يستضيف مركز أبوظبي للمعارض خلال الفترة من 21-25 فبراير 2021، فعاليات الدورة الـ15 من معرضي "آيدكس" و"نافدكس" 2021 للصناعات الدفاعية المتطورة، والذي تأتي نسخته الحالية وسط تحديات إقليمية وعالمية متصاعدة، وفي أجواء تفشي جائحة (كوفيد–19) وسلالاته الجديدة، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على حركة السفر وحرية الحركة والانتقال ومحاذير التجمع والاختلاط وضروروات التباعد الاجتماعي.
إجراءات وقائية:
مبكرًا وبشكل استباقي أعلنت دولة الإمارات في نوفمبر 2020، عن تشكيل اللجنة العليا المنظمة لمعرضي "آيدكس 2021" والدفاع البحري "نافدكس 2021" ومؤتمر الدفاع الدولي، حيث اضطلعت اللجنة بمهام الإشراف على تنظيم المعرضين والمؤتمر المصاحب لهما من خلال عدد من اللجان الفرعية المتخصصة كل حسب قطاعة، والتي تهدف لإنجاح هذه الفعاليات الحيوية، وإخراجها بالشكل الذي يليق بسمعة ومكانة الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي مقدمة تلك الترتيبات جاءت الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة في ظل أجواء جائحة كورونا العالمية، والتي تشمل جميع الزوار والعارضين والوفود الرسمية المشاركة في الفعاليات، حيث فرضت اللجنة المنظمة على جميع الزوار والعارضين والوفود التسجيل أولًا للحصول على تصاريح الدخول الخاصة بهم واصطحابها إلى مقر المعرض.
كما تتضمن الإجراءات أيضًا إجراء فحص "بي سي آر" قبل نحو 48 ساعة من موعد زيارة المشاركين، وإبراز نتيجة فحص سلبية على البوابات الأمنية لمقر الفعاليات، وسيتوجب على المشاركين الدوليين إجراء فحص "بي سي آر" في مطارات الدولة فور وصولهم، وذلك بعد إبرازهم تصريح التسجيل في المعرض.
وإلى جانب ذلك حددت اللجنة المنظمة 17 فندقًا في محيط مركز المعارض لاستضافة الزوار والوفود المشاركة في المعرض، بالتعاون مع الجهات المختصة، وقد تم تجهيز تلك الفنادق بمراكز فحص "بي سي آر"، بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي.
إضافة إلى ذلك فقد تضمنت التدابير الاحترازية، تحديد عدد الزوار والعارضين، حيث يتوجب على جميع الزوار تحديد وقت للزيارة في كل يوم، عند تسجيلهم على الموقع الإلكتروني، وتحديد أعداد العارضين في كل جناح، وتوزيعهم على أوقات زمنية مختلفة، لتحقيق التباعد الاجتماعي وضمانة عدم التكدس، على أن يلتزم الجميع على كل حال بالممرات الخاصة بالدخول والخروج، وارتداء الكمامات الطبية طوال فترة وجودهم داخل أرض المعارض.
نافذة عالمية:
يعتبر معرضا "آيدكس" و"نافدكس" 2021 نافذة عالمية خاصة تطلع من خلالهما الإمارات والدول العربية على أحدث تطورات الصناعات الدفاعية من تكنولوجيا ومعدات متطورة ومبتكرة، بما يتناسب مع التطلعات الاستراتيجية الإماراتية الرامية إلى توطين الصناعات الدفاعية في البلاد.
وهي الاستراتيجية التي دشنت دولة الإمارات من أجلها شركة "إيدج" التي تضم نحو 25 شركة قائمة بالفعل لتشكيل تكتل واحد يهدف إلى استقطاب نخبة الخبراء والمواهب في مجال الصناعات الدفاعية لتوسيع نطاق تطوير هذا القطاع، والذي يشمل المنصات والأنظمة، والصواريخ والأسلحة، والدفاع السيبراني، والحرب والاستخبارات الإلكترونية، ودعم المهام.
ويُسلط معرضا "آيدكس" و"نافدكس" 2021، الضوء على تطور قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية في دولة الإمارات، حيث تشارك 144 شركة إماراتية في هذا الحدث، يأتي في مقدمتهم مجلس الإمارات للشركات الدفاعية (EDCC)، ومجلس التوازن الاقتصادي، ومجموعة "إيدج" EDGE Group PJSC، وطيران أبوظبي، وشركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية "أداسي"، و"الجسور" (Al Jassor)، و"الطارق"، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "الياه سات"، و"أمرُك" AMMROC، وشركة "الفتّان القابضة للاستثمار Al Fattan Holding Investment، وشركة "أكسوم مارين" Aksum Marine، وشركة أبوظبي لبناء السفن ADSB.
ويتيح المعرضات عقد شراكات استراتيجية بين مختلف الجهات الوطنية المشاركة وكبريات الشركات العالمية المتخصصة في القطاعات الدفاعية، حيث يشارك في هاتين الفعاليتين 110 وفود دولية، وأكثر من 900 شركة دفاعية من 60 دولة، يعرضون منتجاتهم المتطورة في 35 جناحًا مخصصًا لتلك المعروضات.
