أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" العدد السادس من "التقرير الاستراتيجي" السنوي بعنوان "حالة الإقليم: التفاعلات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط 2024"، وشارك في إعداده كل خبراء وباحثي المركز من مختلف التخصصات، وقام بتحريره أحمد عاطف، رئيس التحرير التنفيذي للموقع الإلكتروني للمركز، وعبداللطيف حجازي، رئيس التحرير التنفيذي لكتب المستقبل.
ويستشرف هذا التقرير أهم الاتجاهات المتوقعة عام 2024، استناداً إلى التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وكذلك التحولات الكبرى في العالم التي تؤثر في المنطقة، خاصةً في ظل الأدوار التي تمارسها القوى الدولية في تحديد مسارات قضايا وتفاعلات الإقليم.
إذ ما زالت منطقة الشرق الأوسط هي محور اهتمام العالم، ومن المتوقع أن تحظى بمزيد من المتابعة خلال عام 2024، في ظل التفاعلات والأحداث الكبرى التي تشهدها، وعلى رأسها اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وما ارتبط بها من انعكاسات مختلفة سواء داخل الإقليم أم خارجه، فضلاً عن الأدوار التي تمارسها القوى الدولية وبعض الأطراف الإقليمية في هذه الحرب.
وبالإضافة إلى حرب غزة، ثمة مفاتيح أخرى رئيسية لفهم ملامح الشرق الأوسط في 2024، بعضها نابع من المنطقة نفسها مثل: تهديدات الأمن البحري في الإقليم، وجمود الصراعات المسلحة، ومخاطر الإرهاب، والأوضاع الداخلية في دول مثل: إسرائيل وإيران وتركيا. بينما هناك مفاتيح أخرى ترتبط بتحولات دولية كبرى تؤثر بالتبعية في منطقة الشرق الأوسط كغيرها من أقاليم العالم، ومن أبرزها استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والصعود الصيني، وإجراء أكبر عدد من الانتخابات هذا العام، منها الانتخابات في الولايات المتحدة وروسيا والهند وتايوان، وتوسيع عضوية التكتلات الدولية ودورها في إعادة تشكيل النظام العالمي، واتجاهات التسلح، فضلاً عن أوضاع الاقتصاد العالمي، والقضايا المرتبطة بتغير المناخ، والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، يتضمن "التقرير الاستراتيجي" ستة محاور رئيسية، سعت لتغطية أهم الاتجاهات الرئيسية المتوقعة عام 2024؛ إذ يتناول المحور الأول "التحولات الدولية" التي تؤثر في منطقة الشرق الأوسط. ويخصص التقرير المحور الثاني لتسليط الضوء على "انعكاسات حرب غزة" على المنطقة. ثم يأتي المحور الثالث ليتناول "التفاعلات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط". وتحت عنوان ما بعد "كوب28"، يرصد المحور الرابع في التقرير القضايا المتعلقة بتغير المناخ واتجاهاتها المتوقعة في المنطقة، خاصةً بعد النجاح الذي حققه مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب28" في دولة الإمارات. وفي إطار اهتمام التقرير بمتابعة الأوضاع الاقتصادية في العالم والإقليم، يأتي المحور الخامس بعنوان "الاتجاهات الاقتصادية". ويُختتم التقرير بالمحور السادس الذي يتناول "التطورات التكنولوجية"، وخاصةً ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي في ظل اتساع استخدامه في العالم.