أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)

مجتمع ما بعد المعلومات:

تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي

14 مارس، 2019


في إطار سلسلة "كتب المستقبل"، أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة كتاباً جديداً بعنوان، "مجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي" للباحث إيهاب خليفة، رئيس وحدة متابعة التطورات التكنولوجية بالمركز.

يتكون الكتاب من أربعة فصول رئيسية، الأول يتناول التحولات غير المسبوقة في تاريخ التطور البشري المرتبط بالتكنولوجيا، والثاني يتناول القوى الدافعة لمجتمع ما بعد المعلومات، ويتعرض الفصل الثالث للتهديدات الأمنية التي تمثلها التقنيات الذكية في مجتمع ما بعد المعلومات، والفصل الأخير يتطرق لإعادة تعريف المفاهيم الأمنية في مجتمع ما بعد المعلومات. 

ويناقش الكتاب فكرة مرحلة "مُجتمع ما بعد المعلومات" أو "المُجتمع الخامس" الذي يأتي بعد أربعة مُجتمعات هي الصيد، والزراعة، والصناعة، والمعلومات، لينهي بذلك مرحلة من الحياة الإنسانية، ويعلن تدشين مرحلة جديدة، قد تهيمن فيها العقول الصِّناعيَّة على العقول البشرية، وتتحكَّم في حياة الأفراد مجموعة خوارزميات تُرتِّب لهم أولوياتهم، وأفكارهم، واحتياجاتهم، وتتَّخذ القرارات بدلاً منهم، وتُدير شؤون حياتهم اليومية، مثل المساعدات الصوتية الذَّكيَّة، وتقنيات الواقع المُعزَّز، وإنترنت الأشياء، وتتولَّى المركبات ذاتية التحكُّم شؤون تحرُّكاتهم وتنقُّلاتهم، وتقوم الطابعات ثُلاثيَّة الأبعاد بطباعة أطعمتهم الغذائية، وأعضائهم البشرية، ومتطلبات حياتهم اليومية، لتصبح حياة الأفراد عبارة عن مشاهدة أحد أفلام الخيال العلمي.

كما يستعرض الكتاب التهديدات الأمنية التي تواجهها الدول مع تبنِّي نماذج ذَّكيَّة تعتمد بصورة رئيسية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإدارة جميع متطلبات الحياة اليومية فيها، واعتماد النظم المالية والمصرفية والإدارية على الإنترنت، وانتشار أجهزة إنترنت الأشياء والذَّكاء الاصطناعي في كل مكان، وتُصبح الدول والأفراد أكثر عُرضة للاختراق، وتُصبح جميع الخدمات الحكومية أكثر عُرضة للتوقف المفاجئ من خلال هجمات القراصنة، وتصبح قواعد البيانات والخطط والاستراتيجيات والوثائق والمعلومات السرية عُرضة للتلاعب بها وتسريبها، وتُصبح الأسلحة والأدوات العسكرية قليلة التكلفة وسهلة التصنيع وشديدة التدمير، وهي عبارة عن فيروسات كمبيوتر، وتزداد احتمالية نشوب صراعات سيبرانية بين الدول لا يمكن احتواؤها، حتى تتطوَّر وتصل إلى مرحلة الحرب السيبرانية الشاملة.

هناك ثورة جديدة ستغير شكل الحياة البشرية تقودها التقنيات فائقة التقدم، فهي ثورة شاملة على مختلف المستويات، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وذلك لأن التطبيقات الذكية تتعدد وتتزايد بصورة يصعب حصرها، فهي تقريباً تدخل في المجالات الإنسانية كافة، مشيراً إلى أنه حتى اللحظة لم يتم وضع تصور أو تقييم موضوعي لتداعيات هذه تطبيقات، خاصة مع انقسام هذه التطبيقات ما بين تطبيقات مدنية وأخرى عسكرية، واختلاف تداعياتها في كل منها، بل يمكن القول إن بعض التطبيقات المدنية للذكاء الاصطناعي، والتي من المفترض أن تجعل حياة الأفراد أسهل وأسرع، مثل نمط المدن الذكية الذي يجمع التقنيات كافة الخاصة بنظم الذكاء الاصطناعي، وقد تكون سبباً في زيادة سطوة الآلات على الحياة البشرية.

التحولات الرئيسية التي ستحدث في "مُجتمع ما بعد المعلومات" ستؤدي بصورة كبيرة على إعادة صياغة كثير من المفاهيم الأمنية التقليدية، مثل القوة، والحرب، والصراع، والدفاع، والردع، حيث تتغيَّر مصادر تهديد الأمن القومي للدُّول، لتُصبح الهجمات السيبرانية أحد أخطر مصادر التهديد، وتحل الأسلحة السيبرانية محل كثير من الأسلحة التقليدية، وتتجه الدول نحو إنشاء قوات عسكرية سيبرانية وأحلاف عسكرية سيبرانية مهمتها الدفاع عن مصالح الدولة عبر الفضاء السيبراني، مما قد يدفع المُجتمع الدولي قريباً لتبنِّي مُعاهدة دولية تحافظ على الطبيعة السلمية والمدنية للإنترنت الذي يُمثِّل العمود الفقري لجميع التطورات التكنولوجية.