وإلى جانب شركات أمريكية وفرنسية وبريطانية رائدة في مجال الصناعات الدفاعية، أبرزها: "إيه إم جنرال" AM General، و"أركتوروس يو إيه في"، "إنك" Arcturus UAV, Inc، و"أرنولد ديفينس"، و"بوينج" Boeing، و"كولينز أيروسبيس" Collins Aerospace، و"جنرال أتوميكس أيرونوتيكال سيستمز" General Atomics Aeronautical Systems، و"إمبراير" Embraer، و"أركوس" ARQUUS، و"سيلاس" CILAS، و"نافال جروب" Naval Group، يشهد المعرضان مشاركة متميزة لكل من روسيا والصين، بما يتناسب مع استراتيجيات الانفتاح الدفاعي وتنويع المنظومات الدفاعية، والاستفادة من القوى الصناعية العسكرية الكبرى في العالم.
انفتاح روسي- صيني:
فقد أعلنت شركة تصدير الأسلحة الروسية "روس أوبورون إكسبورت" المشاركة في معرضي "آيدكس" و"نافدكس" أنها تركز على تقديم ما يساعد على مواجهة التحديات الأمنية الحديثة، وصد الهجمات الجوية الإرهابية، ومن أبرز منتجات صناعة الدفاع الروسية التي لم تظهر في هذه المنطقة من قبل مركبة المشاة القتالية "بوميرانج"، ومنظومة الدفاع الجوي البعيدة المدى "أنتي-4000" ومنظومة الدفاع الجوي المتوسطة المدى "فيكينج"، وهي نسخة معدة للتصدير إلى الخارج من منظومة صواريخ "بوك - إم 3" المضادة للطائرات الموجودة بحوزة الجيش الروسي.
كما يضم الجناح الخاص بروسيا في معرض "آيدكس 2021" نماذج من مقاتلة "سو-35" ومروحية "مي-38 تي" ومنظومتي "إس-400" و"تور - إم 2 كا إم" للدفاع الجوي، ونظام الأسلحة المضادة للطائرات المسيرة "كوبول - بي إر أو"، فيما يضم جناح روسيا بمعرض "نافدكس 2021" بعض الأسلحة الخاصة بالقوات البحرية ونماذج متطورة للسفن الدورية وزورق الصواريخ "كاراكورت".
كما تشارك المؤسسة الوطنية الصينية لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة CPMIEC، وهي مؤسسة كبرى تجمع بين التجارة والصناعة والتكنولوجيا، وتعتبر قناة رئيسية مرخصة من قبل الحكومة الصينية لاستيراد وتصدير منتجات التكنولوجيا الفائقة وتكنولوجيا شركة China Aerospace.
وهذه الشركة الصينية الرائدة معنية باستيراد وتصدير أنظمة أسلحة الصواريخ الدفاعية، ومعدات تكنولوجيا الفضاء، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية ومنتجاتها التطبيقية، والأجهزة الخاصة، والآلات الدقيقة، والأجهزة البصرية، والمنتجات الإلكترونية، والمركبات الخاصة وتقنياتها المناسبة.
وهو الأمر الذي يمكن من خلاله للشركات الوطنية الإماراتية الاستفادة من خبرات كبار مصنعي الأسلحة والمنتجات الدفاعية غير الغربيين، وخاصة من روسيا والصين، في تحقيق استراتيجية تنويع مصادر التسليح من جهة، وتوطين تكنولوجيا متقدمة في الصناعات الدفاعية المحلية تشمل جميع المدارس التصنيعية الدفاعية الكبرى في العالم.
اهتمام خاص بالأمن البحري:
وفي إطار تنامي التهديدات البحرية في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وخليج عدن، وبحر العرب، اهتم معرض نافدكس 2021 بشكل خاص بقضايا الأمن البحري والتكنولوجيا الدفاعية البحرية المتطورة، حيث يشهد المعرض مشاركة عدة مدارس دفاعية بحرية متنوعة، أبرزها: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وإيطاليا، وجنوب إفريقيا، واليونان، والهند، وباكستان.
وبحسب منظمي المعرض، فإن القطع العسكرية البحرية المشاركة في الدورة السادسة من معرض الدفاع البحري "نافدكس" تتنوع ما بين كاسحات ألغام، ومدمرات، وفرقاطات، وزوارق صواريخ، وزوارق دورية، وزوارق بحث وإنقاذ، وسفن إمداد وإنزال.
ويمثل وجود 17 من الوحدات البحرية الكبرى بمختلف أنواعها من عدة دول أهمية خاصة للاطلاع على أحدث ما تم التوصل إليه من تقنيات متطورة في المجال البحري وعمليات البحث والإنقاذ البحرية وعمليات الغوص ومكافحة الزوارق المعادية والألغام البحرية التي تعد تهديدًا خاصًا لأمن الملاحة في مياه الخليج العربي بشكل خاص.
كما ستقوم القطع البحرية المشاركة في المعرض بتنفيذ عروض حية طوال أيام الفعالية، بالإضافة إلى منصات عرض للشركات المشاركة تستعرض من خلالها أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجالات الأمن البحري، وأمن السواحل، وعمليات البحث والإنفاذ، وتقنيات الرصد والمراقبة والتحكم عن بعد.
ختاماً؛ فإن احتضان الإمارات العربية المتحدة لمثل هذه الفعاليات الدفاعية الكبرى في ظل سياقات إقليمية مضطربة وتهديدات أمنية وعسكرية متنامية، يمثل أهمية خاصة للدولة في إطار تعظيم قدراتها التصنيعية بحسب استراتيجيتها الطموحة لتوطين الصناعات الدفاعية، من جهة، وفي إطار التأكيد على سياسة الانفتاح الدفاعي للاستفادة من كافة اللاعبين الكبار في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية، بما يزيد من الخيارات التسليحية خلال السنوات القادمة، من جهة أخرى.