتكوين"، وهو ما أكده تحذير أصدره الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخصوص "البيتكوين" في مارس 2017. ذلك في الوقت الذي يتفاوت فيه موقف البنوك المركزية العالمية من تداوله، لكن أغلبها، على ما يبدو، ليست على استعداد لدعم وتأييد العملات الافتراضية للصعوبات الكثيرة التي تواجهها حاليًا.

مؤشرات نمو 

مع أن نطاق استخدام العملات الافتراضية في منطقة الشرق الأوسط ما زال محدودًا، إلا أن ذلك لا ينفي أن ثمة مؤشرات تزيد من احتمالات نموه في الفترة المقبلة، وتتمثل في:

1- قبول متنامي: بات استخدام العملات الافتراضية، ولا سيما "البيتكوين"، يحظى باهتمام وثقة بعض الفئات من المتعاملين داخل الإنترنت، وهو ما أدى إلى نشوء اتجاه صعودي ملحوظ لمستخدمي "البيتكوين" في المنطقة يتجاوز 20 ألف مستخدم حاليًا، بعضهم يستخدم منصات التداول لإجراء تحويل للأموال من دولة إلى أخرى داخل المنطقة، حيث تستقطع منصات تداول العملات الافتراضية رسوم تحويل لا تتعدى 1% مقابل 3% للبنوك في بعض الأحيان.

رسم توضيحي حول التوزيع الجغرافي لتداول العملات الافتراضية في العالم (%)


Source: Global Cryptocurrency Benchmarking Study, Cambridge Centre for Alternative Finance, Cambridge University, UK, 2017.

وتكمن إحدى العقبات الرئيسية أمام انتشار العملات الاف�%A