يعيش العالم منذ نوفمبر 2021، على وقع تصاعد الأحداث على الحدود الروسية - الأوكرانية، بعد حشد الرئيس فلاديمير بوتين ما يزيد على 100 ألف من جنوده، مُهددين النظام الحاكم في كييف. وبعد عدة أشهر من التصعيد، بدأ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا يوم 24 فبراير 2022، في خطوة كانت مُحتملة، ولكنها ليست مُتوقعة.
وتختلف طبيعة الحرب الحالية عن العمليات العسكرية السابقة التي خاضها بوتين في جورجيا وشبه جزيرة القرم وسوريا، لأنه هذه المرة لا يواجه النظام الأوكراني فقط، ولكنه يواجه المجتمع الغربي، ويُهدِّد الأمن الأوروبي بشكل مباشر. لذلك صارت لدينا أزمة عالمية، متعددة الأطراف، ووصلت تداعياتها إلى أنحاء العالم كافة، انطلاقاً من المكانة المركزية التي تحتلها روسيا وأوكرانيا في الاقتصاد العالمي.
ويهدف العدد رقم (17) من "رؤى عالمية"، إلى عرض أبرز ما تداولته مراكز الفكر والمجلات ودور النشر الغربية حول الحرب الروسية في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الرؤى الغربية تنطوي على انحيازات لا يمكن إغفالها ضد موسكو. ويتضمن هذا العدد تسليط الضوء على فكر بوتين في إدارته للوضع الراهن، وتقييم تعامل القوى الغربية مع التهديدات الروسية ومدى نجاح العقوبات الاقتصادية في هذا الصدد، مع التطرق إلى سلاح المقاومة الأوكرانية ومدى فعاليته في مواجهة القوات الروسية، وكذلك حدود تأثر التحالف بين الصين وروسيا بالحرب الحالية، وصولاً إلى تحليل تداعيات وسيناريوهات التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.