أخبار المركز
  • شريف هريدي يكتب: (الرد المنضبط: حسابات الهجمات الإيرانية "المباشرة" على إسرائيل)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)

تغيرات هيكلية:

الثورة الصناعية الرابعة .. رابحون وخاسرون (ملف)

02 مارس، 2019

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

مرّ العالم بثلاث ثورات صناعية أدَّت إلى تغيرات هيكلية في الاقتصاد وأساليب الإنتاج، وفي توزيع الدخول والثروات، وأنتجت أيضًا تغيرات ديموغرافية غير مسبوقة. لكن ما نشهده اليوم من ثورة تكنولوجية متقدمة يُنبئ بقدوم ثورة صناعية رابعة قد تكون آثارها أقوى بصورة ملموسة من أي تغيرات شهدها العالم في السابق؛ لأن الابتكارات الجديدة التي تميز تلك الثورة تحمل آثارًا غير مسبوقة بسبب ثلاث خصائص رئيسية، هي: أنها واسعة المجال بصورة غير مسبوقة، وتتميز بسرعة عالية في الظهور والتطبيق، وتؤثر بصورة قوية على النظم القائمة كافة.

وسيكون للثورة الصناعية الرابعة تأثير قوي على الأنظمة الاقتصادية القائمة، حيث إنها ستُحدث تغييرات هيكلية كبيرة في أنماط الإنتاج والتوزيع والدخل، حيث يُهدد التوجهُ نحو أتمتة الوظائف والذكاء الصناعي بصورة كبيرة فرصَ العمل بالنسبة لتخصصات متعددة، بعد أن أصبحت الأتمتة الذكية والروبوتات هي القوة العاملة الجديدة، ناهيك عن تأثر قطاعات اقتصادية كبيرة بالتطورات التكنولوجية الراهنة. ولهذا، يثير البعض مخاوف مما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من مزيدٍ من الاضطرابات السياسية والتوجهات المتطرفة في بعض دول العالم، بل ويرون أن التوجه اليميني المتطرف السائد حاليًّا في العمل السياسي والعداء للأجانب ما هو إلا بداية لهذه الظاهرة.

وستخلق الثورة الصناعية الرابعة اقتصادات جديدة، تتغير فيها أساليب وطرق ممارسة الأعمال، حيث تُمكِّن شركات التكنولوجيا العملاقة من تصدر المشهد الاقتصادي العالمي من خلال ما حققته من أرباح طائلة، وزيادة قيمتها السوقية إلى مستويات أصبحت تتعدى معه ميزانيات بعض الدول، في مقابل تراجع نفوذ الشركات الصناعية الكبرى، وهو الأمر الذي يضع قواعد جديدة للسوق، مع تغير توقعات العملاء. 

ولمواجهة تداعيات وتحديات الثورة الصناعية الرابعة، اهتم عدد كبير من المؤسسات والمنتديات الاقتصادية (منظمة العمل الدولية، والمنتدى الاقتصادي الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبنك الدولي) بإعداد الدراسات وتقديم التوصيات اللازمة لدعم صانعي السياسات والمؤسسات بل والأفراد نحو اتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل بشكلٍ استباقيٍّ مع آثار تلك الثورة. 

وفي هذا السياق، يُناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وعروضًا نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، ملامح الثورة الصناعية الرابعة، وتحدياتها، وتداعياتها السياسية والأمنية على الدول، وكيف توظفها الدول في خدمة اقتصاداتها؟، والتوصيات التي تقدمها المؤسسات والمنتديات الاقتصادية الدولية لمواجهة التداعيات السلبية للثورة الصناعية الرابعة على الأفراد والدول على حدٍّ سواء.