أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

2021.. توقعات وآمال

05 يناير، 2021


أخيراً انقضى عام 2020 وأفسح المكان لعام جديد تتعلق به آمال البشر في الخروج من النفق المظلم الذي دخل العالم فيه بسبب جائحة كورونا، على الرغم من أن انحسار موجتها الثانية لم يبدأ بعد، بل اكتُشِفَت سلالة جديدة متحورة من الفيروس اللعين وثار حديث حول سلالة ثالثة، وارتبط هذا بتساؤلات وإحباطات بعد أن كان التوصل إلى أكثر من لقاح قد أشاع أملاً في حصار الفيروس والقضاء عليه، ومع ذلك يبقى الأمل في أن يشهد عام 2021 نجاح الإنسان في مواجهة عدو ألحق به خسائر فادحة طالت حياته ورفاهيته، وامتد أثره إلى العلاقات بين الدول بشقيها الصراعي والتعاوني، وقد تشهد تغييراً في موازين القوى الدولية نتيجةً لتداعيات الجائحة.

غير أن التغيير المتوقع في عام 2021 لن يقتصر بطبيعة الحال على نتائج المواجهة مع كورونا، وإنما يتوقع الجميع أن يشهد العالم تغييرات واضحة بعد أن وصل إلى سدة الرئاسة رئيس جديد في أقوى دولة في العالم يحمل رؤية مغايرة لسلفه في الشؤون الداخلية والخارجية معاً. ولذلك، فكما أحدث دونالد ترامب تغييرات واضحة في السياسة الأميركية، يُنتظر من بايدن، صاحب الخبرة السياسية الطويلة، أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه في قضايا داخلية كالتأمين الصحي وخارجية كقضية المناخ، ناهيك عن إعادة اللحمة لصفوف حلف شمال الأطلسي بعد أن توترت العلاقات بين الولايات المتحدة (قائدة الحلف) وشركائها الأوروبيين في عهد ترامب؛ نتيجة إلحاحه على ضرورة زيادة المساهمات المالية للأعضاء تخفيفاً للعبء المالي عن الميزانية الأميركية، فضلاً عن ارتباك السياسة الأميركية تجاه بعض الصراعات الحساسة كالصراع في سوريا وشرق المتوسط. كذلك من المتوقع أن يعود الدفء إلى العلاقات الأميركية الأوروبية بعد أن كان واضحاً أن ترامب، عكس سلفه أوباما، يتبنى سياسات من شأنها تقويض الاتحاد الأوروبي، بتشجيع النزعات الانفصالية فيه وفقاً لنموذج «البريكسيت». وسوف يكون لاستعادة العلاقات الأميركية الأوربية عافيتها تأثيراتها على قضايا مهمة كالخيار الدفاعي الأوروبي المستقل الذي تصاعد الحديث عنه في عهد ترامب نتيجة مزيد من التشكك -بسبب سياساته- في صدقية الاعتماد على الولايات المتحدة في حماية الأمن الأوروبي. وكذلك قضية الملف النووي الإيراني الذي وصل فيه الصدع بين السياستين الأميركية والأوروبية إلى ذروته في عهد ترامب، بإسقاط مشروع القرار الأميركي بمد الحظر على توريد الأسلحة لإيران في أغسطس الماضي، حيث من المتوقع أن يعود التنسيق الأميركي الأوروبي تجاه ذلك الملف، في ضوء توجه بايدن بالعودة لاتفاق 5+1 في ظل شروط معينة، من المتوقع أن يكون التنسيق بشأنها أفضل بكثير مما كان عليه إبان ولاية ترامب.

غير أن كل ما سبق لا يجب أن يصرفنا عما يجري في الداخل الأميركي الذي نجح ترامب حتى الآن في أن يُخرجه عن مساره المألوف، بإصراره على الاعتراض على نتيجة الانتخابات الرئاسية باعتبارها منطوية، حسب رأيه، على بعض الزيف كان من شأن تجنبه أن يؤمّن له ولاية ثانية. ولما كان قد استنفد كل الآليات القضائية في مراجعة هذه النتيجة، فإن الأنظار تتجه الآن، قبل أيام قليلة من موعد نقل السلطة، إلى ما يمكن أن يحدث من مفاجآت، وإن كانت قوة المؤسسات الأميركية كما بدا في الموقف الحاسم للمحكمة الفيدرالية العليا من دعاوي نقض الانتخابات، وكما هو متوقع من تصديق الكونجرس على انتخاب بايدن، سوف تمثل قيداً على هذه المفاجآت. غير أن الأنظار سوف تتجه بعد ذلك إلى ما ينوي ترامب فعله بعد مغادرة البيت الأبيض وتداعياته على الداخل الأميركي، وهذه قصة أخرى.

*نقلا عن صحيفة الاتحاد