أخبار المركز
  • شريف هريدي يكتب: (الرد المنضبط: حسابات الهجمات الإيرانية "المباشرة" على إسرائيل)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)

تحالفات متعارضة:

من يحسم أزمة الرئاسة في فنزويلا؟ (ملف)

12 فبراير، 2019

image

تشهد فنزويلا منذ يناير الماضي أزمة داخلية بدأت بعد الانتخابات الرئاسية التي قاطعتها المعارضة التي تسيطر على المؤسسة التشريعية "الجمعية الوطنية"، التي فاز بها الرئيس "نيكولاس مادورو" لفترة رئاسية ثانية تمتد لست سنوات، وقد أدى اليمين الدستورية في العاشر من يناير الماضي. ولتشكيك المعارضة في نتائج تلك الانتخابات، أيدت "الجمعية الوطنية" رئيسها "خوان جوايدو" كرئيس للبلاد، وقد أدى اليمين الدستورية هو الآخر في الثالث والعشرين من الشهر ذاته. وقد اعتبر "مادورو" ما حدث انقلابًا على سلطته الشرعية بدعمٍ من الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن الأزمة الفنزويلية أزمة داخلية بالأساس، إلا أنها -في الوقت ذاته- أخذت بُعدًا دوليًّا يعكس طبيعة التنافس بين القوى الكبرى في النظام الدولي، التي تصوغ مواقفها من الأزمة وفقًا لاعتبارات جيواستراتجية واقتصادية. حيث يُعارض منافسو الولايات المتحدة (روسيا، والصين، وإيران) الاعتراف برئيس البرلمان "جوايدو" رئيسًا شرعيًّا للبلاد.

ولذلك، سوف يتوقف مستقبل الصراع في فنزويلا على عدة عوامل، من أهمها: موقف المؤسسة العسكرية التي لها دورٌ حاسمٌ في إنهاء الأزمة، ودور القوى الدولية الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة التي تنظر لأمريكا اللاتينية باعتبارها منطقة نفوذ خاص بها، وتسعى منذ عقود للهيمنة على كاراكاس التي اتّبعت سياسات معادية لها تحت حكم الرئيس السابق "هوجو تشافيز"، فضلًا عن الصين وروسيا اللتين قدمتا الدعم الدبلوماسي والاقتصادي للرئيس "مادورو" لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده.

ولمركزية قطاع النفط في الاقتصاد الفنزويلي، فرضت إدارة الرئيس "دونالد ترامب" عقوبات جديدة عليه بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع كاراكاس على خلفية اعترافها بزعيم المعارضة "جوايدو" رئيسًا للبلاد، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف لتفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد، بما يزيد من حدة الضغوط المحلية والدولية على "مادورو" لدفعه للتخلي عن السلطة.

وهناك خمسة سيناريوهات رئيسية لمستقبل الأزمة الفنزويلية وتطوراتها أشار إليها "ميجيل أليخاندرو" (الباحث الفنزويلي المتخصص في شئون أمريكا اللاتينية) الذي استضافه مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بورشة عمل في أواخر يناير الماضي، وهذه السيناريوهات هي: (١) بقاء الوضع الراهن وهو احتمال ضعيف. (٢) عقد مفاوضات والوصول لحل وسط. (٣) سيناريو تدخل الجيش. (٤) إعلان "مادورو" انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرًا إلى أنه لا توجد مؤشرات على هذا السيناريو. (٥) السيناريو غير الرسمي بأن يتم الوصول إلى اتفاق لخروج آمن للرئيس الفنزويلي الذي نجح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وعليه، يُناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وتقديرات وعروضًا نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الأزمة الفنزويلية وأسبابها، وسيناريوهاتها المستقبلية، وطبيعة دور القوى الدولية في هذا الصراع، ولا سيما القوى المنافسة للولايات المتحدة (روسيا والصين)، وكذلك تأثيرات الأزمة على قطاع النفط الذي هو شريان الاقتصاد الفنزويلي. ويعرض الملف أيضًا أسباب اهتمام إيران بالأزمة الفنزويلية، ورؤية طهران للتداعيات التي يمكن أن يفرضها سقوط نظام "مادورو" على موقفها من الضغوط الأمريكية التي تتوقع أن تتفاقم في الفترة القادمة.