أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (زلزال انتخاب فاي.. اتجاهات التغيير القادم في السنغال)

فاعلية محدودة:

تقييم جهود الوساطة الدولية بين واشنطن وطهران (ملف خاص)

18 يوليو، 2019

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

على الرغم من التصعيد الأمريكي-الإيراني المتبادل منذ مايو من العام الجاري، والذي يُنذر بتصعيد عسكري؛ فإن طرفي الأزمة أعلنا عن رغبتهما في التفاوض، ولكن بشروط مسبقة، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام دور للوسطاء لحلحلة الأزمة، لتداعياتها على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مصالح القوى الدولية بالمنطقة.

وخلال الأيام الماضية، استقبلت إيران عددًا من مسئولي الدول الغربية والآسيوية الحليفة للولايات المتحدة، بعد زيارات مسئولين أمريكيين إلى دولهم. وقد صرّح بعضهم بوضوحٍ بأن تلك الزيارات تأتي في إطار الوساطة الدولية لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران. وفي المقابل، أجرى وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" زيارات متعددة للقوى الدولية الحليفة لدولته تاريخيًّا، والدول الأوروبية التي لا تزال تلتزم بالاتفاق النووي لعام 2015 رغم انسحاب الولايات المتحدة الأحادي منه في مايو من العام الماضي، بهدف تعزيز موقف طهران التفاوضي في مواجهة التعنت الأمريكي.

ولا يرى النظام الإيراني أن تلك الوساطات ستصل إلى تسويةٍ للتصعيد الأمريكي، ولكنه ينظر إليها كمحاولة لوقفه، وعدم زيادته، لما له من تأثيرات جلية لا يمكن إنكارها على اقتصاد الدولة الذي يعاني من أزمات عديدة قد تُهدد شرعية النظام. وفي المقابل فإنه يستغل التشدد الأمريكي في تعزيز سيطرته الداخلية. 

ويحاول النظام في طهران استغلال زيارات مسئولي القوى الدولية ولقائهم بقياداته لتأكيد أنه لا يواجه عزلة دولية رغم الجهود الأمريكية لعزل إيران دوليًّا، وأنه لا يزال قادرًا على مواجهة العقوبات الأمريكية، وأنها لم تُخضعه بعد للشروط الأمريكية.

ورغم كل الجهود الدولية لتسوية الأزمة الأمريكية-الإيرانية، لا يتوقع أن تنجح في ظل تمسك طرفي الصراع بشروطهما المسبقة للجلوس على طاولة التفاوض، وكذلك استمرارهما في التصعيد، وامتلاك المزيد من أوراق الضغط لإرغام الطرف الآخر على تقديم تنازلات.

إن فشل الوساطة الأوروبية في تسوية الأزمة الإيرانية، مع تنصّل طهران من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، بزيادة كمية اليورانيوم المسموح لها بتخزينها، ورفع نسبة تخصيبه؛ سوف يدفع الدول التي كانت تعارض الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي إلى الاقتراب من الموقف الأمريكي، الأمر الذي يحد من الخيارات المتاحة أمام النظام في طهران.

ويُناقش هذا الملف الذي يضم موضوعات نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، دور الوسطاء في تهدئة التوتر الأمريكي الإيراني الذي يُهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، والمصالح الدولية بالشرق الأوسط. ويبحث مستقبل تلك الوساطات في ظل استمرار تصعيد طرفي الأزمة، وتنصّل طهران من الالتزامات التي تضمنتها خطة العمل الشاملة المشتركة، وكذلك شروط كل من طرفي الأزمة للتفاوض.