لقد واجه العالم هذا العام أزمة استثنائية، لم تتكرر كثيراً عبر التاريخ، فجائحة كورونا لم تكن أزمة صحية فحسب، بل أنها فرضت تحديات على كل مجالات الحياة، وكان على رأس هذه التحديات، خاصة في الشهور الأولى من ظهور الفيروس، حالة اللايقين والضبابية الشديدة التي عاش في إطارها العالم، فلم يكن هناك الحد الأدنى من المعرفة بشأن الفيروس، وسلوكه، ونمط انتشاره، وتأثيراته، وتداعياته وسبل التعامل معه، وكيف يمكن أن ينتهي، فضاً عن سيل من الأسئلة المفتوحة الأخرى بشأن تداعيات الجائحة، وتضاربت الأقاويل في البداية، واختلفت الآراء والسياسات في التعامل مع هذه الأزمة، فاستثنائية الحدث لعب دوراً في تأخر، أو قصور الاستجابة في بعض الحالات، نظراً لغياب دليل إرشادي بناء على حالات سابقة مشابهة يمكنه أن يسعف العالم في مثل هذا الظرف.