أخبار المركز
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)

الإرهاب غير المتوقع:

انتشار "الذئاب المنفردة".. الأسباب وسبل المواجهة (ملف)

25 أبريل، 2017

image

مع تزايد الضربات العسكرية التي يتعرض لها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا، وتنامي معدلات الإحباط داخل صفوف أعضائه، والتنظيمات التي أعلنت الولاء له ولدولته، زاد التنظيم من اعتماده بشكل كبير على "الذئاب المنفردة" لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المنطقة وخارجها، ردًّا على الضربات العسكرية التي تقضي على "دولة الخلافة"، التي أعلنها التنظيم في يونيو 2014. وقد وجد "داعش" في مساندة وتبني هجمات "الذئاب المنفردة" متنفسًا جديدًا للادعاء بوجود انتصارات، ورفع الروح المعنوية بين أتباعه، وإلهام عناصر جديدة للانضمام للتنظيم.

ولا ترتبط ظاهرة "الذئاب المنفردة" فقط بالتنظيمات الإرهابية، وهو ما تذهب إليه معظم التحليلات والكتابات الغربية، ولكنها ظاهرة مارستها كل الحركات المتطرفة من جميع الانتماءات والمشارب للتعبير عن غضبها من ممارسات حكوماتهم. ويمثل منفذي الهجمات الإرهابية الفردية خطرًا أكبر يفوق ذلك الذي تُمثِّله التنظيمات الإرهابية المعروفة (مثل: تنظيم "داعش"، أو "القاعدة")، لا سيما وأن الأجهزة الأمنية الغربية ذات الكفاءة (الفنية والبشرية) لا يمكنها التنبؤ بتلك الهجمات، مما جعل منع "الذئاب المنفردة" من تنفيذ عملياتها الإرهابية هو التحدي الأكبر أمام تلك الأجهزة في الدول الغربية.

وتتزايد خطورة ظاهرة "الذئاب المنفرد" لأنها تقوم على التمويل الذاتي، فهي لا تحتاج إلى الحصول على التمويل من منظمات إرهابية معروفة يسهل إيقافها أو تتبعها، فضلا عن تجاوزها إشكالية التواصل والدعم اللوجستي من التنظيمات الإرهابية الكبيرة. وتتعاظم خطورتها في أنها تعتمد في تنفيذ هجماتها على مواد متوافرة في السوق يسهل الحصول عليها بدون إثارة الهواجس الأمنية حول مقتنيها.

وتدفع القوانين الغربية إلى تنامي ظاهرة "الذئاب المنفردة"، لا سيما وأن قوانين بعض الدول تبيح حمل السلاح وتسهِّل الحصول عليه، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى تأكيد قوانين الدول الغربية على ضرورة احترام خصوصية المواطنين، وعدم مراقبتهم إلا في ظل ظروف استثنائية، وهو الأمر الذي يُشكِّل بيئة خصبة لتنامي مخاطر "الذئاب المنفردة"، واعتماد التنظيمات الإرهابية عليهم لتنفيذ هجمات إرهابية تثير ذعر المواطنين بعيدًا عن مراقبة الأجهزة الأمنية بتجنيد أشخاص ليس لهم سجل يؤشر إلى إمكانية تنفيذهم هجمات إرهابية، أو الانضمام إلى تنظيمات متطرفة.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإن المؤسسات الأمنية باتت تعتمد على آليات متعددة لمواجهة ظاهرة "الذئاب المنفردة"، تتراوح بين تبني استراتيجية تقوم على عزل "الذئب المنفرد" وجعله وحيدًا بعيدًا عن الاتصال بالجماعات الإرهابية، وضرورة تتبع الأجهزة الأمنية للحسابات الإلكترونية للجماعات الإرهابية، ومراقبة مستخدميها بانتظام، وتعليق حساباتهم عند الضرورة، واستباق التهديدات من خلال رصد وتفكيك دوائر الاستقطاب والتدريب، ومنع المتطرفين من امتلاك أدوات تنفيذ الهجمات.

وعليه، يركز هذا الملف الذي يضم تقديرات وتحليلات نُشرت على الموقع الإلكتروني للمركز، وفي مجلة "اتجاهات الأحداث" التي يُصدرها، وفي عروضٍ لدراسات غربية؛ على ماهية ظاهرة "الذئاب المنفردة"، وكيف تستفيد منها التنظيمات المتطرفة -مثل تنظيم "داعش"- في تنفيذ هجمات إرهابية داخل مدن وعواصم عربية وغربية على حد سواء، وأخيرًا سبل مواجهة تلك الظاهرة المتوقع تناميها في المستقبل.